مع احتدام عمليات القصف الجوي … 30 قتيلاً جنوب الخرطوم و«الدعم السريع» تتهم طيران الجيش
| وكالات
قتل ثلاثون شخصا على الأقل الأحد بسبب غارات جوية على أحياء في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «لجنة المقاومة» المحلية أن الطيران الحربي قصف منطقة سوق قورو، وبعدما أفادت في حصيلة أولية عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، ثم أكدت اللجنة في وقت لاحق ارتفاع عدد القتلى إلى 30.
وأوضحت في بيان «ارتفاع عدد ضحايا مجزرة سوق قورو بمنطقة مايو… بسبب القصف الجوي إلى 30 قتيلا، وما زالت الحالات تتوافد إلى مستشفى بشائر».
ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بـ«حكم مدني» وتنشط منذ بدء الصراع بين الجيش و«الدعم» في تقديم الدعم للسكّان.
وأطلق مستشفى بشائر «نداءً عاجلاً» إلى الكوادر الطبية للحضور «مع تزايد أعداد المصابين الواصلين إليه».
ومنذ اندلاعه في الخامس عشر من نيسان الماضي، حصد الصراع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة «أكليد» غير الحكومية التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصاً في ظل انقطاع الاتصالات في مناطق عدة، ورفض طرفي القتال إعلان خسائرهما.
واضطر نحو خمسة ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم والنزوح داخل السودان أو العبور إلى دول الجوار خصوصا مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة.
وتسبب النزاع بمزيد من التأزم في الوضع الصحي في السودان الذي كان يعدّ أحد أفقر بلدان العالم. وتكرر الأمم المتحدة باستمرار حاجتها إلى مزيد من الدعم المالي إذ لم تتلقّ سوى ربع التمويل اللازم لتلبية احتياجات 25 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وتتركز المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور في غرب البلاد، مع تواصل النزاع بين الحليفين السابقين البرهان ودقلو من دون أفق للحل.
ومنذ بدء الاشتباكات، لم يحقق أي من الطرفين تقدماً ميدانياً مهماً على حساب الآخر. وتسيطر قوات الدعم على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي. وأفاد شهود في الآونة الأخيرة بأن القصف الجوي يزداد حدة، ومعه حصيلة الضحايا المدنيين، مع محاولة الجيش استعادة مواقع في العاصمة.
في الأثناء، نشرت قوات الدعم السريع، بياناً جديداً اتهمت من خلاله الجيش السوداني بـ«تنفيذ مجزرة جديدة بحق المدنيين السودانيين».
وحسب وكالة «سبوتنيك»، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بقتل 23 مدنياً وإصابة العشرات بقصف جوي على حي مايو، جنوب العاصمة الخرطوم.
ووفق البيان فان قوات الجيش السوداني نفذت عمليات قصف جوي على السكان بحي مايو جنوب الخرطوم، «حصدت أرواح 23 مدنياً كحصيلة أولية، وهناك عشرات الإصابات تم نقلها إلى مستشفى بشائر».
واستناداً إلى البيان فقد نفذ طيران الجيش السوداني هجمات جوية مساء أول من أمس السبت على مناطق الحاج يوسف الوحدة شرق النيل مخلفاً 13 قتيلاً معظمهم من الأطفال.
وأول من أمس السبت قال الجيش السوداني، في بيان إن «قواتنا في الفرقة السادسة مشاة بالفاشر اشتبكت مع الميليشيا المتمردة وتمكنت من دحرهم وتكبيدهم خسائر بلغت (30) قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى إضافة إلى استرجاع عدد من العربات القتالية».
واستطرد «الميليشيا حاولت مجددا الهجوم على سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية وتمكنت قواتنا من دحرهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأفراد وتدمير عدد من العربات القتالية ولاذ العدو بالفرار».
وسبق أن اتفق طرفا النزاع عدة مرات على وقف لإطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به، في وقت اتضحت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، بعد توقيع «الاتفاق الإطاري» المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في كانون الأول الماضي.
وسبق لدقلو، أن اتهم الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمرداً ضد الدولة.