ميليشيات «قسد» فشلت بالسيطرة على «ذيبان» شرق دير الزور والعشائر العربية مستمرة بالقتال … الجيش و«الحربي الروسي» يستهدفان «النصرة» و«أنصار التوحيد» في جبل الزاوية وسهل الغاب
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي
واصل الجيش العربي السوري استهداف مواقع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد رداً على مواصلة التنظيم اعتداءاته، تزامناً مع تكثيف الطيران الحربي الروسي غاراته على مقار الإرهابيين بريف إدلب.
وأكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة استهدفت بالمدفعية الثقيلة أمس مواقع للإرهابيين في محاور التماس بسهل الغاب الشمالي الغربي، في حين دكت الوحدات العسكرية العاملة بريف إدلب، مقار للإرهابيين في محيط بليون والفطيرة وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح المصدر أن الجيش كثف من رماياته المدفعية والصاروخية أيضاً، على مواقع ما يسمى «أنصار التوحيد» الإرهابي في محيط بلدة سفوهن وحرش بينين في جبل الزاوية، ولفت إلى أن الطيران الحربي الروسي آزر مدفعية الجيش وراجمات صواريخه، وشن عدة غارات على تحركات للإرهابيين في الفطيرة بجبل الزاوية أيضاً، وهو ما كبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
في غضون ذلك، ونزولاً عند أوامر قوات الاحتلال الأميركي، كثفت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، عملياتها العسكرية ضد قوات العشائر العربية، وسعت أمس وفي ثالث محاولة خلال اليومين الماضيين إلى السيطرة على بلدة ذيبان، أهم معقل للعشائر العربية في الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي من دون أن تتمكن من الاستحواذ عليها.
مصادر ميدانية شرق الفرات بينت أن مسلحي «قسد» شنوا هجوماً واسعاً فجر أمس وفي الليلة السابقة باتجاه ذيبان ومن 3 محاور، وأشارت المصادر لـ«الوطن» أن «قسد» ادعت أنها فرضت هيمنتها على ذيبان وأن مسلحيها باشروا على الفور بتمشيطها من الجهتين الشرقية والغربية نحو مركزها وتفكيك العبوات الناسفة، لكن المصادر أكدت أن الفيديوهات التي بثتها الميليشيات من داخل ذيبان أمس تعود إلى العام 2017 أثناء اقتحام البلدة.
وبثت منصات تواصل اجتماعي تسجيلاً صوتياً أمس نسب إلى زعيم قبيلة العكيدات إبراهيم خليل الهفل، شكر فيه مقاتلي العشائر على صمودهم، وحضهم على مواصلة القتال ضد «قسد»، ونفى إجراء أي مفاوضات مع «التحالف الدولي»، الذي تدير وتقود واشنطن عملياته العسكرية في المنطقة، والذي ساند مسلحي الميليشيات أثناء تقدم عمليتهم العسكرية في قرى ريف ديرالزور الشرقي عبر إطلاق القذائف المضيئة ليلاً، وذلك بعد أن ادعت مصادر معارضة أن «قسد» اقتحمت مضافته في ذيبان.
المصادر الميدانية تحدثت عن إتمام «قسد» سيطرتها على بلدتي الحوايج والشنان في محيط ذيبان، والتي سيطرت عليها قوات العشائر العربية في الـ 28 من الشهر الماضي شرق دير الزور، إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلي العشائر، وكذلك بلدة الطيانة التي استولت العشائر عليها مطلع الشهر الجاري، غير أن ناشطين بثوا اليوم مشاهد من البلدة تثبت سيطرة العشائر عليها.
وكشفت المصادر أن «قسد» أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة باتجاه الطيانة شرق ذيبان أمس، إما لاستكمال السيطرة عليها أو لتجميع قواتها والانطلاق إلى باقي القرى والبلدات الواقعة إلى الشرق من ذيبان في عمق الريف الشرقي لدير الزور، وفي مقدمتها بلدة الشحيل وقرية الباغوز أقصى الجنوب الشرقي، والتي اتخذ منها تنظيم «داعش» آخر معقل له قبل القضاء عليه نهائياً عام 2019.
وأكدت عدم صحة سيطرة «قسد» على بلدة الشحيل في وقت سابق، وذكرت أن قواتها لا تزال حتى كتابة هذا الخبر في مدخل المدينة الشرقي، وأشارت إلى أنها تشهد حركة نزوح كبيرة للمدنيين مع باقي القرى والبلدات باتجاه الضفة الغربية للفرات هرباً من المعارك التي ستحتدم في المنطقة.