الرباط رفضت المساعدات الجزائرية المقدمة لضحايا الزلزال … الصليب الأحمر الدولي يناشد جمع أكثر من مئة مليون دولار لمساعدة المغرب
| وكالات
ناشد الصليب الأحمر الدولي أمس جمع أكثر من 100 مليون دولار لتقديم المساعدة التي يحتاجها المغرب «بشدة»، بعد أيام من زلزال قوي أودى بحياة أكثر من 2800 شخص وأدى إلى دمار هائل في البنى التحتية في مناطق مغربية عدة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كارولين هولت: «نسعى للحصول على 100 مليون فرنك سويسري (112 مليون دولار) حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية».
وأضافت: إن الأموال مطلوبة من أجل «الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة والمأوى والاحتياجات الأساسية». وتابعت: «نحن بحاجة للتأكد من أننا نتجنّب موجة ثانية من الكوارث».
وفي موضوع متصل، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، أن جارتها المملكة المغربية رفضت المساعدات المقدمة من الجزائر بشأن أزمة زلزال مراكش، وأوضحت الخارجية الجزائرية في بيان لها، أن المملكة المغربية أعلنت أنها ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر، وذلك بعد أن كان وزير العدل المغربي قد صرح في وقت سابق أمس بقبول المغرب المساعدات الإنسانية المقترحة من طرف الجزائر.
وقالت الخارجية الجزائرية إن وزارة الشؤون الخارجية المغربية أبلغت القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء بأنه وبعد التقييم فإن المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر.
وفي وقت سابق، أعلنت الجزائر فتح مجالها الجوي لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المغرب؛ لإغاثة ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب عدة مناطق بالبلاد ليل الجمعة، وذلك على الرغم من الخلافات السياسية بين البلدين، والتي تسببت في إغلاق الجزائر لمجالها الجوي أمام الرحلات المغربية منذ عام 2021.
وأوضحت رئاسة الجمهورية الجزائرية، في بيان لها، أن الجزائر مستعدة بشكل تام لتقديم المساعدات الإنسانية، ولوضع كافة الإمكانات المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق.
في الأثناء، واصلت فرق البحث والإنقاذ من داخل المغرب وخارجه أمس، أعمال الحفر بين أنقاض المنازل المبنية من الطوب، على أمل العثور على علامات حياة، في سباق مع الزمن.
وكان زلزال يوم الجمعة الماضي الذي بلغت قوته سبع درجات الأكثر دموية الذي يضرب الدولة الواقعة في شمال إفريقيا منذ زلزال عام 1960، الذي دمّر مدينة أغادير على ساحل المحيط الأطلسي، وأسفر عن مقتل ما بين 12 و15 ألف شخص.
وحسب آخر حصيلة لعدد ضحايا زلزال يوم الجمعة الماضي الذي كان مركزه إقليم الحوز جنوب غرب المغرب، فقد لقي ما لا يقل عن 2862 شخصاً حتفهم وأصيب أكثر من 2500 آخرين في المأساة الأخيرة، وفقاً لحصيلة رسمية صدرت في وقت متأخر أول من أمس الإثنين.
وأذِن المغرب لفرق الإنقاذ من بريطانيا وقطر وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة بتقديم المساعدة له، لكنّه رفض حتى الآن عروضاً من عدة دول أخرى، من بينها الولايات المتحدة.
ودافعت هولت أمس عن الوتيرة البطيئة التي تستقبل فيها المملكة مزيداً من المساعدات الدولية، وأشارت إلى أنّ «هذا حدث ساحق.. كان من شأنه أن يربك العديد من المجتمعات»، مضيفة: إنّ «التنسيق والدراسة المتأنّية في هذه اللحظة أمر أساسي»، وأنّ الأمر «معقّد للغاية للوصول إلى هذه المناطق التي يصعب الوصول إليها، وما زالت الاحتياجات تتزايد».
وقالت: «لذلك أعتقد أن الحكومة المغربية تتخذ خطوات حذرة فيما يتعلق بالانفتاح وقبول عروض الدعم الثنائية… وتركّز على نافذة البحث والإنقاذ قبل أن تغلق هذه النافذة للأسف، وهو ما سيتمّ بالتأكيد في الساعات المقبلة».