كيم جونغ أون في روسيا.. وموسكو: لا نهتم وبيونغ يانغ بتحذيرات واشنطن … بوتين: علاقاتنا مع الصين وصلت إلى مستوى تاريخي غير مسبوق
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات بين روسيا والصين وصلت إلى مستوى تاريخي «لا مثيل له»، مشدداً على أنه ستتم مواصلة العمل المشترك بين البلدين، مؤكداً من جانب آخر أن الاقتصاد العالمي يتغير بسبب تقويض الغرب وتخريبه المنظومات الاقتصادية والمالية والزراعية، وجراء ذلك تتوسع قائمة الدول التي ترفض الشروط الغربية، بالتوازي بدأ الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون زيارة إلى روسيا أمس، تعد دفعة جيدة لتطوير العلاقات الواسعة والاتصالات المباشرة بين البلدين.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بوتين قوله خلال لقائه نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد في روسيا: إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا في آذار الماضي، بعد إعادة انتخابه تعكس مستوى العلاقات التاريخي الذي وصل إليه البلدان.
ويعقد المنتدى الاقتصادي الشرقي الثامن في الفترة ما بين الـ10 والـ13 من أيلول الجاري في مدينة فلاديفوستوك الروسية، ضمن حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية.
إلى ذلك أكد بوتين أن الاقتصاد العالمي يتغير بسبب تقويض الغرب وتخريبه المنظومات الاقتصادية والمالية والزراعية، وجراء ذلك تتوسع قائمة الدول التي ترفض الشروط الغربية، ويزداد استعدادها للتعاون من أجل البشرية جمعاء.
وأوضح بوتين في كلمة أمس خلال الجلسة العامة للمنتدى أنه على خلفية عمليات الهدم التي يقوم بها الغرب تتطور العلاقات الاقتصادية بين دول مختلفة من العالم لبناء نظام قائم على التعددية القطبية، حيث تضع مشاريعها الوطنية في مجال المواصلات والصناعة والتجارة وغيرها، لما فيه خير جميع الشعوب، لذا فإن الانفتاح والسعي للوصول إلى نتائج هو عامل المنافسة الأساس في المنطقة الأوراسية، وهو ما يحدد وتيرة تنمية الاقتصاد.
وأشار بوتين إلى أن حجم التجارة بين روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفع بنسبة 13.7 بالمئة خلال العام الماضي وبنسبة 18.3 بالمئة خلال النصف الأول من العام الجاري، مبيناً أن التعاون التجاري والاقتصادي سيستمر في التطور وأن الشرق الأقصى هو أولوية إستراتيجية لروسيا خلال القرن الحادي والعشرين وهناك امتيازات على مستوى الجمارك والضرائب داخل روسيا لمساعدة أوساط الأعمال في الشرق الأقصى.
ولفت بوتين إلى أن ديناميكيات الاستثمار في الشرق الأقصى أسرع بثلاث مرات من ديناميكيات الاستثمار في عموم روسيا، حيث يزداد استخراج الذهب والفحم ويتم العمل في 35 بالمئة فقط من حقول ومناجم المعادن في الشرق الأقصى، وذلك يعطي ضماناً لمخزون روسيا الإستراتيجي من المواد الخام، كما يجري العمل على مد الغاز إلى المناطق الشرقية لتأمين الطاقة النظيفة لها.
وبين بوتين أن رجال الأعمال الروس واجهوا مشكلة الاستيلاء على مواردهم، ومن يقومون بذلك لا يفهمون التداعيات السلبية، ولا يدركون أن هذا هو السبب في انخفاض التعامل بالدولار والتحول إلى التسوية بالعملات الأخرى، مشيراً إلى أن تجميد الموارد الروسية لم يكن مشكلة بحد ذاتها فقد تمكنت البلاد من جني ضعف ما تم تجميده من احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية.
وأكد بوتين أن سلاسل الإنتاج عادت للعمل بشكل طبيعي، وعادت العملة الوطنية للارتفاع، لذلك يجب أن نتفق مع أوساط الأعمال أن العمل داخل روسيا أكثر أماناً حتى لا نقع في الحفرة نفسها مرتين. وبين أنه لا توجد مشاكل مستعصية فيما يتعلق بسعر صرف الروبل، في إشارة إلى أن السلطات تمتلك جميع الأدوات اللازمة لدعم العملة الوطنية.
وقال بوتين: إن الحكومة الروسية لن تتخذ إجراءات مفاجئة لحل المشكلات المرتبطة بسعر صرف الروبل، كما أن الحكومة لا ترى وجود ضرورة لزيادة الضرائب، مضيفاً: إن المركزي الروسي رفع سعر الفائدة الرئيسي في الوقت المناسب لدعم الروبل، وشدد على أنه لا توجد مشاكل أو صعوبات لا يمكن التغلب عليها فيما يتعلق بسعر صرف الروبل.
وفي لقاء مع مديري جلسات منتدى الشرق الاقتصادي عقب الجلسة العامة أعلن بوتين أن روسيا تعمل على تصنيع سلاح جديد سيكون قادراً على ضمان الأمن في أي بلد، قائلاً: إذا نظرنا إلى قطاع الأمن فإن الأسلحة المبنية على مبادئ فيزيائية جديدة ستضمن أمن أي بلد في المستقبل القريب، نفهم ذلك بشكل جيد ونعمل على تحقيقه.
وتعتمد الأسلحة المصنعة بخواص فيزيائية جديدة على استخدام تكنولوجيات ومبادئ تشغيل حديثة نوعياً أو غير مستخدمة سابقاً، وتشمل هذه الأنواع على وجه الخصوص أسلحة الليزر والأشعة فوق الصوتية والترددات الراديوية وغيرها.
ويعد منتدى الشرق الاقتصادي منصة لجذب الاستثمارات إلى منطقة الشرق الأقصى الروسي، ومناقشة التحديات التي تواجه الاقتصاد في روسيا وفي العالم.
في غضون ذلك وصل صباح أمس رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون إلى روسيا بالقطار، وكان في استقباله وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي ألكسندر كوزلوف وعدد من المسؤولين الكوريين.
والتقطت عدسات المصورين مشهد خروجه من القطار، حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين الروس، ونشر مقطع الفيديو الصحفي المختص بشؤون الكرملين بافيل زاروبين.
وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، أجرى الضيف مباحثات مع وزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي ألكسندر كوزلوف. وأكد الوزير وجود علاقات ودية طيبة وعميقة منذ فترة طويلة مع هذه الدولة الجارة، وهناك آفاق كبيرة للتعاون معها في مجالات الزراعة والبناء والسياحة وغيرها من المجالات.
وأشار إلى أن زيارة من هذا المستوى، تعد دفعة جيدة للتطوير الأكثر نشاطاً للعلاقات الواسعة والاتصالات المباشرة مع كوريا الشمالية.
وأول من أمس الإثنين، أعلنت الخدمة الصحفية للكرملين عن زيارة رسمية «وشيكة» للزعيم الكوري الديمقراطي إلى روسيا بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بدوره، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن موسكو وبيونغ يانغ لا تهتمان بالتحذيرات الأميركية لكوريا الديمقراطية من مغبة تزويد روسيا بالسلاح.
ونقلت وكالة «تاس» عن بيسكوف قوله في تصريحات: عندما يتعلق الأمر بتنفيذ العلاقات مع جيراننا، بما في ذلك كوريا الديمقراطية، فإن أكثر ما يهمنا هو مصلحة الدولتين، وليس تحذيرات واشنطن، نحن نركز على مصلحة الدولتين بالذات.
وأشار بيسكوف إلى أن المباحثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون في موسكو ستركز على تطوير العلاقات الثنائية.
من جانب آخر، صرح بيسكوف بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس بحاجة إلى الاجتماع بزعماء الدول الغربية. وفي تعليقه على تصريح لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مفاده بأن «الرئيس الروسي يفتقر إلى الشجاعة للقاء زملائه في مجموعة العشرين منذ عامين»، قال بيسكوف: لا يحتاج بوتين حالياً إلى الاجتماع بهؤلاء الأشخاص، لأن هذا الاجتماع لا يمكن أن يضيف أي شيء بناء إلى جدول أعمالنا، ننطلق بالدرجة الأولى من اعتقادات هؤلاء الممثلين لدول الغرب الجماعي، وننطلق من تصريحاتهم، مضيفاً: إنه عندما يحين الوقت للقاء الزعماء المذكورين، سيتم ذلك بالتأكيد.
وفي سياق آخر، أكد بيسكوف أن هناك خططاً لإجراء اتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ في غضون أشهر قليلة.
في غضون ذلك، دعا نائب وزير الخارجية الروسية أندريه رودينكو الولايات المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها كرئيس لمجموعة العشرين في عام 2026، موضحاً أنه يجب عليها ألا تعرض أي جهة للإقصاء القسري وتضمن المشاركة المتساوية لجميع دول المجموعة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن رودينكو قوله للصحفيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في روسيا: ما حدث على سبيل المثال مع قمة «أبيك» عندما منعت الولايات المتحدة في انتهاك لالتزاماتها علناً ممثلي عدد من الدول من المشاركة في القمة، على الرغم من مشاركة اقتصادات «أبيك»، مضيفاً: إنه عندما كانت هناك مفاوضات منذ سنوات، أفهم أن الأميركيين قطعوا التزامات معينة، وتعهدوا بالوفاء بجميع المتطلبات التي يفرضها رئيس المنظمة، دعونا نر.
من جانب آخر، أعلن رودينكو أن روسيا مستعدة لإبلاغ كوريا الجنوبية بنتائج زيارة رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون إلى روسيا في حال تلقي طلب بذلك من سيئول.
وأضاف رودينكو: لديهم سفارة في موسكو، وإذا أرادوا، يمكننا تقديم المعلومات المتوافرة لدينا، موضحاً: اتصالاتنا مع كوريا الجنوبية لا تزال مستمرة على الرغم من أن كوريا الجنوبية انضمت إلى العقوبات لكنها تبقى شريكاً تجارياً لنا ولدينا مصالح مشتركة من وجهة نظر استقرار الوضع في شمال شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية.
إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إن نية واشنطن إمداد أوكرانيا بالصواريخ الأميركية البعيدة المدى والمزودة بالقنابل العنقودية ستؤدي إلى تصعيد الأزمة أكثر.
وأوضحت زاخاروفا أنه في حال استمرار الإمدادات الأميركية والغربية من الأسلحة لأوكرانيا وتحديدا الصواريخ بعيدة المدى ستؤثر بشكل سلبي في سير الصراع وتؤدي إلى تصعيد الأزمة الأوكرانية أكثر وسقوط المزيد من الضحايا.
وأضافت: إمدادات الأسلحة ليست مجرد عامل مزعزع للاستقرار، ولكنها عامل مثير للصراع، وعمليات التسليم التي سينفذها الاتحاد الأوروبي أيضاً تنتهك عدداً كبيراً من الوثائق التي قدمها الأوروبيون أنفسهم.
وأفادت وكالة «رويترز» في وقت سابق نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين إن إدارة البيت الأبيض على وشك الموافقة على توريد صواريخ بعيدة المدى مزودة بقنابل عنقودية إلى أوكرانيا.