لبنانيون وصفوا الموقف الأوروبي بالخشبي والاستعماري والمصلحي … قبرص تطالب أوروبا بإنهاء وضع سورية كدولة غير آمنة لإعادة اللاجئين إليها
| وكالات
طالبت قبرص الاتحاد الأوروبي بمراجعة الوضع في سورية، وإنهاء وضعها كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين السوريين إليها، وذلك بعد أن حذرت من انهيار لبنان الذي اعتبرته «حاجزاً»، يحول من دون وصول هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا التي ستواجه مشكلة كبيرة في حال حدث ذلك.
وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو قال للصحفيين أمس: إنه «سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بإنهاء وضع سورية كدولة غير آمنة، لا يمكن إعادة اللاجئين إليها».
وأضاف: «نحن، كقبرص، نعتبر ونرى، إلى جانب الدول الأعضاء الأخرى، أنه من المفيد إعادة تقييم وضع سورية».
وأوضح يوانو: إن الاتحاد ترك وضع سورية، من دون تغيير، مدة 11 عاماً، وهناك حاجة إلى مراجعة ذلك، لأن بعض المناطق تعد فيها آمنة.
واعتبر يوانو، أن هناك بالفعل منطقتين (في سورية) تعترف بهما وكالة اللجوء في الاتحاد الأوروبي «EUAA» على أنهما منطقتان آمنتان وقال: «لذا يجب الآن أيضاً الاعتراف بذلك على مستوى الاتحاد الأوروبي، ما يسمح لنا بترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سورية».
وأردف قائلاً: «المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات اللبنانية، هي أن هناك زيادة في عدد السوريين، الذين ينتقلون إلى لبنان، وأضاف: «لبنان حاجز، وإذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة».
وأكد يوانو أن «الحكومة تهدف إلى تقليص المخصصات المالية لطالبي اللجوء، لجعل قبرص وجهة غير جذابة».
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب، من بينهم السوريون في قبرص، خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين هناك.
وفي وقت مبكر من الشهر الجاري أكدت وكالة الهجرة في الاتحاد الأوروبي ارتفاع طلبات اللجوء في دول الاتحاد وسويسرا والنرويج بنسبة 28 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إذ تم تقديم أكثر من نصف مليون طلب لجوء خلال النصف الأول من العام الجاري.
بالمقابل، أثنى المنسق العام للحملة الوطنية اللبنانية لإعادة النازحين السوريين النقيب مارون الخولي على «موقف السلطات القبرصية بطلبها مراجعة وضع سورية، وإنهاء وضعها كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها».
وأضاف الخولي: «نحن نشجب بشدة عدم مواكبة الحكومة اللبنانية لهذا الموقف القبرصي النبيل، وندعو الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم وضع سورية بشكل عاجل، فبعض المناطق فيها تعد آمنة، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار مصالح لبنان والتعامل بحكمة مع دول الجوار مثل تركيا والأردن والعراق».
ورأى الخولي أن الموقف الأوروبي الحالي من اللاجئين والنازحين السوريين في دول الجوار يمثل خيبة أمل كبيرة وقال: إنه «موقف خشبي استعماري مصلحي يتعارض مع قيم العلاقات الدولية واحترام سيادة الدول ومصالحها».