ثقافة وفن

جائزة الدولة التقديرية في دورتها الحالية 2023 .. في الفنون للفنانة نادين خوري والنقد والدراسات للدكتور خلف الجراد والأدب للشاعر بيان الصفدي

| مايا سلامي

أحدثت جائزة الدولة بفرعيها التقديرية والتشجيعية بمرسوم تشريعي لتكون تكريماً للمبدعين السوريين في مختلف الاختصاصات والاهتمامات، وكانت من نصيب عدد من كبار المثقفين وشكلت حافزاً للمبدعين الشباب في فرعها التشجيعي لمن هم دون الخمسين، وقد تم تعديل الجائزة الممنوحة نتيجة للظروف التي تمر بها سورية لتحافظ على مكانتها وقيمتها.

وفي دورتها الحالية أعلنت وزارة الثقافة عن أسماء الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2023 تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني، حيث ذهبت للفنانة نادين خوري في مجال الفنون، وللدكتور خلف الجراد في مجال النقد والدراسات والترجمة، وللشاعر بيان الصفدي في مجال الآداب، وسيتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في موعد يحدد لاحقاً.

في الفنون

الفنانة نادين خوري ولدت عام 1959 في حارة القشلة بحي القيمرية الدمشقي، تعود بدايات مسيرتها الفنية إلى منتصف السبعينيات من القرن العشرين عندما عملت بمجال الإعلانات التجارية مع شقيقها الراحل جورج خوري، ثم كان لها بضع مشاركات سينمائية عابرة إلى أن أطلقتها المؤسسة العامة للسينما نجمة عبر عدد من الأفلام منها «حبيبتي يا حب التوت» عام 1978، «القلعة الخامسة» 1979، «القتل عن طريق التسلسل» 1982، «السيدة المجهولة» 2009، «فيلم مريم» 2012.

وشاركت بعدها بالعديد من الأفلام السينمائية مع القطاع الخاص، منها: فيلم «المهد» عام 2003، «عيد ميلاد» 2013، «محبس» 2015، لتعود للعمل مع المؤسسة العامة للسينما من خلال فيلم «أمينة» للمخرج أيمن زيدان عام 2018، ومع وزارة الإعلام السورية بالفيلم السينمائي «أنت جريح» عام 2021.

كما كان لها عدة مشاركات في مجال المسرح ومنها: مسرحية «بانتظار عبد الفتاح» عام 1981، «الربان والقوافي» 1999، «الأيقونة السورية» 2018.

أطلت في الدراما للمرة الأولى بمسلسل «حارة الصيادين» سنة 1979 تلاه مسلسل «نزهة المشتاق»، وبدأت تجربتها في الكوميديا من خلال المشاركة بمسلسل «مرايا» منذ عام 1982 ولغاية «شوفوا الناس» سنة 1991 حيث فضلت بعدها الاعتذار عن المشاركة فيها لأنها وجدت أن طبيعة العمل والاعتماد على فريق واحد من الفنانين لن يسمح لها بتقديم الجديد.

سعت في مسيرتها إلى ألا تقع في فخ التنميط فقدمت أدواراً مختلفة ومتنوعة تعكس الصورة الحقيقية للمرأة السورية المعروفة بثقافتها ونشاطها.

في رصيد خوري الفني ما يزيد على 200 عمل درامي تلفزيوني، وهي عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ عام 1983، ونالت عدداً من الجوائز خلال مسيرتها الفنية وكرمتها عدة جهات محلية وعربية، حيث حصلت على الميدالية الذهبية في عيد الفنانين بسورية من نقابة الفنانين عام 2001، وتم تكريمها في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن مجمل أعمالها عام 2002، ونالت جائزة في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي أقيم عام 2005، وتم تكريمها في الولايات المتحدة الأميركية بجائزة العطاء عام 2008، كما حازت جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل «وراء الشمس» في مهرجان أدونيا بدمشق عام 2010، وكرمت في العراق بمهرجان الغدير عام 2018، وفي تونس ضمن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عام 2021، وكانت عضو لجنة تحكيم في مصر للأفلام الطويلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ضمن دورة «نور الشريف» عام 2018.

في الدراسات والنقد

الدكتور خلف الجراد، ولد في محافظة الحسكة عام 1950 وحصل على شهادة الثانوية في دمشق عام 1970، ليحصل بعدها على شهادة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية من كلية الآداب عام 1975، وفي العام ذاته تم إيفاده إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً حيث نال شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة.

عمل د. الجراد مدرساً في معهد إعداد المدرسين في الحسكة ومدرباً تربوياً في مديرية التربية فيها ثم باحثاً متفرغاً في مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية بجامعة دمشق، كما كلف عام 2000 رئاسة تحرير صحيفة تشرين وبعدها عين نائباً لرئيس مجلس الإدارة ومديراً عاماً لمؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، ليسافر في العام 2009 إلى الصين سفيراً لسورية.

شغلت الفلسفة والسياسة فكر الباحث الدكتور خلف الجراد فأصبح عالماً معروفاً في هذا المجال، وصدر له العديد من المؤلفات بين العامين 1995 و2020 عن دور نشر سورية وعن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب وعن مؤسسات عربية منها: «الفن والإيديولوجيا»، «الفن والدين»، «ثقافة السريان في القرون الوسطى»، «الإسلام والمسيحية»، «أبعاد الاستهداف الأميركي»، «اليزيدية واليزيديون»، «معضلات التجزئة والتأخر وآفاق التكامل والتطور»، «الخيار النووي في الشرق الأوسط»، «الفلسفة اليابانية المعاصرة». إضافة إلى عشرات الدراسات والأبحاث في المجلات والدوريات العربية المختلفة.

والدكتور خلف الجراد عضو في اتحادي الكتاب والصحفيين العرب، والرابطة السورية لخريجي المؤسسات التعليمية الروسية، والجمعية العربية للعلوم السياسية، كما شارك في ندوات وملتقيات علمية وفكرية وسياسية ولجان تحكيم علمية وثقافية، وهو عضو في هيئة تحرير مجلتي الفكر السياسي والمعرفة.

في الأدب

الشاعر بيان الصفدي، ولد عام 1956 في قرية الغازية في ريف محافظة السويداء، حاصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق وعلى دبلوم في الإدارة، شغل مواقع ثقافية في إدارة وتحرير مجلات وصحف عربية عدة، وله أعمال منشورة وملحنة في أكثر من وسيلة مقروءة ومرئية ومسموعة، حازت بعضها جوائز، ودخلت أعماله في مقررات دراسية ببلدان عربية، ولديه عشرات الإصدارات للصغار والكبار في الشعر والقصة والمسرح والبحث والنقد الأدبي، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات ولجان التحكيم في مسابقات سورية وعربية للكبار والأطفال.

بدأ بأدب الطفل في مراحل مبكرة من حياته ونشر أول قصيدة له هي «وطني قلبي» في مجلة أسامة التي يعمل ويكتب فيها أهم الكتاب والفنانين السوريين. تطورت تجربته بعد سفره إلى العراق في شبابه لينطلق بعمله محرراً ثقافياً في دار ثقافة الأطفال ببغداد منذ عام 1976 وسط جو عمل غني إلى جانب قامات أدبية كبيرة ما شكل دافعاً له للكتابة في هذا المجال، كما كتب في الشعر والقصة والسيناريو والمسرح والتحقيق الصحفي وغيرها ولاقت أعماله صدى وانتشاراً كبيراً.

حرص في أعماله على التنويع فجاءت بعض قصصه شعرية بالكامل، وقصائده الشعرية كذلك تشبه القصة وفيها حوار وينتهي بعضها بسؤال لتحث الطفل على الإجابة بأسلوب طريف وساخر يشد الطفل، مع هاجسه كذلك بالجانب اللغوي وتقديمه قصائد وقصصاً ومسلسلات تعليمية بأسلوب سهل ومحبب للأطفال، مع الحرص على الكتابة لكل الأعمار، وغرس القيم الإنسانية في نفوسهم.

من أعماله ومشاركاته: عين رئيساً للقسم الثقافي في جريدة الثورة اليمنية 1989- 1997، ورئيس تحرير لمجلة الأطفال «أسامة» 2003- 2006، يعمل الآن خبيراً في الهيئة العامة السورية للكتاب، وهو أحد المساهمين في كلمات أغاني مسلسل الأطفال الشهير «افتح يا سمسم»، كتب مسرحيتين للأطفال «المدرسة العجيبة» وأخرجهما في العراق، كما كتب مسلسل الأطفال «المعاني» الذي أخرجه التلفزيون السوري. شارك في الأسبوع الثقافي لمكتبة الإسكندرية عام 2007، شارك في المهرجان القرائي الثاني في الشارقة 2008، شارك في مؤتمر ثقافة الأطفال في بيروت عام 2009، وغيرها الكثير.

من أعماله المنشورة: «ويطرح النخل دماً»، «دقات القلب»، «مالا يعود»، «جنة صغيرة»، «مختارات تراثية في الطفل والعلم والتعليم»، «شعر الأطفال في الوطن العربي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن