أردوغان قلب الحقائق وزعم أن دمشق لا تبذل «أي جهد بخصوص تطبيع العلاقات»! … موسكو: حرمان أميركا الحكومة السورية من صلاحياتها في بعض المناطق يؤدي لإحياء داعش
| وكالات
بينما أكدت روسيا أن الوضع الذي افتعلته الولايات المتحدة في سورية يمكن أن يؤدي إلى إحياء تنظيم داعش الإرهابي، زعم رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان فيما يمكن اعتباره قلباً للحقائق، أن دمشق لا تبذل «أي جهد بخصوص تطبيع العلاقات» بين البلدين، ودعاها إلى ما سماه «التحرك وفق الحقائق على الأرض»!
ونقلت وكالة «تاس» عن الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها أمس: «إن الوضع الذي تفتعله الولايات المتحدة، والذي تحرم فيه السلطات السورية الشرعية من فرصة ممارسة صلاحياتها الدستورية في جزء كبير من البلاد، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى إحياء هذا الهيكل الإرهابي داعش».
وأكدت زاخاروفا أن «الأميركيين، على الرغم من القدرات العسكرية والسياسية والمالية المتاحة غير قادرين على النجاح في مسألة حساسة مثل تنظيم العلاقات بين الأعراق، مضيفة إنهم يلجؤون، كقاعدة عامة، إلى القوة، ومثل هذه الفرص السياسية الجذرية لا تتبع القانون الدولي أو الدبلوماسية العادلة، واندلاع الاشتباكات الشرسة الحالية بين الفصائل الكردية والميليشيات القبلية العربية أصبح نتيجة لذلك».
واختتمت زاخاروفا قائلة: «على أي حال، نتحدث عن تشكيلات مسلحة غير قانونية من وجهة نظر الدستور السوري، والولايات المتحدة الأميركية تزودها بالأسلحة والمساعدة اللوجستية».
من جهة ثانية، وحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني ذكر أردوغان بخصوص مسألة التطبيع مع سورية، خلال رحلة عودته من مدينة سوتشي أمس عقب لقاء جمعه أول من أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن على دمشق «التحرك وفق الحقائق على الأرض».
ويفسر مراقبون كلام أردوغان بأنه دعوة للحكومة السورية للتسليم باحتلال إدارته المناطق التي احتلتها في شمال سورية منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل أكثر من 12 عاماً، والتي تطالب دمشق على الدوام أنقرة بالانسحاب منها وتؤكد أن هذا الانسحاب هو مفتاح تطبيع العلاقات بين البلدين.
وكما هي العادة التي دأب عليها رئيس الإدارة التركية بأن يقلب الحقائق، أشار إلى أنه من المهم أن تبتعد دمشق عما سماه «التصرفات التي تلحق الضرر بمسار التطبيع بين أنقرة ودمشق».
وزعم أردوغان أن الرئيس بشار الأسد «لا يبذل أي جهد بخصوص تطبيع العلاقات بين البلدين»، قائلا: «لا يوجد حتى الآن موقف إيجابي من الجانب السوري، نأمل أن يأخذوا مكانهم على الطاولة معنا ومع إيران وروسيا في مواصلة العملية».
واعتبر أنه «من المهم تهيئة الظروف المناسبة في سورية، للعودة الطوعية والآمنة للاجئين، وإحياء العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة».
من جهة ثانية وفيما يتعلق بالاشتباكات الجارية منذ أكثر من أسبوع بين مقاتلي من العشائر العربية في ريف دير الزور وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي ذكر أردوغان أن أبناء العشائر العربية في دير الزور هم أصحاب تلك المناطق الأصليون، وأن تنظيم «حزب العمال الكردستاني» وميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«قسد» مجرد إرهابيين، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «الأناضول» التركية.
ولفت إلى أن العشائر العربية توحدت ضدهما مشيراً إلى أنه بات واضحاً أن الأسلحة والذخائر التي قدمتها الولايات المتحدة لـ«العمال الكردستاني» و«حماية الشعب» لا تخدم الاستقرار في المنطقة.