ألقى كلمة سورية في اجتماع مجلس الجامعة وبحث مع رؤساء وفود الإمارات والسعودية وعُمان وموريتانيا وتونس تعزيز العلاقات الثنائية … المقداد: اجتماع القاهرة يوفر الإطار الأمثل للتحرك والتعاون مع الدول العربية
| وكالات
أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أمس أن الأمن القومي العربي مترابط لا يتجزأ ويتطلب الحفاظ عليه تعاوناً صادقاً بين الدول العربية، لافتاً إلى أن سورية تتعاون مع لجنة الاتصال العربية على قاعدة الالتزام الكامل بسيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
المقداد وخلال إلقاء كلمة سورية أمام الدورة الـ160 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة أمس قال: «علينا جميعاً أن نتمسك بما تحقق في قمة جدة، فالأمن القومي العربي مترابط لا يتجزأ ويتطلب الحفاظ عليه تعاوناً صادقاً بين الدول العربية ومؤسساتها المشتركة للمساهمة، بناء على طلب الدول المعنية، في تسوية الأزمات التي تعصف بليبيا واليمن والسودان بعيداً عن التدخلات الخارجية، ومواجهة التدخلات العسكرية التركية في سورية وغيرها من البلدان العربية التي يهدد استمرارها الأمن القومي العربي والمصالح العربية العليا».
ولفت المقداد إلى أن سورية تتعاون مع لجنة الاتصال العربية على قاعدة الالتزام الكامل بسيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وانطلاقاً من قناعتها بأهمية الدور العربي الأخوي في دعم الشعب السوري لتجاوز تداعيات الحرب الإرهابية عليه والتغلب على التحديات الأساسية التي تواجهها، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله ومظاهره، وإنهاء أي وجود عسكري أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية باعتباره احتلالاً ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ورفع الإجراءات القسرية الأحادية المفروضة على الشعب السوري، إضافة إلى توفير متطلبات عودة السوريين النازحين داخل سورية وخارجها إلى ديارهم وبلدهم.
وتابع المقداد: «البيان الختامي الصادر عن اجتماع القاهرة يوفر الإطار الأمثل للتحرك والتعاون مع الدول العربية في المرحلة الحالية، بعيداً عن المحاولات الأميركية والغربية للتشويش على هذا المسار وعرقلته، بل إن الدول الغربية تدخلت بشكل وقح ومارست ضغوطاً غير مقبولة لمنع أي تقارب عربي خدمة لأهدافها ولعدوانها بما في ذلك بشأن بعض القرارات التي اعتمدتها قمة جدة».
وأوضح المقداد أن التحديات الرئيسة التي تواجه سورية لا تقتصر عليها، بل يمتد نطاقها لتهدد الأمن القومي العربي برمته، فالإرهاب الذي طال بجرائمه سورية والعديد من الدول العربية، والاحتلال التركي والأميركي لأجزاء من الأراضي السورية ومفرزاته، يهدد المصالح العربية بشكل عام ويتطلب تضافر الجهود لوضع حد له.
وعلى هامش مشاركته في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، أكد المقداد خلال لقائه رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى اجتماع الحوار السياسي العربي- الياباني المنعقد في مقر جامعة الدول العربية وزير الدولة أحمد علي الصايغ عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين سورية والإمارات، والتي تعززت في ظل قيادة الرئيس بشار الأسد وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معرباً عن التقدير للدور الذي قامت به الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن الذي دافعت خلاله عن المصالح العربية، كما ثمّن المقداد الموقف الإنساني للإمارات في دعم سورية خلال كارثة الزلزال الذي ضربها.
بدوره نقل الصايغ محبة وتقدير الشعب والقيادة في الإمارات لسورية قيادةً وشعباً، معرباً عن تطلع الإمارات لتعافي سورية السريع واستعادتها لدورها الذي ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة والدول العربية.
كما التقى المقداد رئيس وفد المملكة العربية السعودية نائب وزير الخارجية وليد عبد الكريم الخريجي، حيث أكد الجانبان حرص البلدين على تطوير مستوى علاقاتهما الثنائية، وعبّرا عن ارتياحهما للمستوى الذي تشهده هذه العلاقات بعد اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأسد وسمو الأمير محمد بن سلمان خلال القمة العربية في جدة.
كما التقى المقداد نظراءه في كل من سلطنة عُمان بدر بن حمد بو سعيدي، والموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، والتونسي نبيل عمار، وبحث معهم العلاقات الثنائية والتطورات على الساحتين العربية والإقليمية.