عربي ودولي

«حماس» رفضت اتهامها مع حزب اللـه بدعم المسلحين في «عين الحلوة» … اشتباكات مستمرة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان ومقتل ستة أشخاص

| وكالات

مع ارتفاع حدة الاقتتال، قتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 60 آخرين بجروح جراء الاشتباكات المستمرة منذ خمسة أيام في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وفق ما أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني أمس.
واندلعت مساء الخميس الماضي اشتباكات عنيفة بين حركة «فتح» ومجموعات إسلامية متشددة في «عين الحلوة»، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والذي شهد قبل أسابيع مواجهات عنيفة بين الطرفين.
وقال مدير الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني – إقليم لبنان- عماد حلاق «بلغت حصيلة الاشتباكات ستة قتلى، أحدهم قتل أمس، وأكثر من 60 جريحاً» بينهم مدنيون ومسلحون.
وأفادت وكالة «فرانس برس» باستمرار المواجهات أمس الإثنين، مشيرة إلى سماع دوي قذائف وأسلحة رشاشة، بعدما كانت تراجعت حدّة الاشتباكات ليلاً.
وطال رصاص القنص أحياء في مدينة صيدا حيث يقع المخيم والتي أغلق مدخلها الجنوبي أمام حركة السير، وفق الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية التي أفادت يوم السبت الماضي بمقتل ثلاثة مقاتلين فضلاً عن مدني خارج المخيم.
وأعلن الجيش اللبناني أول من أمس الأحد سقوط ثلاث قذائف في مركزين تابعين له قرب المخيم، ما أدى إلى إصابة خمسة عسكريين أحدهم بحالة حرجة.
وينتشر الجيش في حواجز أمام مداخل المخيم، الذي لا تدخله القوى الأمنية اللبنانية على غرار كل المخيمات الفلسطينية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية. وتتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من «الأمن الذاتي» داخل المخيمات عبر قوة أمنية مشتركة.
ودفعت الاشتباكات الأخيرة مئات العوائل إلى النزوح من المخيم، منهم من لجأ إلى أقاربه ونحو 400 عائلة اتخذت من جامع قريب ملاذاً و78 عائلة أخرى تم استقبالها في مدرسة في صيدا، وفق ما أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وفي وقت سابق، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي خلال اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن ما يحصل «يُشكل اساءة بالغة إلى الدولة اللبنانية»، مشدداً على ضرورة «التعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة».
وتجددت الاشتباكات في المخيم بعد توقف لأسابيع عدة إثر مواجهات عنيفة اندلعت في 29 تموز الماضي واستمرت لخمسة أيام بين حركة «فتح» والمجموعات الإسلامية المتشددة نفسها.
وأسفرت تلك المواجهات، التي تعد الأعنف منذ سنوات وهدأت بعد سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، عن مقتل 13 شخصاً، بينهم قيادي في فتح قتل في كمين.
ويُعرف مخيّم عين الحلوة بإيوائه مجموعات إسلامية متشددة وخارجين على القانون. ويقطن فيه أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من الحرب على سورية.
ومن المقرر أن يصل مسؤول كبير من حركة «فتح» إلى لبنان، كما سيعقد القائم بأعمال مدير الأمن العام اجتماعاً طارئاً بهذا الشأن.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»: إن الفصائل المسلحة استولت على 8 مدارس تابعة لها، ما أجبر الوكالة على توفير بدائل لاستضافة الطلاب مع اقتراب بداية العام الدراسي.
في الأثناء، رفضت حركة «حماس» في لبنان اتهامها مع المقاومة الفلسطينية وحزب اللـه بدعم الجماعات المسلحة في مخيم «عين الحلوة».
واعتبرت «حماس» وفق قناة «الميادين» أن هذه الادعاءات «محاولات قديمة جديدة ضمن المحاولات اليائسة لتشويه صورة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية». وأكدت أنها عملت منذ اليوم الأول لتفجير أحداث المخيم من أجل وقف إطلاق النار، مشددةً على أنها ستواصل جهودها مع المخلصين كافة لتحقيق الأمن في المخيم.
وشددت على أنه لا يوجد بينها وبين الفصائل الفلسطينية في لبنان «معركة صلاحيات وسيطرة على القرار الفلسطيني»، مؤكّدةً أن هذه الادعاءات وغيرها «لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي وأعداء المقاومة الذين يعملون على تمزيق الصف الفلسطيني الداخلي».
وفي وقت سابق وصف الناطق باسم حركة «حماس»، جهاد طه، الأحداث الأخيرة في مخيم «عين الحلوة»، بأنها تمثّل «محاولات لإعادة المنطقة إلى نقطة الصفر»، مشيراً إلى أن ما يجري «فتنةُ تمارسها جهات مشبوهة تسعى إلى تفتيت وإضعاف أمن المخيمات الفلسطينية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن