موسكو: لن نسمح بفرض عقوبات على بيونغ يانغ.. والانتصار في أوكرانيا خيارنا الوحيد … بوتين وكيم: تعزيز العلاقات الثنائية أولوية أساسية
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون أن تعزيز العلاقات بين البلدين يشكل أولوية أساسية لدى الجانبين، في حين أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس أن خيار روسيا الوحيد هو تحقيق الانتصار في العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بوتين قوله في مستهل اجتماعه مع كيم في قاعدة مطار فوستوتشني الفضائي بمقاطعة آمور الروسية أمس: إن هذا الاجتماع يعقد في وقت مميز، ويأتي بالتزامن مع مناسبة مرور 75 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وكوريا الديمقراطية، حيث كانت موسكو أول الدول التي اعترفت رسمياً بهذه الجمهورية.
وأوضح بوتين أنه خلال اللقاء تم التطرق إلى التعاون الاقتصادي والقضايا الإنسانية وعن الوضع في المنطقة، مشيراً إلى أن مكان انعقاد الاجتماع يظهر أن روسيا فخورة بإنجازات قطاعها الفضائي.
وأكد بوتين في تصريح لقناة «روسيا 1» عقب المباحثات مع كيم أنها كانت مثمرة جداً، وجرى خلالها تبادل صريح للآراء حول الوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية.
وأوضح بوتين أن كيم سيزور في مدينة كومسومولسك على «نهر أمور» المصانع التي تنتج معدات الطيران المدني والعسكري، وسيستعرض في مدينة فلاديفوستوك قدرات أسطول المحيط الهادي الروسي.
وأضاف بوتين: إن روسيا وكوريا الديمقراطية تمتلكان آفاقاً لتطوير التعاون العسكري التقني بينهما، مؤكداً أن روسيا دولة تتمتع بالاستقلالية الذاتية، ولديها إمكانيات كبيرة ولكن هناك تقييدات معينة وهي تراعيها، ومع ذلك هناك أمور يمكن التكلم عنها، ونحن نناقشها ونفكر بها.
وشدد على وجود الكثير من المشاريع المهمة للتعاون بين البلدين في مجال النقل، بما في ذلك السكك الحديدية والنقل بالسيارات والموانئ البحرية والقطاع الزراعي، لافتاً إلى أن روسيا تقدم مساعدة إنسانية إلى كوريا الديمقراطية، والعمل معها على قدم المساواة.
من جانبه أكد كيم أن العلاقات مع روسيا تمثل أولوية بالنسبة لبلاده، معرباً عن امتنانه للجانب الروسي على حسن الترحيب، قائلاً: نعقد الآن اجتماعاً خاصاً في قلب القوة الفضائية روسيا، لقد تمكنا من رؤية حاضر ومستقبل القوة الفضائية الروسية بأعيننا، ونريد مواصلة تطوير العلاقات مع موسكو، وإننا ندعم دائماً الرئيس بوتين والحكومة الروسية التي تقوم بحماية سيادتها والدفاع عن أمنها، مضيفاً: آمل أن نكون دائماً معاً في الكفاح ضد الإمبريالية ومن أجل بناء دولة ذات سيادة.
وأعرب كيم عن ثقته بأن محادثاته مع الرئيس بوتين ستساعد في الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد.
وعند وصوله، جرت مراسم استقبال للرئيس كيم جونغ أون في قاعدة المطار بمشاركة رئيس اللجنة الحكومية الدولية لروسيا وكوريا الديمقراطية ووزير الموارد الطبيعية والبيئة الروسي ألكسندر كوزلوف، ورئيس دائرة بروتوكول الدولة بوزارة الخارجية الروسية إيغور بوغداشيف.
وقام بعدها الرئيسان بوتين وكيم بجولة في القاعدة، حيث استمعا إلى شرح عن خصائص الصاروخ الفضائي «أنغارا».
بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لن تسمح بعد الآن بفرض مزيد من العقوبات ضد كوريا الديمقراطية، لافتاً إلى أن الشركاء الصينيين اتخذوا الموقف نفسه.
وقال لافروف في لقاء تلفزيوني أمس: إنه تم تبني العقوبات الدولية السابقة ضد بيونغ يانغ في بيئة جيوسياسية مختلفة تماماً عن الوضع الحالي»، مضيفاً: «في تلك الفترة كانت هناك مشكلات في بدء الحوار والمناقشات الجادة في مجلس الأمن الدولي، ولكن بعد اعتماد القرار الأخير في عام 2017 قلنا بحزم إنه لن يكون هناك المزيد من العقوبات ضد كوريا الديمقراطية.
وأشار لافروف إلى أن الدول الغربية كانت قد وعدت بأن يتم بالتوازي مع مسار العقوبات تنفيذ المسار السياسي وحل القضايا الإنسانية في كوريا الديمقراطية، لكن تبين أن هذه الضمانات والوعود كاذبة وهذا التنصل الغربي من الوعود يؤدي إلى إفشال محاولات تلك الدول لإصدار قرار ضد بيونغ يانغ عبر مجلس الأمن الدولي.
ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة حاولت في أيار 2022 تمرير قرار دوري لمجلس الأمن الدولي حول العقوبات ضد كوريا الديمقراطية، لكن روسيا لم تسمح بذلك، قائلاً: قمنا مع الأصدقاء الصينيين بإعداد مشروع قرار يركز حصراً على حل القضايا الإنسانية فضلاً عن استئناف العملية السياسية كجزء من مهام تعزيز الأمن في شمال شرق آسيا.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة بدلاً من ذلك تقوم إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية وحلفاء آخرين بمحاولات لنقل عناصر من قواتها الإستراتيجية إلى جنوب شبه الجزيرة الكورية، كما يجري الحديث عن احتمال ظهور أسلحة نووية أميركية في شبه الجزيرة الكورية بهذا الشكل أو ذلك.
ومن جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس أن المحادثات بين زعيمي الاتحاد الروسي وكوريا الديمقراطية مهمة على خلفية التغيرات الجيوسياسية الجارية في العالم.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها في تصريحات: إن التغييرات الجيوسياسية لا تحدث من الناحية النظرية فحسب، بل لها خطوط عريضة ملموسة كالتآزر الذي أظهرته مجموعة العشرين، وتوسع مجموعة البريكس، وعمليات إلغاء الدولار في العالم، والانتقال إلى المدفوعات بالعملات الوطنية كوسيلة للخروج من الأزمات التي لا نهاية لها والتي تخلقها الولايات المتحدة.
وأضافت زاخاروفا: في ظل هذه الخلفية، الاتصالات الثنائية بين موسكو وبيونغ يانغ مهمة للغاية، ولا شك أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يشكل أهمية بالغة بالنسبة للأمن والاستقرار في المنطقة.
ويزور زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون روسيا للمرة الأولى منذ عام 2019، حيث وصل إليها أول من أمس الثلاثاء، والتقى الرئيس فلاديمير بوتين وعدداً من المسؤولين الروس.
من جانب آخر، اعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التصريحات الأميركية حول إعلان الـ«ناتو» عن تحالف نووي، خطيرة للغاية وتسهم في التصعيد على مستوى المنطقة، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها: التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة التي تعلن فيها الـ«ناتو» كتحالف نووي خطيرة جداً، ونعتقد أن هذا التلاعب بالألفاظ لا يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر ويسهم في تصعيد الوضع المتوتر بالفعل.
وأشارت زاخاروفا إلى أن موسكو سجلت مرات كثيرة صدور تصريحات وتصرفات من الدول الغربية في المجال النووي يصعب تفسيرها على أنها أي شيء آخر غير الاستفزاز أو التهديد.
وفي سياق منفصل، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس أن خيار روسيا الوحيد هو تحقيق الانتصار في العملية الروسية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن شويغو قوله رداً على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستنتصر في العملية العسكرية الخاصة: ليس لدينا خيار آخر.
وأشار إلى أن القوات الروسية في حالة دفاع نشط وتواصل تدمير أفراد ومعدات القوات الأوكرانية التي تشن هجومها المضاد.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس: إن أوكرانيا فقدت خلاله هجومها المضاد 71.5 ألف عسكري من دون تحقيق أي نتائج.