المعارض.. مواسم شراء أم استعراض؟ … صناعي لـ«الوطن»: المعارض شكلية وليست ربحية بسبب ضعف القوة الشرائية … «غرفة تجارة دمشق» لـ«الوطن»: لن تؤدي دورها الحقيقي في حال كان المنتج سيئاً ولا تخضع لتقييم حقيقي
| نوار هيفا
تسهم المعارض واللقاءات التجارية والصناعية في دعم وتنمية الاقتصاد المحلي وتعتبر حسب الكثير من الاقتصاديين أحد منافذ تحسين الاقتصاد الذي بدوره ينعكس إيجاباً على حياة المواطن من خلال عدة قنوات أهمها تأمين فرص عمل مؤقتة موسمية، والاستفادة من العروض المقدمة خلال هذه المعارض، وإذا كان المواطن هو ذاته صاحب المنتج فهي تؤمن له الترويج الذي يطمح له في زيادة مبيعاته، من خلال التنافسية الشريفة وعرض منتجاته عبر هذه المعارض المقامة دورياً.
بعض المنتجين بينوا لـ«الوطن» أن هذه المعارض هي فرصة لتنويع الإنتاج، فخلالها يمكن التعرف على أذواق المستهلكين وإمكانية تحديد الطلب مع خلق ميز تنافسية لزيادة حجم المبيعات بالتالي حجم الأرباح، إضافة لأنها منبر ترويجي للمنتجات وقناة تصل المصنع بالمستهلك.
الصناعي ناجي رسلان صاحب معمل مواد تجميلية وطبية، أوضح لـ«الوطن» أن الأهم في أي مشروع هو زيادة حجم المبيعات بأي طريقة، ولعمل المعارض الترويجية فائدة في تخطي درجات كبيرة من الترويج والتعريف بالمنتج ومعرفة الذوق المطلوب، إضافة إلى أنها وسيلة للتعرف على المنافسين ومنتجاتهم وبالتالي خلق نوع من التفرد الخاص.
وعن دور هذه المعارض اليوم ودورها في زيادة المبيعات أشار رسلان إلى أن هذه المعارض لا يمكن الاعتماد عليها في قياس حجم المبيعات، إذ لا يتعدى البيع خلالها 25 بالمئة مما هو مخطط له، علماً أن العروض المقدمة خلالها يجب استغلالها من المستهلك، لافتاً إلى أن معظم المشاركين في هذه المعارض تخضع منتجاتهم للتدقيق والفحص من غرف التجارة بالتالي تتميز بجودة عالية قد لا تتوفر في بعض المنتجات الأخرى في الأسواق التي بتنا نفقدها اليوم وخاصة إذا كانت منتجات جديدة من دون اسم (ماركة) مشهورة.
وكشف رسلان أن عمل هذه المعارض يهم المنتج أكثر من المستهلك لأنه يمكن من الوصول إلى الأخير بشكل أسهل، وبالتالي إضافة تحسينات مطلوبة على المنتج، أما عن دور هذه المعارض بحجم المبيع فهو ضعيف لاعتبارات كثيرة أهمها ضعف القوة الشرائية بشكل عام للمواطن، ما أثر في عدد الزوار، كما أن الصناعي اليوم يضع في الحسبان فواتير إضافية خلال المشاركة في المعارض أهمها النقل، وباتت هذه الفعاليات شكلية أكثر منها ربحية.
عضو غرفة تجارة دمشق ياسر أكريم بين أن أهمية هذه المعارض تكمن في بيع وتسويق وتصدير المنتج المحلي، وهنا يترتب على هذا المنتج أن يكون منافساً بالأصل، وإلا فستفشل هذه المعارض بسبب إخفاق إنتاجية هذه المواد.
وأشار أكريم في تصريح خاص لـ«الوطن» إلى أن المواد الناجحة تصديرياً هي المواد التي استكملت شروط الإتقان والديمومة والسعر، الديمومة تأتي من موارد الطاقة وموارد الإنتاج والموارد البشرية المتمثلة بالعمالة ومستوى كفاءتها، لافتاً إلى خسارة القطاع الصناعي لكثير من الأيدي العاملة لأسباب متعددة أبرزها هجرة الأيدي العاملة، إضافة لضعف موارد الطاقة لدينا، وارتفاع تكاليف المواد الأولية ومواد الإنتاج نتيجة عدة ظروف أبرزها العقوبات الاقتصادية المفروضة وبعض القوانين الاقتصادية غير الداعمة للتنمية الاقتصادية كالتجارة والصناعة.
وعن دور هذه المعارض في تحقيق التنمية الاقتصادية أوضح أكريم أن هذه المعارض لن تؤدي دورها الحقيقي في حال كان المنتج سيئاً وغير مستكمل لشروط الإنتاج، وبالتالي سيكون هدفها عكسياً، نافياً أن يكون هناك تقييم حقيقي وفعال لهذه المعارض وبالتالي تصويب عثراتها، ولم يصل للغرفة أي تقييم من جهة العارضين ولا من جهة المنتجين ولا حتى من مراكز الإحصاء رغم وجودها.
وعن الاستفادة من هذه المعارض في جذب الاستثمارات الخارجية أوضح أكريم أنه يجب أولاً وضع قوانين صحيحة ينتج عنها صناعة صحيحة، وأن تكون صناعة قائمة على المنافسة، مؤيداً التركيز على النوعية في المعارض أكثر من الكمية لتحسين جودة المنتج ومنافسته.