سورية

بأوامر من قوات الاحتلال الأميركية لامتصاص غضب العشائر العربية … «قسد» تعيد انتشارها شكلياً شرق الفرات وتواصل حملة الاعتقالات

| حلب- خالد زنكلو

أعادت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» نشر مسلحيها في مناطق شرق نهر الفرات، والتي شهدت اشتباكات دامية مع قوات العشائر العربية لنحو ١٠ أيام، وذلك بناء على أوامر صدرت من قيادة الاحتلال الأميركي، التي تتخذ من حقول النفط والغاز في تلك المناطق مقرات لقواعدها العسكرية غير الشرعية.

وذكرت مصادر عشائرية بريف دير الزور الشرقي أن متزعمي «قسد» استجابوا أمس للأوامر الصادرة من قيادة القوات الأميركية في المنطقة بسحب مسلحيهم الذين شاركوا في العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على القرى والبلدات التي انتفضت عشائرها ضد الميليشيات، بعد الانتهاء من عمليات تمشيطها بحثاً عن مطلوبين، وبغية تخفيف حدة الاحتقان والنقمة في نفوس أبناء العشائر ضد الميليشيات.

وقالت المصادر لـ«الوطن»: إنها شاهدت انسحاب رتلين عسكريين تابعين لـ «قسد» أحدهما من بلدة الحمام، يضمان رشاشات ثقيلة ودبابات وعربات نقل للجند، أمس وأمس الأول باتجاه مدينة هجين وحقل العمر النفطي شرقي الفرات، والذي تتولى الميليشيات حماية أهم وأكبر قاعدة للاحتلال الأميركي في محيطه.

وأكدت أن ما جرى ليس عملية انسحاب كلية لقوات «قسد» التي استُقدمت إلى مناطق شرق الفرات لقمع انتفاضة أبناء العشائر العربية ضدها، بل عملية انسحاب تكتيكي وشكلي، حافظت فيه الميليشيات على قوة ضاربة بجوار الحواجز الرئيسة عند مدخل القرى والبلدات ذات الأغلبية العربية والتي خاض أبناؤها من العشائر اشتباكات ضارية مع مسلحين الميليشيات وأرغموهم على الفرار منها قبل تدخل الاحتلال الأميركي لفرض «هدنة» بدأت مفاعيل اتفاقاتها العسكرية وقراراتها بالتنفيذ تباعاً، نزولاً عند الوعود التي قدمها الاحتلال لزعماء بعض العشائر، وفي مقدمتها سحب التعزيزات العسكرية التي جلبتها «قسد» إلى تلك القرى والبلدات، لإظهار أن الأمور عادت إلى سابق عهدها قبل المواجهات، التي سقط خلالها قتلى وجرحى من أبناء العشائر واعتقل المئات منهم على يد الميليشيات.

المصادر لفتت إلى أن القوات التي سحبتها «قسد» اقتصرت على الحواجز الطيارة والفرعية، والتي نصبت لدعم عمليات التمشيط للقرى والبلدات المنتفضة ضدها، وذلك خشية تجدد المواجهات مع إصرار زعماء وأبناء بعض العشائر على مواصلة التصدي لمسلحي الميليشيات الذين يغتصبون ثروات مناطقهم ويصادرون قراراتهم بحكم مناطقهم، مؤكدة أن ما جرى هو عملية إعادة انتشار فقط الهدف منها ذر الرماد في عيون العشائر العربية.

وأضافت المصادر: إن المناطق الممتدة من بلدة الجرذي شرقي الفرات ووصولاً إلى بلدة الباغوز القريبة من البوكمال جنوب شرق عند حدود العراق، لا تزال تضم أعداداً كبيرة من مسلحي «قسد»، وخصوصاً في محيط بلدات ذيبان والطيانة وأم حمام.

وشددت المصادر على أن العشائر العربية لا يمكنها الوثوق بوعود الاحتلال الأميركي ولا بمتزعمي «قسد» الذين ما زالوا يواصلون حملات الاعتقال بحق أبناء العشائر، وخصوصاً «العكيدات» التي ثار شيخها إبراهيم الهفل وأبناء عشيرته ضد الميليشيات في ذيبان ولقنوهم درساً لن ينسوه ابداً.

إلى ذلك، لا تزال مناطق العشائر العربية شرقي الفرات تعاني شح المواد الغذائية والخبز، في ظل الحصار التي تفرضه «قسد» على مناطقهم كعقاب جماعي جراء خروجهم عن طاعتها وإنقاص هيبتها أمام المحتل الأميركي الذي لا يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم العسكري واللوجستي للميليشيات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن