قضايا وآراء

هل يخسر بايدن الانتخابات بسبب عمره؟

| دينا دخل الله

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يبدو أن أرقام الرئيس الأميركي جو بايدن لا تدعو للتفاؤل، ففي استطلاع جديد قامت به شبكة «سي إن إن» الإخبارية أكد 67 بالمئة من الناخبين الديمقراطيين والمقربين منهم، أن الحزب يجب أن يرشح شخصاً آخر غير الرئيس الحالي ليخوض الانتخابات، وبلغت نسبة الموافقة على أداء بايدن لوظيفته 39 بالمئة فقط من جميع الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع، وقال 58 بالمئة: إنهم يعتقدون أن سياسات بايدن جعلت الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة أسوأ.

ويتوافق الاستطلاع الأخير مع نتائج استطلاعات أخرى قامت بها «أسوشيتد برس» ومركز «NORC» لأبحاث الشؤون العامة التي أكدت أن 63 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم لا يوافقون على تعامل بايدن مع الاقتصاد.

وإضافة إلى ذلك يبدو أن عمر بايدن يشكل قلقاً كبيراً في الشارع الأميركي إذ قال 73 بالمئة من الأميركيين: إن كبر عمره قد يؤثر سلباً على كفاءته العقلية والجسدية، وأعرب 76 بالمئة عن قلقهم بشأن قدرته على الخدمة لأربع سنوات أخرى إذا أعيد انتخابه.

بالمقابل يرى بعض المراقبين أن سياسات بايدن ناجحة لكن كبر سنه قد يكون السبب الرئيسي لتراجع أرقامه في استطلاعات الرأي، في هذا الخصوص كتب جوناثان فريدلاند في صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالاً أكد فيه أن «مأساة بايدن هي أن الناس يرون عمره وهشاشته ولا ينتبهون للصورة الأكبر»، ويـرى الكاتــب أن الصــورة الأكبر التي يجب على الجميــع الانتبــاه إليهــا هــي أن «فترة بايدن الرئاسية كانت ذات أهمية كبيرة وهي فترة تحول وتغيير، ففي أقل من ثلاث سنوات استطاع بايدن أن يبني سجلاً يجب أن يوحد التقدميين في الولايات المتحدة بما في ذلك الذين ينتمون إلى اليسار الراديكالي»، كما أن بايدن حسب الكاتب ابتكر «أنموذجاً اقتصادياً ألهم الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في بريطانيا»، ويضيف الكاتب: «لكن من المؤسف بالنسبة لبايدن أن السياسة والحكومة شيئان مختلفان فالأمر يتطلب أكثر من مجرد سجل من الحكم الرشيد حتى يتم إعادة انتخاب الرئيس، لأن الناخبين يدلون بأصواتهم لتحسين المستقبل وليس للثناء على الماضي».

ولعل الخوف والقلق الذي يتقاسمه الأميركيون هو أن بايدن الذي سيبلغ من العمر 86 عاماً في نهاية فترة ولايته الثانية، في حال أعيد انتخابه، لن يكون قادراً على قيادة البلاد، مع العلم أن منافسه الأقوى الرئيس السابق دونالد ترامب يصغره بثلاث سنوات فقط، لكن ترامب يتمتع بحضور ونشاط وقدرة على إبراز نفسه.

قد يكون التحدي الأكبر الذي يواجه الديمقراطيين في الفترة القادمة هو تذكير الناخبين بإنجازات بايدن على الصعيد الاقتصادي والبيئة والتعليم على أمل أن يساعد هذا في تغاضي الناخبين عن كبر سن الرئيس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن