قضايا وآراء

دونالد ترامب والسباق الرئاسي

| دينا دخل الله

على الرغم من أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يواجه ٩١ تهمة جنائية منذ شهر نيسان الماضي، إلا أنه مازال يشكل رقماً صعباً في السباق الرئاسي الأميركي وتهديداً كبيراً للمرشحين المحتملين في صفوف الحزبين، فقد كشف استطلاع للرأي قامت به صحيفة «وول ستريت جورنال» قبل أيام أن الرئيس السابق هو الخيار الأول لتسعة وخمسين بالمئة من الناخبين الجمهوريين، أي إن نسبة التأييد له زادت بإحدى عشرة نقطة مئوية، كما تضاعف تقدمه على منافسه الرئيسي في الحزب الجمهوري حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس منذ نيسان الماضي حتى وصلت النسبة إلى ٤٦ بالمئة، وأظهر استطلاع الرأي أن الاتهامات القضائية الموجهة ضد ترامب ساعدت في تقوية موقعه على عكس ما هو متوقع، وقال أكثر من ٦٠ بالمئة من المشاركين إن مزاعم التدخل في الانتخابات ضد ترامب لها دوافع سياسية، وقال نحو النصف إن الاتهامات الموجهة ضده ترامب زادت من استعدادهم للتصويت له في انتخابات ٢٠٢٤، على حين قال ١٦ بالمئة فقط إنهم قد لا يدعمونه في الانتخابات القادمة.

من ناحية أخرى أكد السيناتور الديمقراطي عن ولاية فرجينيا تيم كين أن «الهجوم على مبنى الكونغرس في ٦ كانون الثاني ٢٠٢١ قد يشكل حجة قانونية قوية لإخراج ترامب من السباق الرئاسي القادم استناداً إلى التعديل الرابع عشر في الدستور الأميركي»، وقال كين في مقابلة مع شبكة «اي بي سي» إن «ما حصل في مبنى الكونغرس في ذلك اليوم كان لتعطيل التداول السلمي للسلطة كما هو منصوص عليه في الدستور»، وأضاف إن التعديل الرابع عشر ينص على «أن أي شخص شغل منصباً ما ثم انقلب عليه أو قدم المعونة أو تساهل مع أعدائه، لا يحق له العودة للمنصب نفسه ما لم يعف عنه ثلثا أعضاء الكونغرس».

يتفق عدد من الباحثين القانونيين على أن ذلك قد يشمل ترامب إلا أن كين أكد «ألا يعلق الديمقراطيون كل آمالهم على هذه المناورة القانونية»، وأضاف: «شعوري هو أن الأمر من المحتمل أن يحل في المحاكم، لكن أعتقد أن ما يتعين علينا الاعتماد عليه في فريقنا هو الفوز في انتخابات ٢٠٢٤ وليس إدانة ترامب».

يُعد ترامب رئيساً مختلفاً، فهو لا يشبه أسلافه من الرؤساء الأميركيين، والمرشح الأقوى لنيل ترشيح حزبه للانتخابات القادمة رغم أنه يواجه تهماً جنائية كثيرة، وهو ما زال يشكل رقماً يصعب التخلص منه بالنسبة للفريق المنافس على الرغم من أنه عُزل من مجلس النواب بتهمة التحريض على التمرد بعد خسارته للانتخابات ٢٠٢٠.

دونالد ترامب الرئيس الأميركي المثير للجدل، هل من الممكن أن يسكن البيت الأبيض مرة أخرى رغم كل ما يدور حوله من مشاكل؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن