ثقافة وفن

المجازف أحد أهم أركان العمل الدرامي … معد ورد لـ«الوطن»: إعلامنا لا يسلط الضوء على فن المجازفة كما يفعل مع باقي عناصر العمل

| مصعب أيوب

تصنف المجازفة على أنها تأدية حركات لا يمكن لمعظمنا تأديتها سواء كان ممثلاً محترفاً أم كومبارساً، لما تحويه من مخاطر ولما تحتاجه من مهارة خاصة منها القفز من أماكن مرتفعة أو تمثيل حادث سير أو ركوب الخيل في أوضاع صعبة والكثير الكثير من الحالات التي يصعب على الشخص العادي تأديتها، وقد أصبحت بمرور الوقت ضرورة درامية ملحة ومطلباً أساسياً للعديد من الأعمال، فبعد أن كانت تتم الاستعانة بفرق من المجازفين من خارج سورية وربما من أوروبا أصبح اليوم هناك عدة فرق مختصة بهذا المجال وتستطيع تأدية كل المشاهد الخطرة والمغامرات الصعبة وشاركوا في أعمال عديدة وبات لهم اليوم اسم مهم في سوق الإنتاج الدرامي.

إتقان واحتراف

المجازف ومصمم المعارك معد ورد يخبر «الوطن» بأن المجازفة عبارة عن حالة درامية كتبت على الورق أو في مخيلة المخرج ولكن يصعب على الممثل تأديتها لسبب ما، فيقوم المجازف بتنفيذ ما يصعب على الممثل تنفيذه، كما لا بد من أن يقتنع المشاهد بما يراه ويحس به ويستشعره وكأنه حقيقي إذ يجب أن يرى هذا الفعل على الشاشة.

ويتابع أيضاً أن المجازفة هي القيام بتصميم المشاهد ورسم خطوطها العريضة والحركات الهجومية أو الدفاعية وحتى السقوط أو القفز وما إلى ذلك، إضافة إلى تدريب الممثلين على أداء بعض الحركات التي تحتاج لبعض التدريب والممارسة، فتتم مساعدتهم وتقديم الحلول لهم لتفادي حدوث أمر غير متوقع، إضافة إلى تصميم خطوط المشاهد الخطرة بشكل متقن واحترافي بطريقة تضمن سلامة الممثل وطاقم العمل، مبيناً أنه ليس بالأمر السهل ويحتاج المشهد الواحد في كثير من الأحيان إلى ممارسات عديدة وتدريبات مسبقة تطول وتقصر حتى يتم إنجازه بالطريقة المثلى التي يحبها الجمهور وتقنعه، فالدراما أقرب إلى الواقع ولا بد من أن تجسده بتفاصيله وحيثياته لتقنع المتلقي أن ما يراه ليس هراء أو مجرد حركات بهلوانية فحسب.

تدريب وعمل عال

وعن العمل الذي يقوم به، يصنفه ورد بأنه فن وليس حرفة، حيث إن تصميم أي مشهد قتالي أو هجومي وعدواني يتطلب الموهبة والحذر والمهارة التي تصقل بالتدريب والخبرة، كما يؤكد: «أنا أتعامل مع أي مشهد حركي على أنه لوحة فنية أقوم بتشكيلها باحترافية عالية وأعطيها من روحي ووجداني وعنفواني حتى يشعر المشاهد بالمتعة وهو يتابع هذا المشهد أو ذاك وينسجم معه ولو تم اجتزاء قسم منه فستجده يستكمل قصة العمل في خياله وكأنه أصبح منه وفيه».

ويكمل ابن مدينة السلمية حديثه بالقول: «لضمان نجاح أي مشهد فيه حركات (أكشن) وإيصاله بطريقة فنية متقنة للمشاهد فهو مرتبط بوجود فريق عمل محترف وعلى مستوى عالٍ من التدريب لتنفيذه، ولا بد لهذا الفريق من أن يتكون من المصمم والمخرج والمجازف والدوبلير»، وكمل: لكل عمل صعوباته ومنغصاته فإن للمجازفة صعوبات عدة واعتقد أن اسمها يدل على شيء من ذلك، ويعتبر ورد أن مهمة تأمين المواد اللازمة لتنفيذ مشاهد المجازفة ليست بالسهلة وتتطلب وقتاً وجهداً وتكلفة عالية فهناك بعض الصعوبة في تأمين المعدات حيث إن أغلبها يتم استيراده من خارج سورية.

جنود مجهولون

كما أشار ورد إلى أن لديه بعض العتب على الإعلام والقائمين عليه بسبب عزوفهم عن تسليط الضوء على هؤلاء الجنود المجهولين الذين يقفون خلف الكاميرا أو هم بطبيعة الحال أمام الكاميرا في بعض الأحيان، وهو ما أرجعه ورد إلى جهل بعض الإعلاميين بمدى أهمية هذا الفن وخطورته ودوره الفعال في إنجاع العمل الدرامي، مبيناً أن الصفحات الإلكترونية والصحافة تركز كثيراً على المشاهد البارعة التي تقدم ويشيدون بنجاحها ومدى تأثيرها في المشاهدين وقوة تفاعلهم معها، على حين يتم تهمش من قدمها أو صممها ونفذها ضاربين عرض الحائط بوجود فريق عمل محترف خلف الكواليس يبذل الكثير الكثير في سبيل وصول العرض للجمهور بالمستوى اللائق.

وعن رأيه فيما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلباً في فن المجازفة وتصميم المعارك ومشاهد القتال يوضح ورد أن الظاهرة ما زالت حتى اللحظة مجرد كلام ولم نلحظ تنفيذ شيء على أرض الواقع بشكل عملي إلا في بعض المهن وفي مدن محدودة فقط وتحديداً المتقدمة والمتطورة تقنياً وإلكترونياً، وأكد أنه في حال أثر الذكاء الاصطناعي في مهنة المجازفة والدوبلير فإنه بطبيعة الحال سيؤثر في باقي الكوادر الفنية المشاركة في العمل الفني من فنيين وفنانين وكتاب ومخرجين وعمال الإضاءة والصوت وغيرهم.

أعمال قادمة

مشاريع عديدة يقوم بالتحضير لها ورد ويعد بأنها ستكون على مستوى عالٍ ومن جملتها مسلسل (تاج) للمخرج سامر برقاوي الذي سيجمع الفنان بسام كوسا بالفنان تيم حسن بعد 14 عاماً، إضافة إلى مسلسل «صديقات» للمخرج محمد زهير قنوع وهو من تأليف الكاتب أحمد السيد.

وكذلك فقد كان له بصمة في أعمال درامية سورية عدة ومنها: خريف عمر، زقاق الجن، العربجي، مربى العز، حارة القبة، الزند، الهيبة 5، عشارية روز، مسلسل حبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن