مصادر لـ«الوطن»: الاحتلال الأميركي سيتدخل لتقوية وجوده بعد إنهاك الطرفين … معارك ريف دير الزور تتواصل ومناطق الدولة ملاذ آمن للهاربين منها
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
تواصلت أمس ولليوم التاسع على التوالي المعارك بين ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» والعشائر العربية في ريف دير الزور الشمالي والشرقي، في وقت أكدت مصادر متقاطعة مقربة من الطرفين أن الاحتلال الأميركي الذي لديه قواعد عسكرية في المنطقة بمحيط حقول النفط والغاز، سيتدخل خلال الأيام القليلة القادمة لوضع حد للاقتتال بعد إنهاك الفريقين بما يتيح له فرض شروطه عليهما لتقوية وجوده وتعزيز موقفه في المنطقة الحيوية.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضحت المصادر أن موقف الاحتلال الأميركي لا لبس فيه، ويتمثل بإضعاف طرفي الصراع عبر وقوفه على الحياد ظاهرياً لكنه يناصر كل فريق ضد الآخر من خلال دعم «قسد» من تحت الطاولة، وإعلانه مناصرته لنيل المكون العربي لحقوقه التي تسلبها الميليشيات في منطقة يشكل أغلبية سكانها ولا يستأثر بحصة وازنة من ثرواتها ولا تحظى زعاماته بمكانة لائقة تحت مظلة «قسد».
وتوقعت المصادر استمرار معارك الكر والفر بين «قسد» والعشائر العربية المنتفضة ضدها خلال الأيام القادمة، ما دام ذلك لا يؤثر في قواعد الاحتلال الأميركي في المنطقة، لاسيما في حقل العمر للنفط وحقل كونيكو للغاز، قبل أن يتدخل لفرض شروطه إثر تحقيق غايته بإنهاك المتصارعين، مع ترجيح كفة «قسد» الموالية بشكل مطلق للاحتلال التي تملك تعزيزات عسكرية لوجستية بخلاف العشائر العربية المعزولة جغرافياً عن مناطق دعمها.
وكشفت المصادر أن ضفة نهر الفرات الغربية حيث مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، باتت ملاذاً آمناً للمدنيين الهاربين من جحيم الحرب في مناطق الضفة الشرقية للنهر، بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، مؤكدة أن سلطات الحكومة السورية غرب الفرات تسهل قدوم الفارين من القتال إلى مناطقها وتقدم لهم كل سبل الدعم، في ظل شح المواد الغذائية والدواء في مناطق الاقتتال من جراء احتدام المعارك وفرض «قسد» حظر تجوال يحول دون تزويدها بمقومات الحياة.
إلى ذلك ذكرت تقارير إعلامية أن بلدة ذيبان بالريف الشرقي للمحافظة تشهد اشتباكات عنيفة في محيطها وحركة نزوح لبعض المدنيين على متن قوارب صغيرة باتجاه ضفاف الفرات الغربية حيث يسيطر الجيش العربي السوري، في حين تحاول «قسد» التقدم باتجاهها، وسط توقف المفاوضات من أجل التهدئة.
وأكدت التقارير أن أبناء العشائر تمكنوا من التصدي للمحاولة الأولى التي قامت بها «قسد» لاقتحام البلدة، ونجحوا في تدمير عربة وقتل مجموعة من المهاجمين، مضيفة: إن أبناء العشائر وقبيلة «العكيدات» على وجه الخصوص، تحشدوا في بلدة «ذيبان» التي تعتبر مقر مشيخة القبيلة «بيت الهفل»، حيث أعلنت «قسد» أن الشيخ إبراهيم الهفل، شيخ مشايخ قبيلة «العكيدات» بات مطلوباً لها وأنها لن تعفو عنه.
في غضون ذلك وبالتوازي مع تطورات المنطقة الشرقية، كبد الجيش العربي السوري تنظيم جبهة النصرة الإرهابي خسائر فادحة بالأفراد والعتاد لدى استهداف مواقع التنظيم في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد.
ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش كبدت الإرهابيين خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، مشيراً إلى أن الجيش رد بتلك الاستهدافات على خروقات مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها تنظيم «النصرة»، لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد، واعتداءاتهم على نقاط عسكرية بقذائف صاروخية ورشقات رشاشة، في محور المشاريع المائية بسهل الغاب، وفي محاور ريف إدلب الجنوبي، وهو ما استدعى كثافة نارية بدك مواقعهم.
وفي وقت متأخر أمس تحدثت مصادر إعلامية عن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش ومسلحي ما يسمى «أنصار التوحيد» على جبهة قرية ملاجة جنوب إدلب، وذلك بعد أيام من محاولة التنظيم الإرهابي الاستيلاء على القرية.