اليوم قررت أن أستعرض عضلاتي و… «ما حدا أحسن من حدا».
في حوار أجرته معي الإعلامية الكبيرة هيام الحموي على أثير إذاعة (شام إف إم) منذ أكثر من عشرة أعوام سألتني: أنت رئيس تحرير وتكتب افتتاحيات سياسية لها أهميتها، كيف لك أن تهتم بالفنون والثقافة وسوى ذلك؟
كان الحوار الذي استغرق ساعة كاملة يدور حول أغاني فيروز والرحابنة، وهذا ما جعلها تطرح السؤال السابق، وكانت إجابتي: إذا كنت متخصصاً في الشؤون السياسية والأخبار والتعليقات فليس معنى ذلك أنني لا أهتم وأتابع الآداب والثقافة والفنون.
قبل ذلك بسنوات كنا في اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء الراحل محمود الزعبي، وقد طرحت عليه يومها عدة أسئلة في المجال الاقتصادي، وبعد خروجنا من الاجتماع قال لي مدير إذاعة دمشق الزميل والصديق صفوان غانم: لم أكن أعرف أنك تتابع عن كثب القضايا الاقتصادية، وكنت يومها رئيس دائرة التعليقات والبرامج السياسية في الإذاعة، وكان جوابي مشابهاً للجواب الذي قلته للإعلامية هيام حموي.
أكثر من ذلك فقد كتبت في الأدب والثقافة والفنون بأنواعها، وأيضاً في مجال الرياضة منذ نحو نصف قرن.
كل استعراض العضلات هذا لا شيء أمام ما أنا مقدم عليه، فقد قررت الاستعانة بالعفاريت، والفنان عادل إمام ليس أحسن مني فهو حل مشكلات بلده من خلال الاستعانة بالعفاريت وذلك في مسلسل «عفاريت عدلي علام».
استدعيت اثنين من أكثر العفاريت معرفة بحل الألغاز، وذلك كي أحل بعض ألغاز الرياضة السورية، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق باللعبة الشعبية الأولى وأقصد كرة القدم والمنتخبات السورية ومدربيها.
طرحت سؤالاً واحداً على العفريتين المحترمين هو: لماذا تعادل منتخب سورية الأول مع المنتخب الماليزي الذي يتأخر عنه في ترتيب الفيفا بنحو أربعين درجة؟
الحقيقة جاءني ردان متناقضان، أحدهما سلبي والثاني إيجابي، وسأنشر الردين من دون تعليق، وسأترك للمحللين السياسيين في بلدي «ما شالله عليهم» مهمة التحليل.
سأبدأ بتحليل العفريت الإيجابي الذي قال: المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر وضع خطة جهنمية لتضليل المنتخبات الآسيوية وحتى العالمية، فقد تعمد ظهور«نسور قاسيون» بالشكل الذي تابعناه كي لا يكشف القوة الخارقة للمنتخب السوري الذي سيطيح بمنتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، بل هو قادر على هزيمة أقوى المنتخبات الأوروبية!
أما تحليل العفريت السلبي فقد جاء كما يلي: بعد اكتشاف المدرب الأرجنتيني قوة المنتخب السوري خشي أن يصل إلى كأس العالم وينافس المنتخبات الكبرى، وعلى وجه الخصوص منتخب بلاده، أي الأرجنتين ويحصل على الكأس بجدارة فوضع خطة تقوم على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب معتمداً على أن هذه الطريقة ليست غريبة على السوريين فلهم خبرة فيها، وهو بذلك يحمي المنتخب الأرجنتيني من وصول منافس قوي له في البطولات القادمة، وبذلك فهو يقوم بعمل وطني مشرف لمصلحة بلاده.
لن أتبنى أيـاً من التحليلين، وأتـرك المـهمة للمحلليـن السياسيين والرياضييـن فـهم خير من يحلل توقعات وتحليلات جيش من العفاريت وليس عفريتين فقط، مع علمي الأكيد أن كل عفاريت الدنيا أمام عفاريتنا غير قادرين على إنقاذ الرياضة السورية!
وأنتم، دام فضلكم، كيف ترون مستقبل الرياضة مع العفاريت ومن دون عفاريت؟.