الرياض أكدت على علاقات بناءة مع طهران.. والأخيرة: نسعى مع بكين لتطوير الأمن الجماعي … عبد اللهيان: نرحب بالتزام العراق بالاتفاق الأمني … حسين: لن نسمح باستخدام أراضينا للاعتداء على دول الجوار
| وكالات
رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعد محادثات مع نظيره العراقي فؤاد حسين بالتزام العراق بالاتفاقية الأمنية بين الجانبين حول إبعاد المجموعات المسلحة عن حدود إيران، في حين أكدت طهران أمس الأربعاء أن المواقف المناهضة لها في البرلمان الأوروبي أضرت بالعلاقات الثنائية، لافتة إلى أنه لا يمكن للدول الأوروبية أن تتوقع تنفيذ إيران الكامل للاتفاق النووي وهذه الدول لا تفي بالتزاماتها.
تزامن ذلك مع تأكيد إيران أنها تسعى مع الصين إلى تطوير علاقاتهما الثنائية والأمن الجماعي، على حين أكد السفير السعودي لدى طهران عبد اللـه بن سعود العنزي أن العلاقات السعودية الإيرانية ستكون بناءة وقائمة على المصالح المشتركة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقب محادثاته مع نظيره العراقي في طهران، أكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تتمتع بأفضل العلاقات الثنائية الإقليمية والدولية مع العراق. وقال: «التجربة أظهرت أن إيران جادة في ضمان الأمن القومي للبلاد، ويسعدنا أن كبار المسؤولين في الحكومة العراقية ووزير الخارجية العراقي قدموا اليوم معلومات جيدة فيما يتعلق بإبعاد العناصر الإرهابية من حدود إيران».
وتابع: «نعتقد أن الإرهاب لا يعرف الخير والشر، وفي هذا السياق، نحن سعداء بالتزام العراق بتنفيذ الاتفاقية الأمنية، وإن منح الفرصة للإرهابيين ولو لساعة واحدة يضر بأمن إيران والعراق والمنطقة، وحتى إقليم كردستان في جمهورية العراق».
وشدد أمير عبد اللهيان على «إزالة وصمة الإرهاب السوداء من الصفحة البيضاء المفتخرة للعلاقات الإيرانية العراقية الحالية»، مضيفاً إن هناك روابط دينية وثقافية واجتماعية وجغرافية وحتى صلة قرابة بين البلدين.
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين خلال المؤتمر الصحفي: «لقد تم تحديد خريطة الطريق للاتفاقية الأمنية، بتعاون الحكومة المركزية وحكومة الإقليم(كردستان)، وسينتهي تنفيذ هذه الخطة خلال يومين».
وأضاف إن العراق ملتزم بخريطة الطريق ويحاول الوصول إلى الهدف النهائي المتمثل بـ«نزع السلاح من الجماعات الإرهابية على حدود إيران والعراق، ونقل بعض مخيمات اللاجئين من النقاط الحدودية، تحت إشراف الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين».
ولفت حسين إلى أن الدستور العراقي لا يسمح لأي جماعة باستخدام الأراضي العراقية لمهاجمة دول أخرى، قائلاً: إن مسألة التعاون الأمني بين العراق وإيران مبنية على الدستور العراقي.
وقبل أيام، شدّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بافل طالباني، على أن وجود إرهابيين في إقليم كردستان وأعمالهم ضد أمن إيران أمر خطير، ويتعارض مع الدستور العراقي والعلاقات الودية الثنائية، لافتاً إلى أنه لا يجوز لأي طرف المساس بأمن جيران العراق.
من جهة ثانية، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس أن المواقف المناهضة لإيران في البرلمان الأوروبي أضرت بالعلاقات الثنائية، متوقعاً منه ألا يسمح لبعض المجموعات بالإدلاء ببيانات غير بناءة ولا أساس لها.
ونقلت وكالة «إرنا» عن كنعاني قوله رداً على مواقف وتصريحات رئيس البرلمان وبعض ممثلي الاتحاد الأوروبي: إن هذه المواقف والتصريحات تتوافق مع استمرار السياسة الفاشلة تجاه واقع المجتمع والشعب الإيراني، كما أنها تشير إلى عدم جهوزيتهم وارتباكهم أمام استقرار وعقلانية وسلطة إيران.
وأضاف كنعاني: إن تطبيق منطق التدخل واللجوء إلى الضغط السياسي الدعائي العقيم ضد منطق الإعداد للتفاعل المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة يكشف عن عدم جدية وعدم أمانة البعض في أوروبا في التعامل مع إيران.
وأوضح كنعاني أن التصريحات التدخلية لبعض أعضاء البرلمان الأوروبي تعكس بوضوح مدى فعالية بعض السياسيين الأوروبيين إزاء حملات التضليل، مشيراً إلى إنهم في أحسن الأحوال قد وقعوا في مستنقع المداولات المنحازة والظالمة.
ولفت كنعاني إلى أن المواقف المناهضة لإيران في البرلمان الأوروبي تسببت بإلحاق ضرر كبير بالعلاقات الثنائية بينهما.
في غضون ذلك، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أنه لا يمكن للدول الأوروبية أن تتوقع من إيران التنفيذ الكامل لخطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) وهذه (الدول) لا تفي بأي من التزاماتها.
ونقلت وكالة «إرنا» عن إسلامي قوله على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني أمس: من الطبيعي أن نتراجع عن التزاماتنا بسبب عدم التزام الجانب الآخر بتعهداته بموجب خطة العمل المشترك الشاملة، وهذا واضح ونحن نفعل ذلك وفقاً لقانون العمل الإستراتيجي لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الإيراني.
وأضاف إسلامي: طالما أن الغربيين لم يفوا بالتزاماتهم، ولم يتم إلغاء الحظر عن إيران بشكل كامل فمن الطبيعي أن نستمر في العملية نفسها، وهذا واضح أيضاً في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال إسلامي: يمكن أن تقوم أي مجموعة بتحرك سياسي في أي لحظة، والعملية الحالية تدل على أن الأجواء لا تتجه نحو إصدار قرار أو تحركات من شأنها أن تجبر إيران على اتخاذ ردود فعل قانونية حازمة وحاسمة.
وبالتزامن، أكد مساعد الرئيس الإيراني للشؤون البرلمانية سيد محمد حسيني أمس أن إيران والصين باعتبارهما حضارتين مهمتين وتاريخيتين في غرب وشرق آسيا، تسعيان إلى تطوير العلاقات والأمن الجماعي.
ونقلت وكالة «إرنا» عن حسيني قوله بمناسبة الذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية: أصبحت الصين واحدة من أهم وأكبر الدول وأكثرها تأثيراً في العالم في المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والتكنولوجية، ولها منظور واضح لمواصلة طريق التنمية الوطنية والازدهار.
وأشار حسيني إلى القفزات الكبيرة التي حدثت في العلاقات بين إيران والصين في السنوات الأخيرة وقال: أكد الجانبان دائماً على أن تعزيز العلاقات الثنائية بغض النظر عن التطورات الدولية مدرج في جدول أعمال سياستهما الخارجية، كما يسعى الجانبان إلى التنمية والأمن الجماعي.
في سياق متصل، اعتبر سفير جمهورية الصين لدى إيران جانغ هوفا أن العلاقة والصداقة بين إيران والصين متجذرة، وقد نجحتا في خلق الرخاء الاقتصادي وإقامة العلاقات الدبلوماسية.
إلى ذلك، أكد السفير السعودي في إيران عبد اللـه بن سعود العنزي أن العلاقات بين طهران والرياض ستكون بناءة ووثيقة وقائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار ومعززة بكل المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية.
وحسب «إرنا»، قال العنزي خلال حضوره أول من أمس حفل الذكرى الـ74 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية المقام بالسفارة الصينية في طهران: نقدر عالياً جهود الصين في إنجاز اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، والتركيز على الاتفاقية الإدارية، والتعاون الثنائي البناء في كثير من المجالات والاتفاقية الأمنية المشتركة التي تعزز التعاون.
وأضاف العنزي: كان هناك انعكاس لهذا الاتفاق على كثير من الملفات بما يسهم في تعزيز التعاون بين البلدين الجارين لإحلال السلام وتعزيز الأمن في المنطقة وتحقيق الرفاه لشعوبهما.
وأشار العنزي إلى توجيه دعوة رسمية من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض.