السفير هونغوي: نرفض الوجود العسكري غير الشرعي في سورية والمساس بأمنها … المقداد لـ«الوطن»: نحن أمام قفزات في علاقاتنا والصين أبدت استعدادها لمساعدتنا
| سيلفا رزوق
أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن العلاقات التاريخية والمتجذرة بين سورية والصين ستشهد خلال المرحلة المقبلة تطورات مهمة والفترة القادمة ستكون فترة القفز بالعلاقات نحو خطوات جديدة، مبيناً أن الصين على استعداد للمساعدة في إعادة الإعمار في سورية وليس بالشروط التي يطرحها الغرب على سورية من أجل التخلي عن أرضها وسيادتها وكرامتها.
وفي كلمة له خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الصينية بدمشق بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، لفت المقداد إلى أنه عندما تحتفل الصين في دمشق بعيد تأسيسها فإن ذلك يحتوي الكثير من المعاني، مؤكداً أنه كان هنالك طريق واحد ومنذ قيام الصين في تاريخ العلاقات المتبادلة بين البلدين وهو طريق التقدم نحو الأمام.
وقال: «عندما شهدت سورية أصعب أيامها نتيجة للهجمة الغربية عليها فإنها استندت على كتف قوي هو الكتف الموثوق الذي منحته الصين لسورية لكي تستمر مسيرة هذا البلد المناضل نحو التقدم ونحو الانتصار على قوى الشر والهيمنة الغربية التي مدت يد العون للقتل والدمار في سورية».
واعتبر المقداد أن الصين ليست لاعباً دولياً فقط بل هي فاعل دولي وجزء أساسي من القرار العالمي ومن السياسات العالمية وهي التي أزعجت الولايات المتحدة بمبادئها وبالدور الذي تقوم به في مساعدة كل شعوب العالم.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد المقداد أننا سنكون أمام قفزات جديدة في علاقاتنا مع الصين، مؤكداً أن الدعم الصيني لسورية سيكون على كل الصعد لأنه من دون اقتصاد وخاصة في الواقع الحالي الذي تمر به سورية، سيبقى الكلام مجرد كلام، وقال: «نحن نقدر الدعم في المواقف السياسية الثقافية لكن سورية تحتاج للدعم الاقتصادي والصين أبدت استعدادها لتقديم مساعداتها لسورية في إعادة الإعمار».
بدوره بين سفير الصين في سورية شي هونغوي في كلمة له خلال الحفل أن الصين وسورية هما صديقان حميمان يتبادلان الثقة السياسية، وقال: «يدعم الجانب الصيني بثبات الجهود السورية للحفاظ على استقلال البلاد وسيادتها وسلامة أراضيها، ويدعم الشعب السوري لسلك الطريق التنموي الذي يتماشى مع الظروف الوطنية، ويدعم السياسات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتنميتها، ويرفض قيام قوى خارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية والمساس بأمنها استقرارها، ويرفض الوجود العسكري غير الشرعي في سورية أو إجراء العمليات العسكرية غير الشرعية فيها، أو نهب ثرواتها الطبيعية بطرق غير شرعية، ويحث الدول المعنية على الرفع الفوري لكل العقوبات الأحادية الجانب وغير الشرعية عن سورية، كما يدعم الجانب الصيني الجانب السوري بأن يلعب دوراً أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ويحرص على العمل يداً بيد معه للحفاظ على استقرار المنطقة والمصالح المشتركة للدول النامية».
شعبان: شراكتنا إستراتيجية وينتظرها الكثير.. سوسان: ننظر بكل تقدير لمواقف بكين
وفي تصريح لـ«الوطن» أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أن العلاقات بين البلدين ينتظرها الكثير من التطوير ومن العمل لأن الرؤية لتطوير هذه العلاقات موجودة من جانب الرئيس بشار الأسد والرئيس شي جين بينغ ومن قيادات البلدين، ولذلك قد تكون هناك أمور قد يفصح عنها في المستقبل، ولكن المهم أن العمل جار دائماً بالمعلن منه وغير المعلن، من أجل تطوير هذه العلاقات وهذه الشراكة إستراتيجية لتصب في الإطار الذي أعلن عنه الرئيس الأسد منذ عام 2005 حين تحدث عن التوجه شرقاً، وأضافت: «اليوم بعد انتصار سورية على الإرهاب، شكلت سورية أيضاً مفصلاً من أجل التوجه نحو نظام عالمي جديد وضد الهيمنة الغربية، فلو سقطت، لا سمح الله، ربما لكانت تغيرت الخريطة الإقليمية والدولية، ولذلك من الطبيعي أن تلعب سورية في هذه المرحلة دوراً في العمل الجاري عالمياً من أجل تعدد الأقطاب الذي تطلع الصين بدور مهم فيه».
بدوره وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» اعتبر معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان العلاقات السورية- الصينية بأنها علاقات تاريخية تقليدية متجذرة أساسها التوافق حول مجموعة من المبادئ المشتركة وفي مقدمة ذلك الحفاظ على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها واحترام الشرعية الدولية، وسورية وقفت دائماً إلى جانب الصين الواحدة، وتدين دائماً كل المحاولات التي تحاول الإساءة للصين بعدة طرق، ومن بينها تسييس مجالات حقوق الإنسان بما يتلاءم مع الرؤية الغربية فقط من أجل شيطنة الصين.
وقال سوسان: بالنسبة لنا في سورية لا نستطيع إلا أن ننظر بكل التقدير إلى موقف الصين الداعمة لسورية إزاء الحرب الظالمة التي شنت عليها، وأضاف: «تعلمون وليس غريباً بأن الصين استعملت الفيتو في مجلس الأمن أكثر من مرة من أجل منع استهداف سورية لأن الصين كانت تدرك تماماً بأن ما يحصل في سورية هو سيناريو مخطط له بعناية من قبل دوائر الهيمنة من أجل إبقاء سيطرتها وهيمنتها على العالم.
وأكد سوسان أن الصين ليست لاعباً سياسياً كبيراً على الساحة الدولية فحسب، بل هي رمز للإنجازات التقنية والاقتصادية وهي ثورة بكل معنى الكلمة، فما حصل في الصين منذ عشرين أو ثلاثين عاماً يؤكد ذلك، ولدينا الرغبة بتطوير علاقات التعاون الاقتصادي لترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين الصديقين.