دعوات إلى تكثيف الرباط في «الأقصى» خلال الأيام المقبلة لمواجهة اعتداءات المستوطنين … الاحتلال ينفذ حملة اقتحامات ويعتقل عدداً من الفلسطينيين في الضفة
| وكالات
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس منزل الأسير محمود العارضة، قائد عملية «نفق الحرية»، في قرية عرابة في جنين، واعتقلت شقيقه الأسير المحرر شدّاد في قباطية جنوب جنين، في وقت تواصلت فيه الدعوات الفلسطينية للحشد وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، التي يخطط فيها المستوطنون لاقتحامات واسعة مستغلين ما يسمى موسم «الأعياد» اليهودية.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية، شهد فجر أمس اقتحامات واعتقالات نفّذتها قوات الاحتلال في مناطق من الضفة الغربية، إذ اقتحمت المنطقة الجنوبية في جبل كرباج في مدينة الخليل. كما اعتدت على مسنّ فلسطيني بالضرب على الصدر والكتف أمام بيته في مخيم العروب شمال الخليل، وتم نقله إلى المستشفى.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد أشرف عمار من بلدة قفين شمال شرق طولكرم، والشقيقين جواد ومجدي الكزحة، عقب محاصرة منزلهما في بلدة قباطية. كما اعتُقل شبان من جلقموس وطوباس وبلدة الرام في القدس المحتلة.
كذلك، نفّذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة دير دبوان شرق رام الله، وتصدّى شبان فلسطينيون لمركبات المستوطنين قرب بلدة عزون شرق قلقيلية. وعلى مدخل فوريك شرق نابلس، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت، وذلك خلال مواجهات مع الشبان.
وأفادت مصادر محلية بإلقاء شبان عبوةً ناسفةً محلية الصنع تجاه مستوطنة «بسجوت» شرق محافظة رام الله والبيرة.
كما نفّذت قوات الاحتلال اقتحامات واسعةً في بلدة بيتا جنوب نابلس، بحثاً عن منفّذ عملية حوارة التي أُصيب فيها مستوطنون إسرائيليَون، أول من أمس الثلاثاء، في إطلاق نار, وحينها، وإثر العملية، شدّدت قوات الاحتلال إجراءاتها على الحواجز العسكرية في محيط مدينة نابلس، ومنعت الطواقم الطبية من التوجه إلى البلدة عبر حاجز حوارة. وذكرت عدّة وسائل إعلام إسرائيلية أنّ إصابة أحد الجرحى جاءت في رأسه، وحسب «القناة الـ12» الإسرائيلية، تمّت عملية إطلاق النار في حوارة «من سيارة فلسطينية مسرعة انسحبت من المكان».
وفي أعقاب العملية، دفع الاحتلال بتعزيزات كبيرة مِن قواته إلى المكان، بحيث شرعت بأعمال تفتيش وبحثٍ عن المنفذ الذي تمكن من الانسحاب، كما تناقلت وسائل إعلام محلية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال أغلقت حواجزها المحيطة بمدينة نابلس.
في الغضون، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أمس المجتمع الدولي بتشكيلاته ومكوناته كلها، بالتدخل الفوري والجدي لإنقاذ حياة الأسير أحمد مناصرة، المحتجز في عزل معتقل «أيالون»، والذي يتعرض لجريمة منافية لكل القيم الإنسانية والأخلاقية.
وأوضح فارس، في بيان صدر عن الهيئة، أن مناصرة يعيش في العزل الانفرادي منذ عامين، ويمر بحالة صحية ونفسية صعبة ومعقدة، واستمرار احتجازه يشكل تهديداً حقيقياً على حياته، خاصة أنه على مدار سنوات اعتقاله الثماني الماضية مورست بحقه كل أساليب التعذيب والتنكيل.
وقال فارس: «اعتُقل أحمد طفلاً، ولم يراع صغر سنه ولا بنيته الجسدية الضعيفة، وتم إطلاق النار عليه واعتقاله بطريقة إجرامية، وخضع لتحقيق قاسٍ تعرض خلاله للضرب والتعذيب والتهديد، وحوكم على أسس عنصرية فاشية، وكل ذلك حوّل براءته إلى ضحية دفعت وتدفع ثمن هذا الاحتلال القذر».
وأضاف: «من غير المقبول أن تستمر الجريمة بحق مناصرة بهذا الشكل، وأن يُترك فريسة للعزل وفاشية هذا الاحتلال، وسكوت المؤسسات الحقوقية الإنسانية عن حالته ووضعه يُفقدها رسالتها، لذلك يجب أن ترتفع الأصوات وتوحد الجهود لنقله فوراً إلى مستشفى مدني، وممارسة كل أشكال الضغط للإفراج عنه».
من جهة ثانية، تواصلت الدعوات الفلسطينية للحشد وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى خلال الأيام المقبلة، التي يخطط فيها المستوطنون لاقتحامات واسعة مستغلين ما يسمى موسم «الأعياد» اليهودية.
وحسب وكالة «شهاب» الإخبارية الفلسطينية، شددت الدعوات على ضرورة شد الرحال إلى «الأقصى» في هذا الوقت، لإفشال مخططات المستوطنين ومحاولات التهويد المستمرة بحق المسجد المبارك ومدينة القدس المحتلة، إضافة إلى دعم المقدسيين والمرابطين الذين يتعرضون لمضايقات متكررة من جيش الاحتلال.
وأشارت الدعوات إلى أهمية توجه كل من يستطيع الوصول إلى الأقصى سواء من القدس أم الداخل المحتل أو الضفة الغربية، وتحدي إجراءات الاحتلال وقيوده المستمرة حول المدينة المقدسة.
وفي وقت سابق، حذر مختصون ومراقبون في مدينة القدس المحتلة من عسكرة الاحتلال للمدينة، وتحويل البلدة القديمة والمنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، قبيل الاقتحامات الواسعة المقررة للمستوطنين منتصف الشهر الجاري.
وتنطلق اقتحامات المستوطنين في موسم «الأعياد» اليهودية منتصف أيلول الجاري، بإحياء ما يسمى عيد رأس السنة اليهودية الذي يستمر يومين، عبر تنظيم اقتحامات كبيرة للأقصى والبلدة القديمة.
ويلي ذلك ما يسمى «عيد الغفران» في الرابع والعشرين من أيلول، ويستمر أسبوعاً، وينفذ فيه المستوطنون اقتحامات واسعة للأقصى، ثم يليه «عيد العرش» في التاسع والعشرين من الشهر ذاته ويستمر يومين، ويتخلل الاقتحامات تدنيس للأقصى وأداء طقوسٍ «تلمودية».
وتحاول جماعات ما يسمى «الهيكل» خلال الأعياد اليهودية، فرض وقائع جديدة في القدس من خلال أداء المستوطنين طقوساً «تلمودية».