رياضة

لا جديد كروياً

| غسان شمه

تعادل بطعم الخسارة.. هو حاصل نتيجة مباراة منتخبنا الأول مع منتخب ماليزيا، على الرغم من تقدم منتخبنا في الشوط الأول بهدفين من دون رد، وهو ما يشكل إشارة استفهام كبيرة وخاصة أن المستوى الفني والترتيب على اللائحة الدولية للخصم يشيران مبدئياً إلى تفوق منتخبنا النظري، ولكن يبدو أن ذلك لم يكن أكثر من كلام عابر في الميدان، فكيف لنا أن نتفهم ما حدث إزاء هذه الوقائع..؟

نعم يحدث أحياناً أن تنقلب نتيجة مباراة ما، ويحدث أن يتعثر فريق أو منتخب في مباراة، وهو أمر يمكن تفهمه بالقياس إلى طبيعة اللعبة نفسها وتقلباتها المحتملة، لكن أن يكون الشوط الثاني بهذا المستوى من التراجع الفني والبدني فهو أمر مثير للدهشة أمام خصم متواضع فنياً، ويحدث ذلك في شوط المدربين..!

المدرب أعاد ذلك إلى الهبوط الشديد في لياقة معظم اللاعبين، مشيراً إلى الفرق الواضح والكبير، بين الشوطين، وذلك بسبب الإرهاق وضيق فترة التحضير. ولكنه في الوقت نفسه يلفت إلى أن الأداء في التدريب كان جيداً جداً، كما جاء في تصريحه على صفحة الاتحاد، وهذا الكلام من المدرب بدا لنا يستحق أيضاً أكثر من إشارة استفهام.

في الواقع تحدث معظمنا عن قيمة عدد من اللاعبين وإمكانياتهم الفنية، وعن التجارب السابقة مع بعضهم والتي لم تكن مطمئنة لتأتي الصورة في السياق الذي يؤكد على مشكلة عميقة مع المنتخب الأول على القائمين والخبراء في اتحاد الكرة مواجهتها بشفافية وبعيداً عن أي حسابات سوى مصلحة المنتخب.. وربما التساؤل بات مشروعاً حول الجهاز الفني نفسه!

نحن مع المنطق الذي يقول: إن النتيجة قد لا تكون مهمة في المباريات التحضيرية والودية، لكنها في الوقت نفسه تحمل الكثير من الإشارات المهمة، وهي لم تخرج عما سبقها من تجارب أو حتى مباريات رسمية كشفت ثغرات بات الجميع يعرفها إلا..؟!

وفي السياق، وحفاظاً على تقاليدنا المتوارثة كروياً، فقد دخل المنتخب الأولمبي دائرة الاحتمالات، التي باتت إحدى هواجسنا التي لا تنتهي، وهي كثيراً ما رافقت منتخباتنا حتى باتت ماركة مسجلة.

تفاصيل ليست قليلة تؤكد المؤكد، وهو أن واقع كرتنا ومنتخباتنا ودورينا ولاعبينا، في حالة من التراجع الفني والبدني مؤسف، ويتطلب تفكيراً خلاقاً وعملاً كبيراً إذا كان مستقبل اللعبة هو هاجسنا الأساسي وليس شيئاً آخر..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن