مدير دمشق للسورية للتجارة يتهرب من الإجابة.. أين البطاطا المخزنة؟ … العقاد لـ«الوطن»: المؤسسة عاجزة عن المنافسة باعتبارها تشتري أغلبية الخضار من سوق الهال
| رامز محفوظ
رغم تأكيد فرع المؤسسة السورية للتجارة بدمشق خلال الفترة الماضية على قيامه باستجرار كميات كبيرة من البطاطا ووضعها في الب رادات التابعة للمؤسسة من أجل طرحها في صالاتها أو التدخل بها عند الحاجة كي تنافس السوق وتحقق توازناً في أسعار مبيعها، إلا أن ما حصل أن أسعار البطاطا في أسواق دمشق حلقت ووصل سعر الكيلو ما بين 5500 و6000 ليرة سورية بعد أن كان يباع منذ نحو شهر بحدود 2000 ليرة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على عجز المؤسسة عن القيام بدورها بالتدخل الإيجابي عند الحاجة من خلال عدم قدرتها على ضبط واستقرار سعر المادة ولو بنسبة بسيطة رغم استجرار كميات كبيرة منها حتى إن سعر المادة في صالاتها اليوم قريب من سعر السوق.
«الوطن» تواصلت مع مدير فرع المؤسسة السورية للتجارة بدمشق سامي هليل للاستفسار عن العديد من الأمور التي تخص استجرار الخضار والفواكه ومبيعات القرطاسية خلال هذه الفترة وأسعارها لكنه حاول المماطلة والتهرب من الإجابة من خلال تأجيل ذلك بشكل متكرر ولعدة أيام.
عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد بين في تصريح لـ«الوطن» أن المؤسسة السورية للتجارة بدمشق لم تطرح مادة البطاطا المخزنة لديها في الصالات التابعة للمؤسسة حتى تاريخه كما وعدت سابقاً والدليل أن أسعار المادة في صالاتها قريبة من أسعار السوق وهي عاجزة عن المنافسة في السوق باعتبار أنها تشتري معظم الخضار والفواكه من سوق الهال بدمشق وتستجر كميات محدودة من الفلاح مباشرة.
وأوضح أن المؤسسة عاجزة عن منافسة التجار في موضوع التخزين وهناك تجار لديهم قدرة على تخزين كميات أكبر بكثير من الكميات التي تخزنها السورية للتجارة بدمشق، مضيفاً: السورية للتجارة قادرة على تخزين ما لا يتجاوز 1000 طن كحد أقصى من الخضار في براداتها، في حين بعض التجار لديهم القدرة على تخزين 6 آلاف طن.
وعن أسباب ارتفاع سعر البطاطا في السوق أكد العقاد أن إنتاج عروة البطاطا الصيفية انتهى منذ نحو عشرين يوماً لذا شهدنا ارتفاعاً في أسعارها ومع بداية شهر تشرين الثاني المقبل سيبدأ إنتاج العروة الخريفية ومن المتوقع حينها أن ينخفض سعرها باعتبار أن كامل إنتاجها يباع في السوق المحلية وهي غير قابلة للتصدير، مشيراً إلى أن هناك تصديراً لمادة البطاطا حالياً إلى دول الخليج لكن بكميات قليلة لا تتجاوز 5 برادات يومياً سعتها 100 طن وهذا الأمر ليس له أي تأثير في الأسعار باعتبار أن الكميات المصدرة قليلة.
ولفت إلى أن أسعار الخضار بالمجمل وليس البطاطا مرتفعة جداً قياساً لدخل المواطن لكنها بالنسبة للتكاليف التي يدفعها الفلاح تعتبر رخيصة، موضحاً أن التكاليف التي يدفعها الفلاح ارتفعت مؤخراً بنسبة كبيرة تقارب 100 بالمئة إذ إن سعر الفلينة الفارغة وصل اليوم لـ10 آلاف ليرة، كما أن سعر طن الأكياس الكبيرة الفارغة التي يعبئ بها الفلاح الخضار وصل لحدود 30 مليون ليرة باعتبار أن أسعارهما تتغير مع تغيرات سعر الصرف، فضلاً عن ارتفاع أجور النقل ووصول سعر ليتر المازوت اللازم لري الخضار والفواكه لحدود 18 ألف ليرة.
وختم بالقول إنه نتيجة لارتفاع التكاليف مؤخراً توقف عدد من الفلاحين عن الزراعة كما أن الفلاح الذي كان يزرع 100 دونم على سبيل المثال أصبح اليوم يزرع 25 دونماً بسبب ارتفاع التكاليف.