سورية

اعتبر أن قرارات «حظر الكيميائية» بخصوص سورية غير شرعية والتعاون بين موسكو ودمشق دحض الافتراءات الغربية … شولغين: هناك تدهور في سياسات المنظمة جراء هيمنة واشنطن وحلفائها على قراراتها

| سيلفا رزوق

أكد المندوب الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ألكسندر شولغين أن تأثير الأميركيين كان كبيراً على عمل المنظمة التي استمرت في إصدار تقارير معدة مسبقاً، موضحاً أن روسيا تمكنت من منع إصدار العديد من القرارات التي لا تتناسب مع آلية عمل المنظمة، مبيناً أن هناك تدهوراً في سياسات المنظمة وأمانتها الفنية جراء هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها على قراراتها بشكل يناهض المعايير الدولية، وهذا ما برز في قراراتها غير الشرعية التي صدرت ضد سورية من دون وجود أدلة دقيقة.

السفير شولغين أكد خلال ندوة عامة نظمها المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين بمكتبة الأسد الوطنية بدمشق أمس، أن الولايات المتحدة تفعل ما بوسعها لتعزيز نظام القطب الواحد في العالم، وتحاول أن تصور نفسها على أنها بطلة السلام والعدالة، ولكن الواقع مختلف تماماً، مشيراً إلى أن مندوبي سورية وروسيا تمكنا من خلال العمل المشترك في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من التصدي لهجوم الدول الغربية التي حاول مندوبوها مراراً وتكراراً إلحاق الأذى بسورية وروسيا، مستخدمين مقاربات وذرائع مختلفة.

ولفت شولغين إلى الدفاع السوري الروسي المستمر عن سيادة البلدين ومصالحهما، من خلال التعاون الثنائي الوثيق في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ العام 2015 وحتى تاريخه، مبيناً أن المسؤولين الغربيين كثفوا في نيسان عام 2017 حملات التضليل ضد سورية فيما يتعلق بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون من دون وجود أي أدلة واضحة، في حين أصدرت المنظمة في أعوام 2021 و2022 و2023 ثلاثة تقارير مملوءة بالأكاذيب كانت جميعها معادية لسورية.

وبين شولغين أن العديد من الخبراء لاحظوا عقب العدوان الأميركي والبريطاني والفرنسي على سورية على خلفية الادعاءات المزعومة باستخدام السلاح الكيميائي في دوما بريف دمشق وجود تناقضات في الأدلة المطروحة من الإدارة الأميركية، وكان واضحاً حجم التضليل الممنهج في الصور، حيث لم تبرز أي أعراض ناتجة عن استخدام سلاح كيميائي، وهذا ما أربك المسؤولين الغربيين الذين حاولوا إخفاء الوقائع في العديد من الجلسات الرسمية للمنظمة، وكذلك ما قدمه الوفدان السوري والروسي من حقائق وبراهين دقيقة.

وخلال الندوة التي قدم فيها فيديو وثائقياً لعدد من الأدلة التي تدحض المزاعم الغربية، وتبين بدقة قيام المنظمات الإرهابية ومنظمة ما تسمى «الخوذ البيضاء» بمسرحية معدة مسبقاً تدعي تعرض المدنيين لأسلحة كيميائية، أوضح شولغين أن فرنسا حاولت أيضاً تزييف الحقائق من خلال فيلم وثائقي حمل عنوان «الكهف»، وهو ما ردت عليه سورية وروسيا عبر الفيلم الوثائقي «الطريق إلى النور» الذي يدحض الأكاذيب الغربية، ويبين ماهية الأدلة المزعومة من قبلهم في حادثة استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما، مشيراً إلى أن ما تسمى لجنة تقصي الحقائق بالمنظمة غضت الطرف عن المعلومات والوثائق المقدمة من سورية وروسيا، وقبلت الأدلة المقدمة من الدول الغربية من دون التحقق من صحتها، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً لقوانين المنظمة.

وبين شولغين أن سورية وروسيا سبق أن أدانتا منح الأمانة الفنية مسؤولية الإسناد لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وهذا يعد قراراً غير شرعي وانتهاكاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وصلاحيات مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن بعثة تقصي الحقائق واصلت القيام بنهج معاد ضد سورية ووضع العراقيل أمام مساعيها وجهودها لتقديم الحقائق رغم الانفتاح غير المسبوق الذي أبدته الحكومة السورية أمام بعثات المنظمة والإجراءات المتخذة لتسهيل عملها.

مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين عماد مصطفى أشاد في بداية الندوة بالجهود المبذولة من السفير شولغين في الوقوف إلى جانب الأحرار والشرفاء في العالم.

وأشار إلى التعاون الدبلوماسي العالي المستوى والوثيق بين روسيا الاتحادية وسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي، حيث عمل الفريقان الدبلوماسيان السوري والروسي بامتياز على دحض جميع الافتراءات، وإثبات أن كل القصص والروايات التي حيكت وحبكت ضد سورية في محاولة تشويه سمعتها إنما كانت محض افتراء، ولم تقم على أي أدلة علمية واقعية.

حضر الندوة السفير ميلاد عطية المندوب الدائم لسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومدير عام هيئة الطاقة الذرية إبراهيم عثمان، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية بدمشق، ومديرو الإدارات بوزارة الخارجية والمغتربين، وممثلو وسائل الإعلام الوطني، وعدد من المهتمين والباحثين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن