«قسد» اعتقلت أكثر من 300 مناوئ لها من أبناء عشائر دير الزور والوضع الإنساني كارثي في المنطقة … الجيش يتصدى لمحاولات تسلل مجموعات إرهابية بريفي حلب وإدلب ويقضي على معظم أفرادها
| حلب - خالد زنكلو - دمشق - الوطن - وكالات
تصدت وحدات من الجيش العربي السوري في ريف إدلب لعملية تسلل قامت بها إحدى المجموعات الإرهابية واستهدفت أخرى على اتجاه ريف حلب الغربي وأوقعت معظم أفرادهما قتلى.
وقالت وزارة الدفاع في بيان لها أمس: «تصدت وحدات من قواتنا المسلحة في ريف إدلب لعملية تسلل قامت بها إحدى المجموعات الإرهابية التي حاولت الوصول إلى بعض نقاط الجيش في المنطقة ما أدى إلى مقتل معظم عناصر المجموعة الإرهابية».
وأضافت الوزارة: «كما قامت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على اتجاه ريف حلب الغربي باستهداف عناصر مجموعة إرهابية كانت تتحضر لتنفيذ اعتداءات على بعض نقاط الجيش ما أسفر عن مقتلهم بالكامل».
في الغضون، لم ينعم أبناء محافظة دير الزور بالأمن في الشطر الشرقي من نهر الفرات، حيث تسيطر ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» على المنطقة، على الرغم من إعلان الميليشيات إيقاف عمليتها العسكرية مع قوات العشائر العربية التي انتفضت ضدها رداً على المظالم التي يتعرض لها المكوّن العربي، الذي يشكل الأغلبية العظمى من التركيبة السكانية في المنطقة.
وواصل مسلحو «قسد» أمس عمليات المداهمة وتفتيش المنازل بحثاً عن مطلوبين مناوئين للميليشيات، على الرغم من إلغاء «المجلس المدني بدير الزور» التابع لما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية والتي تشكل «قسد» ذراعها العسكري، أول من أمس الحظر الكلي المفروض على أرياف دير الزور التي شهدت مواجهات مع الميليشيات منذ الـ2 من الشهر الجاري وفرض حظر جزئي بدلاً عنه.
وأكدت مصادر عشائرية في ريف دير الزور الشرقي أن «قسد» تحتجز في سجونها أكثر من 300 مناهض لها من أبناء العشائر العربية جرى اعتقالهم خلال حملات الدهم على مدار الأسبوع الأخير في جميع القرى والبلدات التي انتفضت ضدها شرق الفرات ومن شمال إلى جنوب شرق النهر وصولاً إلى بلدة الباغوز قرب مدينة البوكمال عند حدود العراق.
وأشارت المصادر لـ«الوطن» إلى أن الاعتقالات التي تجريها «قسد» لا تقتصر على مقاتلي العشائر الذين واجهوا مسلحي الميليشيات لنحو أسبوعين، قبل أن يتدخل الاحتلال الأميركي والذي يملك أكبر قاعدتين عسكريتين له بريف دير الزور الشرقي لجمع زعماء عشائر عربية مع متزعمين من الميليشيات لفرض «هدنة»، بل طالت الاعتقالات ناشطين شاركوا في الحراك الشعبي ضد «قسد»، وجرى اعتقال أكثر من 30 منهم إثر مصادرة وفحص هواتفهم المحمولة التي تضم صوراً ومقاطع فيديو عن المواجهات التي دارت بأرياف دير الزور.
وذكرت المصادر أن عمليات المداهمة ما زالت مستمرة، بل وارتفعت وتيرتها مؤخراً مع انتزاع اعترافات من الموقوفين عن مشاركتهم في المواجهات ودورهم في تأجيجها، ولفتت إلى أن جميع القرى والبلدات التي خرجت ضد الميليشيات جرى تمشيطها أكثر من مرة بحثاً عن مطلوبين.
ومن القرى والبلدات التي لا تزال تحدث فيها اشتباكات متقطعة وحملات دهم متكررة هجين والجيعة والبصيرة وأبو حمام والباغوز والحصان والدحلة، والتي اعتقل فيها وجهاء عشائر مع أبنائهم للضغط على الفارين منهم لتسليم أنفسهم، حسب قول المصادر.
وذكرت أن عودة سكان بلدة ذيبان، معقل إبراهيم الهفل زعيم قبيلة العكيدات، ما زال غير مسموحاً، على الرغم من تعهد «قسد» بعودتهم بموجب الاتفاق مع زعماء بعض العشائر العربية برعاية من المحتل الأميركي، ونوهت إلى أن اثنين من أبناء العكيدات أصيبا بجروح جراء أعيرة نارية من مسلحي الميليشيات خلال محاولتهما دخول البلدة.
ولذر الرماد في العيون، عمدت «قسد» أمس إلى إطلاق سراح 9 أشخاص من سجونها، بزعم أن التحقيقات معهم لم تثبت تورطهم في الاشتباكات، ليصل عدد المفرج عنهم منذ بداية الأحداث بدير الزور إلى 30 شخصاً، منهم والد قائد «مجلس دير الزور العسكري» أحمد الخبيل (أبو خولة) والذي اعتقل في الـ 26 من الشهر الماضي مع قيادات في المجلس من الصف الأول، ما أطلق شرارة انتفاضة قبائل دير الزور العربية ضد الميليشيا.
وعلى الصعيد الإنساني، قالت مصادر محلية في مناطق شرق الفرات: إن الوضع الإنساني بائس في جميع قرى وبلدات المنطقة، ومنذ بداية المواجهات قبل أسبوعين، في ظل حرمان «قسد» أفران المنطقة من مادة الطحين بهدف معاقبتهم، كذلك عدم توافر المواد الغذائية التي نفدت من الأسواق، مع شح المياه وانقطاعها نهائياً عن بعض القرى والبلدات.