«جيش الإسلام» يكرِّر فحوى مطالب «الهيئة العليا للمفاوضات» ويطالب بـ«الضغط الدولي على النظام»
| الوطن – وكالات
طالبت ميليشيا «جيش الإسلام» المصنفة على قوائم الإرهاب الروسية والإيرانية والسورية، «الدول الشقيقة» بتقديم «صواريخ مضادة للطائرات» من أجل «إجبار» الحكومة السورية على التوصل إلى تسوية، وشكك في فرص نجاح الحل السياسي، من دون مبادرة المجتمع الدولي إلى «الضغط على النظام لإيقاف القتل».
في هذه الأثناء أشادت حركة «أحرار الشام الإسلامية»، بقرار السعودية قطع علاقاتها مع إيران. وجاءت الإشادة متأخرة أكثر من عشرة أيام على القرار. وتخلفت الحركة عن توقيع بيانين أصدرتهما المجموعات المسلحة تضمن الأول تأييد القرار السعودي، والثاني دعم «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.
وشارك كل من «جيش الإسلام» و«الأحرار» في مؤتمر الرياض. وكلا التنظيمين ممثل في «الهيئة العليا للمفاوضات». وتعتبر دمشق هذين التنظيمان إرهابيين، وتشاطرها وجهة النظر هذه كل من طهران وموسكو.
والثلاثاء الماضي أبلغت «الهيئة العليا للمفاوضات» المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، الذي التقاها في العاصمة السعودية الرياض، أنها تريد من الحكومة السورية «إجراءات لحسن النوايا» قبل المفاوضات، بينها «وقف إطلاق النار، الإفراج عن محتجزين، ورفع الحصار عن المناطق» التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وكررت ميليشيا «جيش الإسلام» فحوى هذه المطالب محددة «الاحتياجات المطلوبة» لانطلاق العملية السياسية في سورية. وجاء في تصريح صحفي صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم الميليشيا إسلام علوش، أن هذه الاحتياجات منصوص عليها في الفقرات 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن الدولي ذي الرقم (2254).
وعلقت ميليشيا «جيش الإسلام»، نجاح الحل السياسي على «جدية المجتمع الدولي في الضغط على النظام لإيقاف القتل».
ورفضت «التفريط بأي من مطالب الثورة السورية» في إشارة إلى تنحي الرئيس بشار الأسد، معتبرة التفريط بها «خيانة دماء الشهداء وخيانة للشعب وتعريض هذا الشعب للإبادة الجماعية».
وغامزة من قناة رفض واشنطن تزويد المسلحين في سورية بمنظومات «أرض جو» المحمولة على الكتف من طراز «مانباد» دعت الميليشيا إلى «السماح» بتزويد المسلحين بصواريخ من قبل «الدول الشقيقة» في إشارة على ما يبدو إلى السعودية. وأكدت، بحسب ما نقلت وكالة «رويتزر» للأنباء، أن «أفضل طريقة لإجبار النظام على القبول بالحل والالتزام به، هو السماح للدول الشقيقة بتزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات».
وأعربت الميليشيا عن استعدادها لتقديم ضمانة بعدم تسربه إلى أيدي جبهة النصرة أو تنظيم داعش الإرهابيين. وقال البيان «ونحن مستعدون (جيش الإسلام) لتقديم كل الضمانات اللازمة والتعاون مع فريق دولي صديق للثورة لإنهاء المخاوف من إمكانية تسرب الصواريخ إلى قوى تستخدمها بشكل غير قانوني». ورغم أن الولايات المتحدة والسعودية زودت المجموعات المسلحة في سورية بالدعم العسكري، لكنها تقاوم مطالب بالحصول على مثل هذه الصواريخ، خشية أن ينتهي بها الأمر في أيدي جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش.
وأشار البيان الذي تناقلته صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى ما سماه «تواطؤاً دولياً مع النظام» تجلى في «عدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالشأن السوري، مثل فك الحصار عن المدنيين وإدخال المساعدات.. (إضافة إلى) غض الطرف عن «الاحتلال» الروسي والإيراني لسورية».
وأضافت المجموعات المسلحة: إنها «وافقت» على الرغم من ذلك التواطؤ، على «الحل السياسي ومخرجات مؤتمر الرياض للمعارضة السورية»، وأردفت قائلةً «بدلاً من الضغط على النظام وحلفائه للسير في هذا الطريق، فإننا نشهد ضغطاً دولياً وأممياً على الهيئة العليا للمفاوضات لتقديم تنازلات شأنها إطالة أمد معاناة أهلنا وسفك دمائهم».
ولم توقع «الأحرار» على هذا البيان كما أنها لم توقع بياناً أصدرته أغلبية المجموعات المسلحة الأسبوع الماضي يدعم السعودية في قطع علاقاتها بإيران، ولم تصدر موقفاً من الموضوع حتى السبت الماضي. لكن الحركة وفي النشرة الرسمية لـ«هيئة الدعوة والإرشاد» التابعة لها والصادرة أمس، ثمنت بشدة، القرار السعودي، وإعلان الرياض تصديها لمشاريع إيران «الطائفية» في سورية واليمن وباقي المناطق.
وأعربت الحركة عن عتب مبطن من «تأخر» خطوة السعودية، وحضتها «على المزيد». وقالت النشرة: إن «الثوار السوريين لديهم بعض الغضب من تأخُّر هذه الخطوة (السعودية)»، لكنها «تمنت في الوقت ذاته المزيد من التوفيق للسعودية في المزيد من الخطوات».
وظهر التباس في موقف الأحرار من مؤتمر الرياض، عندما أعلنت انسحابها من المؤتمر ثم عادت ووقعت على بيانه الختامي، وشارك مندوبها لبيب نحاس في اجتماعات «الهيئة العليا للمفاوضات» في العاصمة السعودية لكنه لم يحضر اجتماع الهيئة مع دي ميستورا.
وفجر الاثنين الماضي، أعلنت مجموعات مسلحة دعمها و«بشكل كامل» قرار السعودية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، ودعت في بيان لها «جميع الدول العربية والإسلامية، لاتخاذ خطوات جدية وحقيقية في التصدي لمشاريع الإرهاب، التي يصدرها النظام الإيراني للعالم كله».
ووقع على البيان عشرات المجموعات المسلحة، بينها: جيش الإسلام، حركة نور الدين زنكي، جبهة الأصالة والتنمية، تجمع فاستقم كما أمرت، جيش النصر، إضافة إلى جيش اليرموك.