ثقافة وفن

دمشق تودع موسيقارها أمين الخياط … نقيب الفنانين لـ«الوطن»: نقدم ما يليق به اليوم في وداعه .. عصمت رشيد لـ«الوطن»: غيابه مؤلم لأنه كان صاحب البدايات

| مصعب أيوب

بحضور عدد من الفنانين والموسيقيين وزملائه ومحبيه، شيع ظهر أمس جثمان الراحل الموسيقار أمين الخياط من مستشفى المواساة بدمشق ليجول موكب التشييع في أزقة مدينة دمشق التي فاح عبير ألحانه في حاراتها وتغلغل في بيوتها وكان الختام بالوقوف أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي عمل مديراً لدائرة الموسيقا فيه، ثم صلي عليه في مسجد لالا باشا في شارع بغداد وثم ووري الثرى في مقبرة الدحداح.

مايسترو عالمي

الفنان عصمت رشيد أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن الراحل بالتأكيد سيشكل خسارة كبيرة للوسط الفني بوجه عام ولكن هذا قضاء الله وأمره ولا حكم لنا فيه وإن لكل شيء نهاية مهما طال الزمن، وأكد عصمت أن الخياط كان قامةً فنيةً كبيرة لا يستهان بها وهو أول من أنشأ فرقة موسيقية في سورية عندما بدأ التلفزيون السوري بثه 1960، إضافةً إلى كونه عمل إدارياً كنقيب للفنانين لمدة دورتين وهو من امتحنني ومنحني العضوية للانتساب إلى النقابة.

وتابع: الخياط كان عالمياً ولم ينحصر في سورية فقط، فقد تلقى علومه في أوروبا وكان عضو لجنة هيئة موسيقية في مصر ويواظب على الحضور في الاختبارات وقد كان مرافقاً لحلمي بكير وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب أثناء عمله في مصر.

وبين أن الخياط وإن لم يكن آخر القامات بحكم البيئة السورية الولادة ولكن ما يحزننا أنه هو من بدأ ووضع الخطوط الرئيسية، ناهيك عن كونه رجلاً لطيفاً وراقياً في تعامله وجلساته وعمله حتى.

نقدم ما يليق به

ومن جانبه نقيب الفنانين محسن غازي أفاد أن الراحل كان أخاً وصديقاً ومعلماً وملهماً ولعل رحيله سيشكل فراغاً كبيراً لأنه يشغل مساحة كبيرة على مستوى الإبداع العربي بسبب حضوره المتميز والمهم، ونحن اليوم في وداعه ونسعى لنقدم ما يليق به وأن جل ما يحزننا أننا نخسر بشكل دوري أسماء مهمة وكبيرة ولكنها مشيئة السماء.

بصمات في الدراما

كما أشار المخرج أسعد عيد إلى أن رحيل الخياط يعد خسارة على امتداد الساحة العربية وليس سورية فحسب، كان له باع طويل في العمل النقابي وبالتالي هو من الملحنين الكبار في وطننا العربي لأنه لحن لكثير من المغنين في سورية والعالم العربي وبالتالي ترك بصمات جيدة على صعيد الدراما السورية فكان منتجاً من خلال تقديم أعمال مهمة بالتعاون مع أشقائنا الليبيين سابقاً، وختم أنه سيبقى في ذاكرتنا مهما حيينا لأن موسيقاه لن تموت أبداً ولا سيما بعد التاريخ الطويل في الإذاعة السورية.

الأب الروحي

الموسيقي هادي بقدونس بين أن الراحل كان قامة فنية وموسيقية عريقة تفتخر سورية والوطن العربي به لأنه كان واحداً من أهم الموسيقيين ومربي الأجيال الموسيقية العربية وأنا واحد منهم فقد تربيت على ألحانه وسافرت إلى بلاد كثيرة برفقته وأنا اعتبره والدي الروحي، وركز على أن الراحل كان موسوعة موسيقية كبيرة لأنه تعاون وعمل مع عدد لا يحصى من المغنين العرب وأصحاب الأسماء الكبيرة.

وأفاد بقدونس أن الراحل يعاني من المرض منذ حوالي الشهر ولعلها أقسى أيام حياته فقد قاوم المرض بصعوبة شديدة وحاول أن يتغلب عليه لكن للقدر رأياً آخر ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.

متواضع ومحب

وقد أشار الملحن نعيم حمدي إلى أن الراحل ترك فراغاً كبيراً في الوسط الفني السوري والعربي لأنه كان من أوائل الذين أسسوا للفرق الموسيقية في سورية ولحن للعديد من المغنين وقد قدم الكثير من الخدمات لأهل الفن، إضافة إلى أنه درس وعلم عدداً لا يستهان به من الموسيقيين السوريين من دون مقابل فهو شخص متواضع ومحب وراق جداً وخلوق ويشحنك بالطاقة الإيجابية حتى وهو في أحلك حالاته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن