انضمام الاتحاد الإفريقي رسمياً إلى «جي 20».. مودي: العالم يشهد أزمة ثقة.. دا سيلفا: حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة.. موسكو: حققنا نتائج جيدة … إعلان قمة مجموعة العشرين يعترف باختلاف وجهات النظر حول أزمة أوكرانيا
| وكالات
أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أن دول مجموعة العشرين تمكنت خلال اليوم الأول من قمتها في نيودلهي من التوافق على الإعلان الختامي الذي تضمن اعترافاً بوجود وجهات نظر وتقييمات مختلفة لأحداث أوكرانيا بين الدول الأعضاء في المجموعة فيما أعلن انضمام الاتحاد الإفريقي إلى المجموعة رسمياً.
وخلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة في نيودلهي، أصبح الاتحاد الإفريقي رسمياً عضواً في مجموعة العشرين بدعوة من رئيس الوزراء الهندي الذي تستضيف بلاده قمة للمجموعة انطلقت أمس في العاصمة الهندية.
وقال مودي في كلمته الافتتاحية بالقمة التي تستمر يومين: بموافقة الجميع، أطلب من رئيس الاتحاد الإفريقي أن يأخذ مكانه كعضو دائم في مجموعة العشرين، وانتقل رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي رئيس جزر القمر غزالي عثماني بعد ذلك للجلوس إلى جانب قادة دول مجموعة العشرين.
من جانب آخر، أضاف مودي: العالم يعاني من أزمة ثقة هائلة، الحرب (في أوكرانيا) عمقت قلة الثقة هذه. وكما أننا قادرون على التغلب على «كوفيد» نحن أيضاً قادرون على التغلب على أزمة الثقة المتبادلة هذه.
وفي بند مهم آخر لأجندة القمة، قال رئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا: إن غياب الالتزام بالبيئة دفعنا إلى حالة طوارئ مناخية غير مسبوقة، وأضاف: إن الجفاف والفيضانات والعواصف والحرائق باتت أكثر تواتراً.
من جانبها، أفادت ممثلة روسيا في مجموعة العشرين سفيتلانا لوكاش بأن دول المجموعة تمكنت من تحقيق نتائج جادة في قمة نيودلهي، حيث عكست كل قضية مصالح الاقتصادات النامية في الجنوب العالمي.
وقالت لوكاش للصحيفيين: لقد تمكنا من تحقيق نتائج في العديد من قضايا جدول الأعمال متعدد الأطراف، بدءاً بإصلاح المؤسسات المالية الدولية، والحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي، وضمان النمو في الأمن الغذائي والمناخ والطاقة.
وأضافت: فيما يتعلق بالقصة الأوكرانية، أستطيع أن أقول: إنه كانت هناك مفاوضات صعبة للغاية، وقبل كل شيء، نجح الموقف الجماعي لدول «بريكس» والشركاء الآخرين، قائلة: ما كنا نسمعه طوال العام من أن الصراع الأوكراني يثير تدهور وضع الأمن الغذائي ينعكس الآن بشكل متوازن.
وأردفت: ربما كانت هذه واحدة من أصعب مؤتمرات قمة مجموعة العشرين في تاريخ المنتدى على مستوى القادة، الممتد لخمسة عشر عاماً تقريباً. هذا لم يكن بسبب الخلافات بشأن أوكرانيا فحسب، بل أيضاً بسبب المواقف المختلفة بشأن قضايا مثل تغير المناخ والانتقال إلى أنظمة الطاقة المنخفضة الكربون.
وأوضحت: لقد اتفقنا جميعاً، كأعضاء في مجموعة العشرين، على العمل بطريقة موحدة لمصلحة السلام والأمن وحل النزاعات في جميع أنحاء العالم.
وتضمن الإعلان المشترك الذي تبنته قمة مجموعة العشرين المنعقدة في نيودلهي أمس اعترافاً بوجود وجهات نظر وتقييمات مختلفة لأحداث أوكرانيا بين الدول الأعضاء في المجموعة.
وجاء في الوثيقة: لقد لفتنا إلى المعاناة الإنسانية والآثار السلبية الإضافية للحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي وسلاسل التوريد والاستقرار المالي الكلي والتضخم والنمو، ما أدى إلى تعقيد البيئة السياسية بالنسبة للبلدان، وخاصة البلدان النامية والأقل نمواً، التي لا تزال جميعها تتعافى من جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية التي قوضت التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وكانت هناك وجهات نظر وتقييمات مختلفة للوضع.
وأعرب النص التوافقي للإعلان عن دعم «السيادة والسلامة الإقليمية» فيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، من دون أن يحتوي على عبارة من إعلان قمة بالي لعام 2022 تحدثت عن «عدوان روسي».
وقال إعلان نيودلهي: فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وبينما استذكرنا المناقشة التي جرت في بالي، فقد أكدنا مواقفنا الوطنية والقرارات المعتمدة في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وشددنا على أنه يجب على جميع الدول أن تتصرف بطريقة تتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها.
وأضاف: تماشياً مع ميثاق الأمم المتحدة، يجب على جميع الدول الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها لتحقيق مكاسب جغرافية ضد سلامة الأراضي والسيادة أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
كما تضمن البيان نقاطاً مهمة أبرزها أن مجموعة العشرين تعارض استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها، ودعا زعماء المجموعة جميع الدول إلى احترام مبادئ القانون الدولي، بما في ذلك «سلامة الأراضي والسيادة، وإلى الأهمية الحاسمة لـ«أسلوب الحل السلمي للنزاعات والحوار».
ودعا البيان إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب لضمان إمدادات الغذاء والأسمدة من روسيا وأوكرانيا، كما دعا زعماء المجموعة إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية. إضافة إلى ذلك دعم قادة مجموعة العشرين جهود زيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030.
وأشار البيان إلى أن القمم المقبلة لمجموعة العشرين ستجري في البرازيل 2024 وجنوب إفريقيا 2025، والولايات المتحدة 2026.
وتختتم قمة مجموعة العشرين في نيودلهي اليوم الأحد وإضافة إلى أعضاء المجموعة تلقت تسع دول أخرى هي بنغلاديش ومصر وإسبانيا وموريشيوس ونيجيريا وهولندا والإمارات وسلطنة عمان وسنغافورة، دعوة لحضورها. ويمثل روسيا في القمة وزير خارجيتها سيرغي لافروف.
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى تشكيل قيادة مشتركة لمكافحة أزمة المناخ والصراعات العالمية والفقر.
وقال غوتيريش بعد وصوله إلى نيودلهي: إذا كنا حقاً أسرة عالمية، فإننا نشبه اليوم أسرة تعاني من الاختلال الوظيفي، وأضاف: إن الانقسامات تتزايد والتوترات تشتعل والثقة تتآكل، وكلها معاً تثير شبح التشرذم والمواجهة في نهاية المطاف.
وذكر غوتيريش أن الهيكل المالي العالمي عفا عليه الزمن، ويعاني من الاختلال الوظيفي وغير عادل ويتطلب إصلاحاً هيكلياً، قائلاً: إضافة إلى ذلك فإن مجموعة العشرين مسؤولة عن 80 بالمئة من الانبعاثات العالمية، وإن أنصاف التدابير لن تحول دون الانهيار التام فيما يتعلق بالمناخ.
ومن المقرر أن تتم خلال أعمال القمة اليوم مناقشة قضايا اقتصادية وسياسية تهم العالم، وخاصة التغيرات المناخية وأزمة الغذاء العالمية وارتفاع أسعار الغذاء والتنمية المستدامة والنمو وإصلاح المؤسسات المالية والتحول الرقمي وحماية السلام العالمي.