الصين.. 74 عاماً من الثراء والتقدم العلمي والنهوض الاقتصادي
بقلم: شي هونغوي - السفير المفوض وفوق العادة لجمهورية الصين الشعبية
قبل 74 عاماً، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني، قام الشعب الصيني بنضال شاق على مدى أجيال، وفاز باستقلال الأمة وتحرير الوطن أخيراً، وأسس الصين الجديدة، ومنذ ذلك الحين والشعب الصيني يقف بشموخ وثبات.
منذ 74 عاماً، وخاصة في السنوات العشر الفائتة، وحدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ وأرشدت جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد، واتخذت سلسلة من الإجراءات الإستراتيجية، ودفعت بسلسلة من الممارسات المستحدَثة، وحققت سلسلة من أوجه التقدم الكبير، كما أحرزت سلسلة من المنجزات العلمية، الأمر الذي دفع بلادنا للتقدم في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، وهذا انتصار تاريخي كسبه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني من خلال التضامن والكفاح، وأعلنت الصين للعالم أنها حققت قفزة عظيمة للأمة الصينية في الوقوف على قدميها ثم تحقيق الثراء وصولاً إلى تعزيز قوتها.
في السنة الماضية، عقد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، وطرح المؤتمر الدفع لبناء الدولة القوية والنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.
والآن أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة في قطاع التصنيع وأكبر دولة تجارية، كذلك أكبر دولة في احتياطي النقد الأجنبي، ولدى الصين مشروعات وطنية كبرى تمثلت في الرحلة الفضائية المأهولة واستكشاف أعماق البحار والقطار السريع.
الصين تطورت بسرعة عالية، وأصبحت بالتكنولوجيا الجديدة الصينية المتمثلة في الجيل الخامس والبيانات الكبيرة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي تتقدم على العالم.
إن الجانب الصيني يحرص على مشاركة الفرص الجديدة للتنمية مع كل دول العالم، بما يقدم الدعم الجديد للبحث عن وسائل التنمية والنظام الاجتماعي الأمثل للبشرية.
في وجه تغيرات أوضاع العالم، تحافظ الصين على العدل والعدالة الدولية بثبات، وتبادر وتطبق نزعة التعددية الحقيقية، وترفض الهيمنة وسياسة القوة بأي شكل من الأشكال رفضاً قاطعاً.
طرح الرئيس شي مبادرة «الحزام والطريق» ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، ليدفع لبناء مجتمع ومصير مشترك للبشرية، الأمر الذي حظي بتأييد واسع من كل دول العالم.
وفي المستقبل، ستواصل الصين العمل البنّاءً لسلام العالم والمساهمة في التنمية العالمية والمحافظة على النظام الدولي بالأفق الأوسع، وبالموقف الأكثر انفتاحاً وإيجابية، بما يكتب صفحة جديدة للتقدم الحضاري والسياسي للبشرية.
إن الصداقة التاريخية بين الصين وسورية عميقة، ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية من عام 1956، ظل البلدان يثقان ببعضهما ويدعم أحدهما الآخر، ويكن شعبا البلدين لبعضهما بعضاً الاحترام والحب.
إن الصين وسورية صديقان حميمان يتمتعان بالثقة السياسية المتبادلة، وفي السنوات الأخيرة، وبفضل الرعاية المشتركة والقيادة الإستراتيجية من الرئيس شي والرئيس بشار الأسد، ظل الجانبان يدعمان المصالح الجوهرية المتبادلة بينهما بثبات.
إن الجانب الصيني يدعم سورية بثبات للحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها وكرامة أمتها، ويدعم سورية بثبات في سلوك المسار الذي يتماشى مع ظروفها الوطنية، ويدعم بثبات جهود سورية المبذولة لمكافحة الإرهاب، ويرفض رفضاً قاطعاً التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، ويحث الولايات المتحدة والغرب على الرفع الفوري للعقوبات الأحادية الجانب والحصار الاقتصادي ضد سورية.
إن الجانب الصيني يدعم الجانب السوري ليلعب دوراً أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ويحرص على صيانة استقرار المنطقة والحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية مع الجانب السوري يداً بيد، بما يدافع عن العدل والعدالة الدولية بتحركات عملية.
إن الصين وسورية شريكان طيبان في التعاون العملي، ويشيد الجانب الصيني بجهود الجانب السوري المبذولة لتطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.
إن العام الجاري هو الذكرى الـ10 لمبادرة «الحزام والطريق»، ويود الجانب الصيني أن ينتهز هذه الفرصة ليبحث مع الجانب السوري في الأنماط والمسارات الجديدة للتعاون، بما يواصل المساهمة بقوة الصين في تنمية وإعادة إعمار سورية.
إن الصين وسورية أخوان جيدان يساعدان بعضهما بعضاً، وفي السنوات الأخيرة قدم الجانب الصيني للجانب السوري اللقاحات والأغذية والباصات وغيرها من المساعدات المختلفة. وبعد الزلزال القوي الذي ضرب سورية في شباط من هذا العام، قدم الجانب الصيني للمناطق المنكوبة الملابس والمخيمات والأدوية والأغذية والمنازل الجاهزة وغيرها من مواد الإنقاذ العاجل على الفور، كما نظمت القطاعات الصينية والصينيون المقيمون في سورية أنشطة التبرع للمناطق المنكوبة، فعلى طريق إعادة بناء المنازل الجميلة، سيظل الجانب الصيني يقف إلى الجانب السوري، وسيقدم كل ما في وسعه من المساعدات للجانب السوري حسب حاجته.
ستفتتح الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشو في الصين بعد أسبوعين، وبهذه المناسبة أتمنى للوفد الرياضي السوري أن يحصل على إنجازات ممتازة، بما يظهر تضامن وكفاح الشعب السوري إلى العالم.
وأخيراً أود أن أشكر جميع الأصدقاء الذين ساهموا في الصداقة الصينية- السورية وربط قلوب شعبي البلدين.
أتمنى للصين العظيمة الازدهار والرخاء وللشعب الصيني السعادة والرفاهية.
أتمنى للصداقة الصينية – السورية التجدد على مر الزمان.