رياضة

هل يعوض الدوري الأولمبي فقر أنديتنا من اللاعبين؟ … انتقالات كبيرة بين الأندية تجاوزت الـ150 لاعباً

| ناصر النجار

أيام قليلة وينطلق الدوري الكروي الممتاز بحلته الجديدة في منافسات ستنتهي في نهاية الشهر الخامس من العام القادم كما قرر اتحاد الكرة في برنامج المسابقات الذي أصدره مسبقاً.

وكما هو معلوم فإن انطلاق الدوري تأخر شهراً عن موعده المحدد بسبب طلبات أغلب الأندية التي لم تدخل في الجاهزية المفترضة لأسباب عديدة منها ما هو إداري ومنها ما هو فني، وبذلك خسرت الروزنامة من برنامجها أسبوعين ستبحث عن وقت مناسب لهما وإن ألمح القائمون على لجنة المسابقات أن هذين الأسبوعين قد يحشرا حشراً في وقت ما حتى تنتهي مرحلة الذهاب بالوقت المحدد قبل انطلاق النهائيات الآسيوية مطلع العام القادم.

والتوقف الرسمي للدوري كما هو مقرر سيكون ضمن أيام الفيفا المحددة في كل شهر حسب البرنامج الموضوع من الاتحاد الدولي والمعروف سلفاً لدى الجميع، ولا ندري إن كان اتحاد الكرة سيضطر لتوقفات غير محسوبة لظروف طارئة أو لرؤية معينة تخص المنتخبات الوطنية مع العلم أن الاتحاد نفسه أبلغ أنه لن يؤجل الدوري من أجل المنتخب الأولمبي، ومن الممكن أن يؤجل مباريات الفرق التي لها ثلاثة لاعبين في هذا المنتخب وبالتالي فإن هذا الشرط لا ينطبق إلا على فريق أهلي حلب في الوقت الحالي.

مع الإشارة إلى أن انطلاق الدوري قد يكون أعرج لغياب فريقي أهلي حلب والفتوة عن الافتتاح يوم 22 من الشهر الحالي بسبب مشاركتهما في الجولة الأولى من بطولة الاتحاد الآسيوي، حيث سيلعب الفتوة مع جبل المكبر الفلسطيني وأهلي حلب مع الوحدات الأردني يومي 18 و19 من هذا الشهر في الأردن وقد يكون الحل بإقامة مباراتي الفريقين في افتتاح الدوري بعد يوم أو يومين حسب تاريخ موعد الوصول وسيلعب أهلي حلب على أرضه مع جبلة، بينما يلعب الفتوة مباراته الأولى مع الكرامة في حمص.

والمفترض أن تضبط لجنة المسابقات برنامجها وفق برنامج بطولة الاتحاد الآسيوي وخصوصاً أن تاريخ الجولات الست في دور المجموعات معروفة مسبقاً، وكما هو ضروري الحرص على المشاركة الإيجابية لفريقينا في هذه البطولة، يجب الحرص أيضاً على وضع برنامج لا ضرر فيه ولا ضرار من أجل إتمام مسابقة الدوري في الموعد المحدد بكل أسبوع اتقاء لشر تأجيل المباريات و(كركبة) جدول المسابقات.

الدوري الرديف

وإذا كان الحديث عن مواعيد الدوري هو المسيطر اليوم على الأحداث فإن الحديث قائم أيضاً عن الدوريات الأخرى وخصوصاً الدوري الأولمبي الجديد أو ما يسمى دوري تحت الـ23 سنة، وفكرته بكل الأحوال جيدة ومفيدة لأنها تجبر الأندية على العناية بالجيل الجديد من اللاعبين الذين هم في سن الشباب وما فوق، ونحن نلاحظ أن أنديتنا بطريق مباشر أو غير مباشر تهمل فئاتها العمرية ولا تعاملها معاملة فرق الرجال من حيث الدعم المالي والمعنوي ومن ناحية الاهتمام والمتابعة، لذلك وجدنا الهوة واسعة بين لاعبي الرجال ومن يليهم من اللاعبين، وقد اتسعت الهوة هذا الموسم فلم تجد العديد من الفرق ضالتها من اللاعبين لدرجة أن بعض الأندية توقع عقوداً مع لاعبين تجاوزوا سن الـ35 وأحدهم بلغ سن الأربعين وكل ذلك لعدم وجود لاعبين شباب مؤثرين بنظر الأندية على الأقل، لذلك كانت فكرة اتحاد كرة القدم صائبة بإدخال هذا الدوري الجديد، وكذلك عندما اعتمدت دوري رديف الشباب من أجل تأهيل مجموعة من اللاعبين الناشئين ليكونوا على أهبة الاستعداد لدخول دوري الشباب من جهة ومن جهة أخرى استيعاب أكبر عدد من الناشئين والشباب بفرق رديفة حتى لا يتسربوا خارج المنظومة الكروية، فضلاً عن اكتسابهم المزيد من الجرعات التدريبية وفرص الاحتكاك.

الكرة بملعبهم

اتحاد الكرة من جهته عمل ما عليه من أجل زيادة قواعد كرة القدم وزيادة مساحة المباريات وبرأيه أن هذه الفرق الإضافية لن تكلف الأندية الأموال الباهظة لأن لاعبي هذه الفئات لا يحتاجون عقوداً، لذلك رفع سن الرعاية إلى 23 سنة بعد أن كان موقوفاً حتى الـ21 سنة وحسب القول المتعارف عليه إن تجهيز فريق من هذه الفرق قد يعادل قيمة عقد لاعب واحد من لاعبي الرجال المحترفين.

ضمن هذا المنظور فإن الكرة اليوم بملاعب الأندية فهي الصانع الوحيد لكرة القدم وكلما كانت الأندية بخير كانت كرة القدم بخير، والحقيقة التي يجب أن تشير إليها إلى أن أنديتنا باتت فقيرة باللاعبين، ولو أنها كانت غنية بالمواهب والنجوم لما اضطرت إلى التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين في كل موسم، وللأسف فإن التعاقدات تزيد على عشرة لاعبين في كل موسم لكل ناد، أي إن كل فريق يجدد نفسه بداية كل موسم ويبدأ من نقطة الصفر ويبحث المدربون عن بسط الانسجام والتناغم بالفريق ما يضيع وقتاً كبيراً لتحقيق ذلك، والأجدى أن تذهب الأمور إلى النواحي الفنية والتكتيكية، لذلك لم نجد هناك هذا الفرق الفني الكبير بين فريق مدجج باللاعبين المميزين وفريق آخر، لأن مسألة تحقيق الانسجام والتناغم غاية في الصعوبة وتحتاج إلى وقت طويل.

وعلى سبيل المثال تعاقد الفتوة مع أحد عشر لاعباً جديداً منهم محترف من ترينداد وتوباغو، وجبلة خسر تسعة لاعبين أساسيين وتعاقد مع مثلهم أي إنه يبني فريقاً جديداً غير فريق الموسم الماضي، والتغيير كان في تشرين واضحاً ومؤثراً فتعاقد بداية مع 15 لاعباً وصرف أربعة منهم وخسر أكثر من 15 لاعباً.

الوثبة على الشاكلة ذاتها خسر فريقه الأساسي بالكامل ولم يستطع تعويض خسارته بالوزن ذاته من اللاعبين، تغيير كبير وشامل في صفوف فريق الجيش بلغ الـ15 لاعباً، لذلك سيظهر الفريق بحلة جديدة من لاعبي الخبرة والمخضرمين وعدد من لاعبي الشباب.

في الكرامة تغيير متوازن خسر عشرة لاعبين وتعاقد مع عدد مماثل، والمقارنة بين الراحلين والقادمين متكافئة والمهم كيفية توظيف إمكانيات الجدد ومدى الاستفادة من الشباب الموهوب في النادي وما أكثرهم.

الحسنة الوحيدة في حركة التنقلات بنادي الوحدة أنه تخلّص من عدد من اللاعبين الذين انتهت صلاحيتهم الكروية، ونجد اليوم أن فكراً جديداً يقود كرة الوحدة تمثل بعقود مع لاعبي خبرة إضافة إلى وجود عدد من أبناء النادي المميزين، لذلك فإن المسؤولية تقع اليوم على عاتق مدرب الفريق الجديد حسام السيد ولا أظن أن الخبرة تنقصه لكي يصنع لعشاق الفريق توليفة قادرة على المنافسة بقوة هذا الموسم.

الطليعة سار بتعاقداته حسب إمكانياته وسيكون اعتماده الأكبر على أبناء النادي من مخضرمين وشباب إضافة إلى سبعة وافدين جدد كانوا بديلاً لعدد مماثل غادر النادي.

حطين على عكس المواسم السابقة أسس فريقاً جديداً وقوياً فضم إلى صفوفه 13 لاعباً من مختلف الأندية وخسر تسعة لاعبين من فريقه القديم ويبدو أنه عازم على دخول خط المنافسة هذا الموسم بقوة.

الوافدان الجديدان كانت تعاقداتهما حسب المتاح من لاعبين وإمكانيات واتجهت تعاقدات الحرية إلى أبناء حلب بالدرجة الأولى من الأندية المجاورة وحافظ على أغلب لاعبي الموسم الماضي، أما الساحل فكانت تعاقداته كبيرة تجاوزت الـ17 لاعباً على أمل تجهيز فريق قادر على إثبات وجوده في الدوري والهروب من مواقع المؤخرة، التشكيلة التي اختارها الفريق أغلبها من أهل الخبرة والمعتقين بالدوري وقد يكون لبعض شباب النادي دور في الفريق.

الفكرة من هذا السرد التأكيد أن أنديتنا أغلبها فقير باللاعبين، لذلك فإن إجبار الأندية على العناية بالقواعد يأتي من باب الواجب، وعلى أنديتنا أن تنظر لهذا الموضوع من باب مصلحتها الاستراتيجية، ولنتذكر أن نادي الفتوة وهو بطل الدوري لا يملك إلا ثلاثة أو أربعة لاعبين من أبناء النادي وأغلبهم من المخضرمين وإذا أحصينا أبناء النادي الموزعين على الأندية لوجدنا أنهم تجاوزوا الثلاثين من العمر، أما الكارثة الأكبر فلا يوجد جيل بديل أو جديد وهذا الأمر الخطير تتحمله إدارات النادي المتعاقبة.

كأس الجمهورية

دوماً كان السؤال: لماذا يتأخر اتحاد كرة القدم بإطلاق مسابقة كأس الجمهورية؟

مع العلم أنها تعثرت كثيراً في الموسمين الماضيين، حتى إنها في الموسم الماضي كانت ضعيفة جداً بعد أن انسحبت أغلب الفرق، وتراجع مستوى الكثير من الفرق في المشاركة لأنها عملياً أنهت موسمها الكروي ومن الصعب إجبار اللاعبين، المنتهية عقودهم على المتابعة مع الفريق مجاناً!

هذا السؤال وجهناه إلى اتحاد الكرة فأجابنا أحد مسؤولي لجنة المسابقات بأن تأخير مسابقة الكأس يأتي بسبب انشغال الملاعب والحكام بالمباريات الأخرى!

وهذا العذر لم يكن مقنعاً بالدرجة الكافية ونحن نعلم تمام العلم أن كل دول العالم تخصص أوقاتاً معينة لمسابقة الكأس يتوقف فيه الدوري بكل الدرجات، والكأس عندنا في أدواره الأولى يشارك فيه أندية الدرجتين الأولى والثانية، أي إن إقامة الأدوار الأولى في أشهر تشرين الأول والثاني وكانون الأول لن يضر في روزنامة المسابقات والملاعب والحكام شيئاً لأن هذه الفرق ليس لها ارتباطات خارجية مع البطولات الآسيوية ولا مع المنتخبات الوطنية، وهذا الوقت مناسب جداً لهذه الفرق لأنها تكون في ذروة جاهزيتها، ولكن عندما تنتهي مشاركتها في الدوري ينحل عقد فرقها فتهرب من المشاركة بالكأس الذي يبدأ بعد الشهر الثاني من كل عام لذلك تضعف مباريات الكأس لأنها تُدرج بالوقت غير المناسب.

أمور أخرى

هناك الكثير من الأمور الأخرى المهمة التي يمكن الحديث عنها قبل انطلاق الدوري الممتاز، منها موضوع الرعاية والتسويق والنقل، وموضوع الملاعب، وموضوع التحكيم وأحواله، وموضوع المراقبين والمنسقين وغير ذلك، ونترك هذه الأمور إلى وقت مناسب.

لكن يمكننا الإشارة إلى مسألة المراقبين وقد أقام اتحاد الكرة دورتين للمراقبين المفترضين للمباريات، وأصدرت لجنة المسابقات لائحة من ست صفحات تتضمن الواجبات المطلوبة من المراقبين والمنسقين الإعلاميين.

اللائحة الصادرة غير متقنة لأنها منقولة حرفياً من اتحاد آخر وهي في بعض بنودها غير قابلة للتطبيق في ملاعبنا، والمسألة المهمة أن لجنة المسابقات اشترطت أن يكون عمر المراقب بين الثلاثين والخمسين، وهذا ينهي وجود العديد من الخبرات المهمة في ملاعبنا، فاشتراط العمر ليس ضرورة ملحة ما دام المراقب قادراً على إتمام واجبه على أكمل وجه وهذه ملاحظة، لكن الملاحظة الأهم أن أعضاء الاتحاد لم يتبعوا أي دورة مراقبة وهم أكبر من السن المفترض، فهل كونهم أعضاء اتحاد يكفي ليكونوا مراقبين؟.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن