الخبر الرئيسي

بوتين لأردوغان: السوريون هم وحدهم من يقررون مستقبل بلدهم من دون فرض أي وصفات خارجية … المقداد: انسحاب تركيا من الأراضي السورية هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات معها

| سيلفا رزوق

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الاحتلال التركي لشمال سورية الغربي والذي تم بمساعدة مجموعات إرهابية باعت تراب الوطن بأرخص الأثمان سينتهي، مبيناً أن هناك اليوم تصعيداً هائلاً تقوم به الولايات المتحدة وأدواتها الإرهابية، كما أن الحملات الإعلامية لم تتوقف ضد سورية، معبراً عن تفاؤله بمستقبل العلاقات العربية مع سورية والقدرة على تجاوز كل الصعوبات.

المقداد في كلمة له خلال المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أميركا اللاتينية «فيا آراب» الذي انطلق أمس في دمشق، جدد التأكيد على أن الاحتلال التركي لشمال سورية الغربي بمساعدة من مجموعات إرهابية باعت تراب الوطن بأرخص الأثمان سينتهي، مشدداً على أن انسحاب تركيا من كل ذرة تراب سورية هو الطريق الوحيد لإعادة العلاقات بين شعبي البلدين إلى ما كانت عليه من تعاون وتنمية تخدم الشعبين الجارين.

وقال: «أما الاحتلال الأميركي للشمال الشرقي ونهبه لثروات سورية ودعمه لمجموعات انفصالية وإرهابية فإنه سينتهي بفضل نضال شعبنا البطل في دير الزور والحسكة والرقة جنباً إلى جنب مع جيشنا البطل».

وخلال حوار جرى على هامش انعقاد المؤتمر كشف المقداد عن مغادرة الوفد السوري إلى القاهرة لحضور اجتماع مجلس جامعة الدول العربية، مشدداً على أن سورية لن تكون إلا في طليعة من يدافع عن قضايا الأمة العربية وخاصة حقوق الشعب الفلسطيني وحق الشعب العربي السوري في الجولان للتحرر من الاحتلال.

المقداد جدد التأكيد بأن عهد الاستعمار والسيطرة والهيمنة انتهى، معتبراً أنه إذا كان أردوغان يريد أن يحيي تلك الأيام فهو واهم، لافتاً إلى أن أنقرة تحاول اليوم إعادة هيمنتها وإمبراطوريتها من خلال دعمها للعصابات الإرهابية التي كانت تعتقد أنها ستنهي حربها خلال أيام أو أسابيع قليلة، وقال: «يؤسفنا أن بعض العرب ما زال حتى اللحظة غير قادر على فهم أنه سيكون المستهدف التالي إذا أصابت مشروعات تركيا السوريين».

المقداد ورداً على سؤال لـ«الوطن» قبيل توجهه إلى القاهرة للمشاركة باجتماع الدورة 160 لمجلس الجامعة العربية، عبر عن تفاؤله بالمرحلة القادمة، وقال: «نحن دائماً متفائلون والمواقف العربية ستبقى إلى جانب سورية دائماً، وما حصل خلال 12 سنة لا يمكن تجاوزه خلال شهر أو أيام، لذلك نحن دائماً متفائلون بأمتنا وقدرتنا على تجاوز الصعوبات».

تأكيد المقداد على موقف دمشق الثابت بضرورة انسحاب تركيا من الأراضي السورية كطريق وحيد لإعادة العلاقات معها تزامن مع موقف روسي ثابت خرج على لسان الرئيس فلاديمير بوتين الذي أكد مجدداً وجوب الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وبأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده بعيداً عن أي إملاءات خارجية، وذلك بعد مباحثات أجراها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي.

بوتين وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان عقب جلسة مباحثات عقداها أمس في سوتشي قال: «ناقشنا التسوية السياسية في سورية وتعاوننا في إطار صيغة أستانا التي تعتبر الأكثر فاعلية»، مؤكداً أن «النهج الأساسي لتسوية الأزمة هو الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده من دون أي إملاءات خارجية».

وأضاف: «نحن نستوعب أنه من أجل إطلاق إعادة إعمار واسعة النطاق في سورية، من الضروري تحقيق المصالحة الوطنية والوفاق انطلاقاً من حقيقة أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مستقبل سورية، من دون فرض أي وصفات أو نماذج جاهزة من الخارج».

وأوضح الرئيس الروسي أنه خلال المحادثات مع أردوغان ناقش التسوية السورية، وقال: «نقدر كثيراً تعاوننا مع الجمهورية التركية في هذا المجال على وجه الخصوص، ونتعاون بشكل بناء في إطار صيغة أستانا، الآلية الأكثر فاعلية، حتى اليوم، للمشاورات الدولية بشأن سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن