محزن ومخز ما يجري في المنتخب الأولمبي، المنتخب الذي كنا نعول على أفراده، نعم أفراده، وليس جهازه الفني، بعض الأمل لكي يكونوا بيضة القبان ويرموا بأثقالهم ومهاراتهم وخبراتهم التي من المفترض قد اكتسبوها من كثرة التحضير والمشاركات، ولكنهم كالعادة كانوا استمراراً لمسلسل الخيبات التي ترافق عمل من يقوم على إدارة الكرة السورية وبهذه العقلية.
الأولمبي الذي ظهر عاجزاً كما عجز جهازه الفني، زاد من عجزه «ولدنة» عدد من لاعبيه وطريقة اعتراضهم على الحكام، ما يدلل على غياب النضج الذهني، وحتى فرض الشخصية الإدارية على اللاعبين الذين يعترضون على «الطالعة والنازلة» وعلى رأسهم كابتن الفريق الذي لم يوفر فرصة للاحتجاج إلا واستغلها بكل طيش!
ماذا فعل الجهاز الفني خلال التصفيات، وهل يظن أن الفوز على بروناي يكفي لكفكفة الدموع؟ أين اللمسات الفنية؟ وأين الوعود؟ بل أين شخصية الفريق؟ وهل الإصرار على تبديل أوليفر بشكل دائم دليل قوة أم ضعف؟
هفوات الدفاع القاتلة، وأخطاء الحارس الكارثية، وغياب باقي الخطوط، تدفعنا للتساؤل عن جدية فترات التحضير السابقة، وعن الوقت والأموال المهدورة، وعن أشياء كثيرة لن تتسع الزاوية لذكرها.
في ذات الوقت تابعنا فريق الرجال، وما قدمه لاعبون يفترض أنهم النخبة السورية، والدوليون الذين لا يشق لهم غبار، تعادل وفوز، من دون وجود أي شيء يذكر سوى تحول بوصلة بعض المتابعين الذين يفترض أنهم فنيون، وعدد لا بأس به من الإعلاميين في الحديث عن المنتخب فقط لأنه فاز!
نأسف على تعامل كهذا وتقلبات كهذه مبنية على المزاج الخاص وليس على الوقائع والواقع، فهذا المنتخب من المفترض أنه سيمثلنا في التصفيات المونديالية القادمة، والنهائيات الآسيوية في قطر، وحتى اليوم يبدو مترهلاً في كل شي، والفوز على الصين التي لم تكن بالفورمة ليس مقنعاً، ولا ينم عن عمل فني يقدمه المدربون، فقط ما لمسناه هذه الألفة التي افتقدناها منذ سنوات بين عمر السومة ورفاقه، حيث أبدوا التفافاً عاطفياً مع بعضهم وكنا نتمنى أن يكون حاضراً في الاستحقاقات التي خسرناها سابقاً للسبب نفسه.
بصريح العبارة، حتى لو فزنا أو تأهلنا فلن يغير في الأمر شيئاً، لأننا أولاً لم نلمس التغيير المطلوب فنياً رغم كل هذا البذخ، ولا في طريقة التعامل مع ملف اللعبة بشكل عام، لكون العقلية ذاتها لا تزال تهيمن على كل تفاصيل اللعبة.
المطالبة بالرحيل ليست حلاً، ولكن المطالبة بتغيير النهج والعقلية هي الحل.