سورية

إدارة أردوغان أدخلت «النصرة» على خط المواجهات لتغيير الواقع الميداني في منبج.. وروسيا تعارض … «الدفاع»: تدمير مقرات ومستودعات للإرهابيين ومقتل 111 غالبيتهم من «أنصار التوحيد»

| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد احمد خبازي

أكدت وزارة الدفاع تدمير عدد كبير من مقرات الإرهابيين وغرف عملياتهم ومستودعاتهم في ريف إدلب وحماة بما فيها من أسلحة وعتاد وطائرات مسيرة وأجهزة اتصال، ومقتل مئة وأحد عشر إرهابياً من ضمنهم إرهابيون قياديون ومسلحون ممن شنوا العدوان على قرية الملاجة بريف إدلب وينتمون في غالبيتهم لتنظيم ما يسمى «أنصار التوحيد»، على حين واصل جيش الاحتلال التركي مدعوماً بميليشيا ما يسمى «الجيش الوطني»، تصعيده العسكري، وللأسبوع الثاني على التوالي، في منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، مستغلة انفجار الوضع الميداني بريف دير الزور الشرقي بين الأخيرة وقوات العشائر العربية، في محاولة لفرض واقع ميداني جديد لمصلحته.

وفي التفاصيل قالت وزارة الدفاع في بيان لها على موقعها الرسمي أمس: «في ظل استمرار التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من بعض الأطراف الإقليمية والدولية شن الاعتداءات المتكررة على القرى والبلدات الآمنة ومواقع ونقاط الجيش العربي السوري المتاخمة لمناطق خفض التصعيد في ريف إدلب وحماة، نفذت وحدات من قواتنا المسلحة الباسلة العاملة على هذا الاتجاه بالتعاون مع قوات الجو الفضائية الروسية الصديقة وعلى مدى عدة أيام عمليات نوعية مركزة رداً على الخرق السافر الذي أقدمت عليه تلك التنظيمات الإرهابية على محور الملاجة في ريف إدلب الجنوبي».

وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة قامت بعد عمليات رصد دقيق ومتابعة مستمرة لمواقع الإرهابيين وتحركاتهم وأماكن انتشارهم مع أسلحتهم وعتادهم باستهداف مقراتهم وتحصيناتهم والعديد من مستودعات الذخائر والأسلحة لديهم عبر سلسلة من الضربات الكثيفة والمركزة باستخدام مختلف الوسائط النارية من مدفعية وصواريخ متنوعة وبدعم من الطيران الروسي الصديق.

وأكد البيان أن تلك العمليات النوعية أدت إلى تدمير عدد كبير من مقرات الإرهابيين وغرف عملياتهم ومستودعاتهم بما فيها من أسلحة وعتاد وطائرات مسيرة وأجهزة اتصال إضافة إلى تدمير منصات لإطلاق الصواريخ وعدد من المدافع والراجمات والآليات المتنوعة، ومقتل مئة وأحد عشر إرهابياً من ضمنهم إرهابيون قياديون وعناصر ممن شنوا العدوان على قرية الملاجة بريف إدلب وينتمون في غالبيتهم لتنظيم ما يسمى «أنصار التوحيد» التابع لتنظيم «القاعدة» الإرهابي، إضافة إلى جرح ما يزيد على ثمانين إرهابياً آخرين.

إلى ذلك أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الجيش العاملة بريف إدلب، استهدفت بالمدفعية الثقيلة مواقع «النصرة « في محيط سفوهن والفطيرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في حين فرضت الوحدات العاملة بريف حماة، الهدوء شبه التام في «محاور التماس» بقطاع سهل الغاب الشمالي الغربي.

وأوضح المصدر أن ضربات الجيش على مواقع الإرهابيين بريف إدلب، جاءت رداً على خرق مجموعات إرهابية مما تسمى غرفة عمليات « الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة خفض التصعيد، واعتدائها على نقاط عسكرية بمحاور ريف إدلب الجنوبي بقذائف صاروخية.

في غضون ذلك عملت إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إقحام مناطق شمال الرقة وشمال غرب الحسكة، إضافة إلى منبج في أحداث دير الزور، بزعم انتفاضة عشائر منبج ضد «قسد» ومناصرتهم لأبناء عمومتهم في دير الزور، وأدخلت تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على خط المواجهات في منبج لتثبيت وجوده في المنطقة على «خطوط التماس» مع الجيش العربي السوري، بعد إدخال التنظيم إلى منطقة عفرين بريف حلب الشمالي سابقاً وإقامة «علاقات ود» وتعاون مع بعض مكونات «الجيش الوطني»، ولاسيما مع فصيلي «الحمزات» و«السلطان مراد».

وأوضحت مصادر محلية في منبج لـ«الوطن» أن هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته باتجاه مناطق خط الساجور، النهر الذي يفصل مناطق انتشار «الجيش الوطني» الموالي لتركيا عن مناطق سيطرة ميليشيات « قوات سورية الديمقراطية- قسد» ونقاط الجيش العربي السوري، لم تتوقف خلال الأسبوع الأخير، في محاولة لتغيير خريطة المنطقة لمصلحة إدارة أردوغان التي لا تخفي أطماعها فيها على الدوام وتريد أن تخلصها من هيمنة «قسد»، لظنها أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تخلت عن الأخيرة لإرضاء أنقرة التي تقربت من واشنطن في ملفات عديدة على حساب موسكو، خصوصاً في الحرب الأوكرانية.

وأكدت المصادر لـ «الوطن» أنه لم يجر أي تغيير على خريطة «خطوط تماس» منبج، على الرغم من الهجمات المتكررة لجيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بسبب مقاومة مسلحي «قسد» ورفض الجيش العربي السوري إخلاء نقاط تمركز وحداته، إضافة إلى رفض موسكو المس واللعب بخطوط تماس الجبهات لمصلحة إدارة أردوغان.

وبينت أن قوات الجو الروسية تدخلت أكثر من مرة لمنع جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني» من تثبيت نقاطهم في القرى التي سيطروا عليها مثل عرب حسن والمحسنلي القريبة من خطوط تماس الساجور شمال غرب منبج، في رسالة واضحة لممانعة موسكو ترجيح كفة إدارة أردوغان في مناطق تحكمها اتفاقيات ثنائية بين البلدين، وتوقعت استمرار معارك الكر والفر خلال الفترة المقبلة لحين إعادة تثبيت الاتفاقيات من الدول الإقليمية والدولية الفاعلة بالملف السوري.

ميدانيا، لفتت المصادر إلى أن مسلحي «مجلس منبج العسكري» المنضوي في صفوف «قسد» صدوا صباح أمس هجوماً برياً واسعاً لميليشيا «الجيش الوطني» بمساندة من «النصرة» في محوري المحسنلي وحسن عرب، وللمرة الرابعة في غضون أسبوع، وذلك بعد محاولة تسلل من فصائل أنقرة في الليلة السابقة باتجاه البلدتين، اللتين نزح معظم سكانهما نحو مناطق أكثر أمناً، ولاسيما في منبج المدينة، بعد أن أسفرت المواجهات عن مصرع أكثر من 5 مدنيين وجرح العشرات منهم.

وبينت أن «قسد» ردت على محاولات جيش الاحتلال التركي تعكير صفو مناطق نفوذها بأرياف حلب، بتنفيذ عمليتي تسلل أول من أمس، محور الأولى بلدة الحمران قرب جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما محور الثانية بلدة كيمار بريف عفرين الجنوبي شمال غرب حلب، اندلعت عقبها اشتباكات مع «الجيش الوطني» الذي خسر 4 من مسلحي فرقتي «الحمزات» والسلطان مراد» في اشتباكات المحور الأخير.

التطور اللافت أمس، تمثل بتسيير القوات الروسية دورية عسكرية على الطريق الدولي المعروف بـ«M4» بريف منبج، للتأكيد على تمسك موسكو باستمرار فتح الطريق الدولي الذي يصل حلب بالحسكة عبر منبج والرقة، إضافة إلى مواصلة رفض العاصمة الروسية لتغيير خريطة النفوذ في المنطقة، وفق ماذكرت مصادر ميدانية في منبج لـ«الوطن».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن