ثقافة وفن

معرض للفنان أسامة هابيل في «جوليا دومنا» … هابيل لـ«الوطن»: اللوحات قدمت بتقنية الطباعة والحفر التي لا تحظى باهتمام جماهيري يليق بها

| مصعب أيوب - تصوير: طارق السعدوني

هو فنان شاب محترف يقيم في مدريد منذ أكثر من عقد من الزمن تخرج في كلية الفنون الجميلة بدمشق من العام 2007 ثم تفرد في قسم الطباعة والحفر ليقدم لنا نتاج خبرات متراكمة من خلال عمله في الكثير من الورشات والأكاديميات الفنية وإتقانه الرسم والتصوير الزيتي ليصار إلى اقتناء عدد لا يستهان به من أعماله في كل من سورية والإمارات العربية المتحدة وإسبانيا وفرنسا وغيرها، وها هو اليوم الفنان أسامة هابيل يقيم معرضه في البلد الأم سورية في فندق جوليا دومنا، مقدماً باقة متميزة من اللوحات الفنية المبهرة التي أشاد بها كل من شاهدها وجميع من حضر المعرض الذي احتضنته صالة جوليا آرت.

روحانية ووجدانية

في حديث خاص لـ«الوطن» أوضح الفنان أسامة هابيل أنه تم التنسيق بالتعاون مع زميله أحمد روماني لإقامة معرض حفر في دمشق وهو ما يعتبر فريداً من نوعه، حيث تم الوصول في الختام إلى أن تكون مجموعة الأعمال نتاج فترة زمنية بعيدة لتتحدث عن دمشق في سنوات ما قبل الحرب الأخيرة وبالتالي تعطي انطباعاً بأكثر روحانية ووجدانية إلى هذه المدينة الجميلة، وأكد هابيل أن مجمل اللوحات ترتبط بشكل أو بآخر بمشاهد وذكريات عاشها في دمشق وأجزاء قريبة جداً من حضارتها وتراثها.

وتابع: لعل أبرز ما يميز اللوحات المقدمة أنها قدمت بتقنية الطباعة والحفر وهي تقنية إلى حد ما لا تحظى باهتمام جماهيري وربما بعيدة بعض الشيء عن المعنيين بالشأن الفني التشكيلي.

لوحات تجريدية وتعبيرية

من جانبه الفنان أحمد روماني أوضح أن المعرض يحتوي أعمالاً تمثل فترة زمنية تعود إلى ما قبل عام 2011 وهي مرحلة بحث فيها هابيل عن علاقة اللون الأسود باللون الأبيض لتحقيق التوازن في اللوحة، فتميل معظم اللوحات إلى التجريدية التعبيرية، حيث لم يتم طرح المواضيع بأسلوب مباشر كما اعتادها المتلقي بحيث لا يمكن للمشاهد استيعاب ما يعنيه هذا التشكيل اللوني أو ذاك وإنما نتيجة التراكم البصري سيقوم كل فرد بتفسيرها كما تقرؤها عينه من خلال إسقاط ما يجول في خلجات نفسه على هذه اللوحة.

حفر فوق اللوحة

الفنانة التشكيلية نداء دروبي أفادت بأن هابيل استلهم أفكار لوحاته من مدينته دمشق التي عاش فيها بطريقة غير مباشرة، وقام بمعالجة أجزاء من هذه المدينة بوساطة الزنك من خلال الحفر فوق اللوحة كما شاهدنا في الفيلم التوثيقي القصير لكي يبقى أثر لمسة الطباع ذات الروح الخاصة حياً.

وبينت دروبي أن ما يمكننا استنتاجه من اللوحات هو أجزاء من أشجار أو بيوت وبعض الأشكال الهندسية والمفردات التي حملها من دمشق وأيام الطفولة وعبثية الأطفال، فقد استخدم الخطوط المتداخلة التي تشكل نسيجاً واحداً على حين أنه استخدم في أماكن أخرى البقع السوداء الداكنة، إضافة إلى أنه يحدث تأثيرات تنقيطية في بعض اللوحات ليعطي المشاهد متعة في الكشف عما تخبئه هذه اللوحات.

بصمة في التكوين

وعن رأيه في المعرض شدد الفنان بشير بشير على أن للمعرض بصمة خاصة من حيث التكوين والفكرة والموضوع والأبعاد الثلاثية، بحيث يمكننا ملاحظة البناء الهندسي الغرافيكي المتميز من خلال الطرح الحديث والفريد، فيمكننا القول بأنه ربما هناك نقلة نوعية جديدة في الفن التشكيلي.

معارض تجارية

كما أكد الفنان التشكيلي يامن يوسف لـ«الوطن» أن المميز في هذا المعرض أنه من نوع فريد وهو الحفر والطباعة الذي نفتقده كثيراً وربما يندر في الوقت الذي تكثر فيه المعارض التجارية ولاسيما أن المعرض يقدم فكرة عن تاريخ معين لمدينة دمشق العريقة حسبما علقت في مخيلة الفنان أسامة هابيل وهو مجموعة قديمة مما أنتجه في وقت سابق ولعل ما يميزها أنها أنتجت بوساطة الطباعة المعدنية بحيث استمتع بالدرجات اللونية للرمادي.

تحفيز الخيال

كما بينت الصحفية والمخرجة باسمة عليوي أن المعرض قيم ويضم لوحات إبداعية كثيرة منسوجة من خيال الفنان هابيل وهي تستفز خيال المتلقي وتشجعه على أن يكون شريكاً في تفسير وتوضيح مكنون كل لوحة على حدة، ليحكي كل زائر عما شاهدته عيناه بطريقته الخاصة حسب الخبرة التراكمية التي مر بها، وخصوصاً في ظل غياب الفنان صاحب اللوحات وبالتالي عدم معرفة الهدف من الطرح أو الغاية التي يرمي إليها إذ إنه سيتكلم بلسان اللوحة لو كان حاضراً.

وأكدت أن الساحة التشكيلية والثقافية تفتقد لمثل معارض كهذه ولا بد من إفساح المجال لها والتشجيع عليها لأنها بطبيعة الحال تحفز على الإبداع لكي يحظى الجمهور بكل أشكال وأنواع الفن التشكيلي ويستمتع به ويعيش معه.

تميز وتفرد

من جانبها مديرة صالة جوليا آرت حنان إبراهيم كشفت عن أنه عبارة عن لوحات أنجزها الفنان أسامة هابيل عبر الحفر والطباعة لتحكي عن تصوره وما علق بذاكرته حول المدينة التي طالما عشقها وعاش فيها «دمشق»، حيث تم التنسيق مع الأستاذ أحمد روماني على مراحل عدة من أجل إقامة هذا المعرض الفردي المتفرد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن