سورية

استهدف مدنيين لدى عبورهم الفرات نحو مناطق سيطرة الدولة … الاحتلال الأميركي ينحاز لـ«قسد» في حربها ضد العشائر العربية بدير الزور ويستعجلها الحسم

| حلب - خالد زنكلو

تضاربت الأنباء أمس حول نتائج المعارك الدائرة في بلدة ذيبان المعقل الأهم للعشائر العربية شرق دير الزور في حربها ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، في وقت أبدى الاحتلال الأميركي انحيازه للميليشيات، وبدا أنه مستعجل للحسم العسكري وإنهاء العمليات العسكرية للبدء بترتيب أمور المنطقة المهمة إستراتيجياً لمصلحته.

وعلمت «الوطن» من مصادر مقربة من «قسد» أن توجيهات صدرت من قيادة المحتل الأميركي لمتزعمي «قسد» بضرورة إنهاء المعارك عبر السيطرة على ذيبان خلال الـ٢٤ ساعة الماضية (أمس)، في اليوم العاشر من بدء المواجهات مع مقاتلي العشائر العربية، أو اليوم الأربعاء على أبعد تقدير، للتفرغ إلى إجراء «تفاهمات» بين المتصارعين تأخذ بالحسبان وجهات نظر كل منهما ولا تنتقص من مطالب ودور المكون العربي العشائري في المنطقة.

مصادر عشائرية في الضفة الشرقية لنهر الفرات بدير الزور وقريبة من مناطق المواجهات، أكدت أن العشائر العربية أحبطت فجر أمس هجوماً واسعاً شنه مسلحو «قسد» على بلدة ذيبان بريف المحافظة، وذلك بعد إعلان الميليشيات أنها سيطرت على أجزاء من البلدة، قدرتها بين ربع ونصف مساحتها، مع حوائج ذيبان من الجهة الشرقية للبلدة.

وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن «قسد» استقدمت إثر فشل هجومها على ذيبان تعزيزات جديدة وساد هدوء حذر خطوط الاشتباك، قبل أن تتجدد الاشتباكات في محيط ذيبان من طرف بلدة الطيانة، التي تعد أحد المحاور الثلاثة التي تحاول من خلالها «قسد» التقدم باتجاه ذيبان.

وأقرت المصادر بصعوبة المعركة لعدم تكافئها، نظراً لتسليح «قسد» بأسلحة ثقيلة مقابل أسلحة فردية يقاتل فيها مقاتلو العشائر العربية المحاصرون الذين لا تصلهم أي إمدادات عسكرية بخلاف الميليشيات المدعومة من الاحتلال الأميركي.

وذكرت أن الاحتلال الأميركي ساند جوياً «قسد» خلال المواجهات، وهو ما اعترف به ما يسمى القائد العام لـ«قسد» المدعو مظلوم عبدي خلال حديثه لقناة تلفزيونية معارضة أمس بقوله إن قوات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، قدمت لقواته «دعماً جوياً» ضد «المسلحين في دير الزور».

من جهتها، بينت مصادر محلية في مدينة دير الزور لـ«الوطن» أن الطائرات المسيرة التابعة لقوات الاحتلال الأميركي قصفت مدنيين خلال عبورهم بوساطة زوارق نهر الفرات من ضفته الشرقية حيث المعارك الدائرة إلى نظيرتها الغربية التي تسيطر عليها الحكومة السورية، من دون أن تؤكد وقوع قتلى أو جرحى في صفوفهم، وذلك بعد تمكن مدنيين من الهرب من جحيم المعارك إلى مناطق الدولة السورية التي سهلت قدومهم وقدمت لهم المأوى والدعم الإغاثي اللازم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن