الأولى

«قسد» واصلت تمشيط المناطق على الضفة الشرقية للفرات … مصادر «الوطن»: «هدنة» دير الزور غير ملزمة للعشائر ما لم ينفذ الاحتلال الأميركي «ضماناته»

| حلب- خالد زنكلو

تراجعت حدة التطورات الميدانية الدراماتيكية بمناطق الضفة الشرقية لنهر الفرات في ريفي دير الزور الشمالي والشرقي، من جراء انتفاضة العشائر العربية ضد ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، على خلفية اعتقال الأخيرة قائد «مجلس دير الزور العسكري» أحمد الخبيل (أبو خولة) وبعض قياداته في الحسكة في ٢٦ الشهر الماضي.

ودفعت المعارك، التي احتدمت على مدار ١٠ أيام بين الطرفين، قوات الاحتلال الأميركي، الذي يحتفظ بأهم قاعدتين له في المنطقة بمحيط حقل العمر للنفط وحقل كونيكو للغاز، للتدخل منعاً لوصول المواجهات إلى عقر قاعدتيه العسكريتين وللحفاظ على مصالحه في منطقة حيوية بالغة الحساسية، بفرض «هدنة» مؤقتة تحتاج إلى مفاوضات شاقة لتحويلها إلى «اتفاقية» بنودها معلنة وترضي العشائر العربية التي انتفضت ضد الميليشيا على انتقاص حقوقها في المناطق التي تشكل أغلبية سكانها.

مصادر ميدانية في ريف دير الزور الشرقي، أكدت أن قيادات الاحتلال الأميركي فرضت عقد اجتماعين منذ اندلاع الاشتباكات بين مقاتلي العشائر العربية ومسلحي «قسد»، أولهما في قاعدة حقل العمر النفطي، وثانيهما في بلدة ذيبان معقل إبراهيم الهفل زعيم قبيلة العكيدات الذي نظم صفوف العشائر وترأس قتال الميليشيات، قبل أن ينسحب مع مقاتليه من البلدة الخميس الماضي إلى جهة مجهولة، إثر تدخل الاحتلال الأميركي لفرض «هدنة» ما زالت سارية المفعول حتى كتابة الخبر.

المصادر نقلت عن قيادات لدى مسلحي العشائر العربية قولها لـ«الوطن»: إن «هدنة» الاحتلال الأميركي غير ملزمة لأبناء العشائر الذين سيواصلون نضالهم لنيل حقوقهم المغتصبة من «قسد» التي تغتصب ثروات مناطقهم الباطنية والزراعية، وتحول دون تمثيل حقيقي لهم في قيادتها العامة التي تضم «مجلس دير الزور العسكري»، وتصادر قراراتهم وتطلعاتهم في مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.

ورجحت استمرار الاشتباكات مع «قسد» في باقي القرى التي ما زالت تحت سيطرة أبناء العشائر، والتي ستبدي مقاومة لدى محاولة «قسد» إعادة فرض هيمنتها على تلك المناطق وصولاً إلى الباغوز أقصى جنوب شرق دير الزور، حيث آخر معقل لتنظيم «داعش» قبل أفول نجمه مطلع ٢٠١٩.

ولفتت المصادر إلى أن أبناء العشائر يقدرون وقوف الدولة السورية إلى جانبهم ومناصرتهم في نيل حقوقهم المشروعة، وأنهم غير متفائلين بأن يفي الاحتلال الأميركي بوعوده عبر الالتزام بـ«الضمانات» التي قدمها لبعض ممثلي العشائر في المفاوضات التي جرت، والتي لا ترقى إلى سقف مطالبهم بتأسيس «مجالس محلية» لإدارة شؤون مناطقهم، ولا تتعدى إعادة هيكلة «مجلس دير الزور العسكري» على أسس جديدة لا تضمن تمثيلهم الحقيقي في موطنهم الأم.

ولذلك رأت المصادر أن «الهدنة» الحالية هشة وقابلة للانفجار في أي وقت، في ظل مماطلة الاحتلال الأميركي بتنفيذ «الضمانات»، وممارسة «قسد» بفرض هيمنتها مجدداً على جميع القرى والبلدات التي انتفضت ضدها ولأسباب ما زالت قائمة بسبب إصرار الميليشيات مدعومة الاحتلال الأميركي على تبني خيار الحسم العسكري، رغم تراجع حدة الاشتباكات، التي غذتها من تظاهرات أبناء العشائر ضد الميليشيا في جميع المناطق ذات الأغلبية الربية المنتفضة ضدها.

على الأرض، سارعت «قسد» ومنذ الخميس الماضي بتمشيط المناطق التي سيطرت عليها مجدداً، وفي مقدمتها ذيبان والطيانة وشنان والجرذي وسويدان، ودفعت بتعزيزات لمواصلة تقدمها جنوباً على الضفة الشرقية للفرات في المنطقة التي تمتد من بلدة أبو حردوب وحتى مدينة هجين ومن الأخيرة وصولا إلى الباغوز، حيث أعادت تثبيت نقاط انتشارها وحواجزها العسكرية، وداهمت منازل متزعمي العشائر وقياداتهم بحثاً عن مطلوبين، وذلك وفق قول مصادر محلية في المنطقة لـ«الوطن».

وذكرت المصادر أن بعض حواجز «قسد» المنتشرة في مناطق العشائر العربية، تعرضت لهجمات من مسلحي العشائر، كما في الهجوم بقذائف الـ«آر بي جي» على حاجز المقبرة في منطقة الحصان الليلة قبل الماضية، وأدى إلى جرح ٣ مسلحين من الميليشيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن