سورية

مناطق الجيش غرب الفرات ملاذ آمن للهاربين من جحيم الحرب … مصادر لـ«الوطن»: الاحتلال الأميركي سيتدخل لإنهاء الاقتتال في دير الزور بعد إنهاك الطرفين

| حلب- خالد زنكلو

تواصلت أمس ولليوم التاسع على التوالي المعارك بين ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والعشائر العربية في ريفي دير الزور الشمالي والشرقي، في وقت أكدت مصادر متقاطعة مقربة من الطرفين أن الاحتلال الأميركي الذي لديه قواعد عسكرية في المنطقة بمحيط حقول النفط والغاز، سيتدخل خلال الأيام القليلة القادمة لوضع حد للاقتتال بعد إنهاك الفريقين بما يتيح له فرض شروطه عليهما لتقوية وجوده وتعزيز موقفه في المنطقة الحيوية.

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضحت المصادر أن موقف الاحتلال الأميركي لا لبس فيه، ويتمثل بإضعاف طرفي الصراع عبر وقوفه على الحياد ظاهرياً لكنه يناصر كل فريق ضد الآخر من خلال دعم «قسد» من تحت الطاولة وإعلانه مناصرته لنيل المكون العربي لحقوقه التي تسلبها الميليشيات في منطقة يشكل أغلبية سكانها ولا يستأثر بحصة وازنة من ثرواتها ولا تحظى زعاماته بمكانة لائقة تحت مظلة «قسد».

وتوقعت المصادر استمرار معارك الكر والفر بين «قسد» والعشائر العربية المنتفضة ضدها خلال الأيام القادمة، ما دام ذلك لا يؤثر في قواعد الاحتلال الأميركي في المنطقة، لاسيما في حقل العمر للنفط وحقل كونيكو للغاز، قبل أن يتدخل لفرض شروطه إثر تحقيق غايته بإنهاك المتصارعين، مع ترجيح كفة «قسد» الموالية بشكل مطلق للاحتلال التي تملك تعزيزات عسكرية لوجستية بخلاف العشائر العربية المعزولة جغرافياً عن مناطق دعمها.

وكشفت المصادر أن ضفة نهر الفرات الغربية حيث مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، باتت ملاذا آمنا للمدنيين الهاربين من جحيم الحرب في مناطق الضفة الشرقية للنهر، بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، مؤكدة أن سلطات الحكومة السورية غرب الفرات تسهل قدوم الفارين من القتال إلى مناطقها وتقدم لهم كل سبل الدعم، في ظل شح المواد الغذائية والدواء في مناطق الاقتتال من جراء احتدام المعارك وفرض «قسد» حظر تجوال يحول دون تزويدها بمقومات الحياة.

إلى ذلك ذكرت تقارير إعلامية أن بلدة ذيبان بالريف الشرقي للمحافظة تشهد اشتباكات عنيفة في محيطها وحركة نزوح لبعض المدنيين على متن قوارب صغيرة باتجاه ضفاف الفرات الغربية حيث يسيطر الجيش العربي السوري، في حين تحاول «قسد» التقدم باتجاهها، وسط توقف المفاوضات من أجل التهدئة، وأكدت التقارير أن أبناء العشائر تمكنوا من التصدي للمحاولة الأولى التي قامت بها «قسد» لاقتحام البلدة، ونجحوا في تدمير عربة وقتل مجموعة من المهاجمين، مضيفة: إن أبناء العشائر، وقبيلة «العكيدات» على وجه الخصوص، تحشدوا في بلدة «ذيبان» التي تعتبر مقر مشيخة القبيلة «بيت الهفل». ، حيث أعلنت «قسد» أن الشيخ إبراهيم الهفل، شيخ مشايخ قبيلة «العكيدات» بات مطلوبا لها وأنها لن تعفو عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن