عربي ودولي

رغم الجهود الحثيثة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار … ثلاثة قتلى مع تجدد الاشتباكات في مخيم «عين الحلوة» جنوب لبنان

| وكالات

مع استمرار وضع الاشتباكات بين التوقف والتجدد منذ نحو شهر في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، تجدد الاقتتال الذي اندلع الخميس الماضي بين حركة «فتح» ومجموعات إسلامية متشددة أمس داخل المخيم بين مجموعات، وسط أنباء عن سقوط ثلاثة قتلى إضافة إلى عشرات الإصابات.
وحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، فقد تجددت الاشتباكات قبل ظهر أمس في المخيم وسجّل سقوط عدد من القذائف والرصاص الطائش في الأحياء المحيطة بالمخيم، وأعلنت غرفة التحكم المروري عن قطع السير في الأوتستراد الشرقي ‎لصيدا وأوتستراد ‎الغازية وتحويله إلى الطريق البحري.
وذكرت الوكالة أن «حدة الاشتباكات تصاعدت في مخيم عين الحلوة ظهراً في حي حطين وجبل الحليب غرب المخيم، وسرعان ما امتدت إلى المحاور التقليدية في البركسات والطوارئ والبستان اليهودي، واستخدم خلالها طرفا النزاع حركة «فتح» والمجموعات المتشددة الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأسلحة القنص التي طالت أماكن بعيدة عن محاور القتال وصولاً إلى مدينة صيدا، حيث أصيبت سيارة بشظايا صاروخية عند الطرف الجنوبي الغربي للمدينة.
رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أجرى اتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات الحاصلة في مخيم عين الحلوة. وشدد خلال الاتصال على «أولوية وقف الأعمال العسكرية والتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة»، وذلك حسب قناة «المنار» اللبنانية.
واعتبر ميقاتي: «أن ما يحصل لا يخدم على الإطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة إلى مدينة صيدا التي تحتضن الإخوة الفلسطينيين، والمطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وأنظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها».
وأول من أمس الجمعة، توصلت الجهود اللبنانية والفلسطينية المشتركة إلى اتفاق للجم التصعيد ووقف إطلاق النار في مخيم «عين الحلوة» حيث توقفت الاشتباكات إلى حد كبير ليلاً حتى صباح أمس ما عدا بعض الخروقات المتقطعة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن التوصل للاتفاق جاء بعد جهود حثيثة بذلها مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب، ووصفت المصادر الوضع بالهش في المخيم.
وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن قرار هيئة العمل المركزية بتعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها.
لكن الاشتباكات تجددت أمس بين حركة «فتح» والمجموعات المتشددة على جبهة حي حطين، بعد أن ساد الهدوء التام مخيم «عين الحلوة».
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن أصوات الرصاص والقذائف الصاروخية سمعت في أرجاء مدينة صيدا، ما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى إلى ثلاثة، بينهم قتيل واحد من حركة «فتح» وآخر من «الشباب المسلم»، بينما قتل مدني نتيجة رصاص طائش في منطقة الغازية المجاورة لمخيم عين الحلوة ويدعى حسين مقشر.
هذا وأصيب العشرات بجروح داخل المخيم وخارجه نتيجة الرصاص الطائش وانفجار القذائف الصاروخية، ولاسيما في حسبة صيدا، بينما انفجرت قذيفة أخرى في منطقة سيروب في ضاحية صيدا الشرقية. في وقت تم فيه إخلاء مستشفى صيدا الحكومي من جميع المرضى، حفاظاً على سلامتهم، في حين أصيبت الشوارع المتاخمة للمخيم بشلل تام وتأثرت الحركة داخل المدينة من جراء الاشتباكات الدائرة.
وانفجر الوضع في المخيم الخميس الماضي، بعدما فشلت القوة الفلسطينية المشتركة حسب الوكالة الوطنية بتنفيذ انتشار لها في كل أنحاء المخيم ورفض الجهات المعنية تسليم المتورطين في اغتيال العميد أبو أشرف العرموشي ورفاقه، كما تم رفض إخلاء المدارس داخل المخيم ولاسيما مدرسة صفد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن