الموفد الفرنسي تابع جولته على السياسيين اللبنانيين في إطار أزمة الشغور الرئاسي … وقف إطلاق النار في مخيم «عين الحلوة» لم يصمد و«فتح» تصد هجوما لـ«الشباب المسلم»
| وكالات
أصدرت حركتا «فتح» و«حماس»، أمس الأربعاء، بياناً مشتركاً أكّدتا فيه الالتزام الكامل بقرار «هيئة العمل الفلسطيني» المشترك تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم «عين الحلوة» جنوب صيدا في جنوب لبنان، لكن وقف إطلاق النار هذا بدا هشاً، حيث شهد المخيم اشتباكات عنيفة بين «فتح» ومجموعات مسلحة أو ما يسمى بـ«الشباب المسلم» استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ومن جهة ثانية تابع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته على السياسيين اللبنانيين في إطار المبادرة الفرنسية بشأن أزمة الشغور الرئاسي.
البيان الذي أصدرته حركتا «حماس» و«فتح» جاء بعد اجتماع مسؤولين من الحركتين في بيروت تناول الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة، وشدّد البيان على قرار هيئة العمل الفلسطيني تسليم المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي للقضاء اللبناني. وأكّد العمل على «تسهيل عودة المهجرين إلى منازلهم وإخلاء المدارس بأسرع وقت وإعادة الإعمار بالسرعة القصوى»، وذلك حسب قناة «الميادين».
من جهتها ذكرت مصادر إعلامية لبنانية أن المخيم شهد أمس اشتباكات عنيفة بين «فتح» والمجموعات المسلحة او ما يسمى بـ«الشباب المسلم» استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية التي سقط عدد منها في محيط المخيم ولا سيما بالقرب من ثكنة محمد زغيب العسكرية والجامعة اللبنانية ومهنية صيدا والحسبة ومدخل صيدا الجنوبي الذي بدا خاليا من اي حركة سير بعدما تساقط عليه الرصاص الطائش الذي طاول ايضا عدة احياء في مدينة صيدا.
والاشتباكات الدائرة لم تسفر عن تقدم أي من الجهتين على مواقع بعضهما البعض، فيما أدت الاشتباكات إلى سقوط قتيلين وأربعة جرحى تم ادخالهم الى مستشفى الهمشري في صيدا.
ولم تفلح الاتصالات والاجتماعات التي تمت أمس على أعلى المستويات في تثبيت وقف اطلاق النار الذي كان يصمد لساعات ثم ما يلبث أن ينهار بفعل تجدد الاشتباكات وسط استمرار نزوح الاهالي إلى خارج المخيم.
وفي اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام لفت المسؤول الاعلامي في حركة «فتح» يوسف الزريعي الى أن ما حصل أمس هو تعرض مواقع «فتح» لهجوم من قبل القوات الارهابية ما اضطر عناصرنا للرد عليها ولا سيما عند محور جبل الحليب – حطين، ومحور التعمير – البركسات، لافتا ان ليس هناك أي تقدم لكلا الطرفين على المواقع التابعة لهما وأن ما يجري ليس بعملية عسكرية لـ«فتح» وإنما صد هجوم الجماعات الارهابية.
وردا على سؤال أشار الزريعي: هناك قرار اقليمي خارجي حرض على اشعال فتيل الفتنة داخل المخيم لتنفيذ المشروع التدميري والتهجيري ضد شعبنا، وكما قال اخونا المشرف العام على الساحة اللبنانية في «فتح» عزام الاحمد فإن الاجهزة اللبنانية رصدت اتصالات من جهة خارجية تحرض على اشعال فتيل الفتنة في عين الحلوة.
وختم الزريعي: الحل هو من خلال عملية لبنانية فلسطينية، ونحن في «فتح» وقوى فلسطينية اتفقنا مع الدولة اللبنانية بإعطاء مهلة زمنية لن تكون بطويلة من اجل ان يسلم هؤلاء المجرمين انفسهم وبحال لم يتم تسليمهم سيكون هناك كلام آخر.
وعُقد اجتماع في السفارة الفلسطينية في بيروت، أول من أمس الثلاثاء، ضم وفدين من حركتي فتح وحماس، بحيث ترأّس وفد حركة فتح عضو لجنتها المركزية والمشرف على الساحة اللبنانية في الحركة عزام الأحمد، وترأّس وفد حركة حماس عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق.
وأكّد مصدر مشارك في اجتماع السفارة الفلسطينية في بيروت أنّ الأجواء التي سادته كانت «إيجابية»، وأنّ هناك توجّهاً إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة.
وفي وقتٍ سابق، رفضت حركة حماس في لبنان «الادعاءات الباطلة التي تتهم حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله بدعم الجماعات المسلحة في عين الحلوة»، مؤكدةً أنّ هذه الادعاءات هي «محاولات قديمة جديدة ضمن المحاولات اليائسة لتشويه صورة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية».
وشهد المخيم في التاسع والعشرين من تمّوز الماضي تفجّر اشتباكاتٍ عنيفة بين حركة «فتح» ومنظمات متشددة، واشتدت وتيرة الاشتباكات في المخيّم بعد اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا أبو أشرف العرموشي و4 من مرافقيه.
وأمس، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعاً في السرايا، لبحث الوضع في مخيم عين الحلوة، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة فتح فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ورئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور باسل الحسن.
وحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، قال الأحمد بعد اللقاء: «عقدنا لقاء موسعاً مع الرئيس ميقاتي في حضور العماد عون واللواء بيسري، والعميد قهوجي، وهذا الاجتماع هو متابعة للاجتماع السابق الذي عقد قبل شهر وقد اتفقنا حينها على تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف أعمال التدمير والقتل العشوائي التي تقوم بها بعض العناصر الخارجة على القانون، مستغلة طبيعة مخيم عين الحلوة»، وقال: «يجب عدم استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية في لبنان والفراغ الموجود للعبث بلبنان الشقيق».
من جهة ثانية، تابع الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته على المسؤولين والتقى أمس رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مقر الكتلة بحارة حريك، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.
وقد تطرق الحديث إلى «المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي»، وفق ما أفادت العلاقات الإعلامية في حزب الله.
واعتبر لودريان أن «طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد».
من جهته، شدد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» على «أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين باعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي». وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
وأول من أمس، زار لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل والتقى أيضاً قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة.
رئيس مجلس النواب قال أمام زواره إنه تبلّغ موقف الموفد الفرنسي من مبادرته للحوار وتأييده لها قبل أن يصل الأخير إلى عين التينة. وأضاف أنه «أطلع لودريان على مبادرته للحوار وشرح آليتها «حرفاً حرفاً»، وأن الدبلوماسي الفرنسي سيحمل موقفه هذا إلى القوى والأحزاب التي سيجتمع بها لحضّها على الذهاب إلى حوار داخلي حول بند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية».