لن أذهب بعيداً، ولن أقدم على كلمة لستُ متحققاً من مصداقيتها، وبالتالي، فإني أنأى بنفسي عما يوجّه لاتحاد الكرة من تهم بعضها يعزف على جانب المنفعة الشخصية في التعاقدات مع المدربين، وفي دعوة اللاعبين للمنتخبات الوطنية.
وإن كنتُ لا أستطيع أن أوجه مثل هذه الاتهامات، فإني في الوقت نفسه لا أستطيع التصدّي لها، والاكتفاء بالقول إن فلاناً نظيف الكفّ!
نحن في خضمّ عمل، نحاول قراءة مفرداته وتقييمه، ورصد تطوره، وهنا لا مجال للخطأ لمن يرى بكلتا عينيه لأن كلّ شيء واضح.
في الوقت الذي تراجعت فيه أسهم المنتخب الأول بكرة القدم، ألقى اتحاد الكرة ثقله على المنتخب الأولمبي، ومنتخب الشباب، وصولاً إلى المشروع الوطني لتطوير كرة القدم السورية.
مشروع التطوير، وحتى لا أسقط في مطبّ العجلة، مازال في بداياته (وإن كانت هذه البدايات لا تبشّر)، ولكن المنتخب الأولمبي تحديداً أخذ وقته كاملاً، وتوفرت له ظروف مثالية من الإعداد وكان الفشل عنواناً صريحاً له، حتى حين طبلوا لإنجازه الفضي في دورة الألعاب العربية!
الأخطر من إخفاق المنتخب الأولمبي هو آلية التعاطي مع هذا الفشل، وتغطية أسباب الفشل بإجراءات مراهقة قولاً واحداً..
المنتخب الأولمبي استعدّ لبطولة غرب آسيا وشارك بها، واستعد للدورة العربية وشارك بها، واستعدّ لتصفيات آسيا تحت 23 عاماً وشارك بها، فأي إعداد يبحث عنه أكثر من هذا؟
هذا المنتخب أيها السادة، وبقرار لا أعرف إن كان بإجماع أعضاء اتحاد الكرة، تمّ وأده هكذا، حتى لا يتلقى مدربه المصري ومن خلفه اتحاد الكرة أي انتقادات، وقرروا عدم المشاركة في الأسياد خشية الفشل هناك، مع أن مجموعتنا تضمّ منتخبات من الدرجة العاشرة في آسيا!
الأغرب من ذلك، أنه وقبل يوم من الاعتذار عن الأسياد قال رئيس اتحاد الكرة إن اتحاده متمسك بالمدرب المصري تامر حسن… يا تُرى من سيدرب تامر حسن إن كانت نعية المنتخب الأولمبي قد عُلقت على مدخل قصر الفيحاء!