رياضة

وقفة تاريخية مع كرة القدم بين الماضي والحاضر

| المدرب الوطني قصي الماضي

بما أنني مارست كرة القدم وألعب بمركز حارس مرمى وتعاقدت مع إحدى دول الخليج، حيث أضحى من المعروف في عالم الرياضة أن لعبة كرة القدم تربعت على عرش عظيم يحتله اليوم نخبة من اللاعبين.

كان قدماء المصريين يلعبون بكرة مصنوعة من جلد ومحشوة بغلاف نبات من الذرة، وكانت عادة تشبه الكرة التي تستعمل الآن.

ولعب الصينيون قديماً كرة القدم وهي باسم (نسوشو) ومعنى ذلك ضرب كرة مصنوعة من الجلد بالقدم.

وإن لعبة كرة القدم كانت تدخل في مناهج التدريب العسكري في عام 500 قبل الميلاد، من حيث إنها تعتمد على (الهجوم) كما تعتمد على الدفاع، وهي أشبه ما تكون بالمعارك الحربية وكانت أهداف اللعبة محددة وهي بارتفاع ثلاثة أمتار ترتكز في جانبين تمتد بينهما شبكة من حرير، فكان تسجيل النقطة إذا مرت الكرة بضربة فوق الشبكة أو داخل ثقوبها والكرة مصنوعة من الجلد ومحشوة بالشعر ولبث حال اللعبة هكذا ردحاً طويلاً من الزمن حتى اهتدوا لنفخ الكرة بالهواء، وكان ذلك في القرن الخامس الميلادي.

وعني اليونانون بهذه اللعبة عنايتهم بسواها من الألعاب الرياضية الأخرى، وكانوا يسمونها (هاد باستم) وكان اللاعبون يدحرجون الكرة في مواجهة مدافعين عن الخط بشتى أساليب الدفاع، وكان اللعب مظهراً من مظاهر القتال.

وراقت اللعبة للرومان فأخذوها ومارسوها وأصبحت عندهم من ألاعيب الحرب، وعندما غزا الرومان بلاد الإنكليز انتقلت اللعبة إليهم ومارسوها بإقبال وشغف.

وفي مستهل القرن الـ19 أشرقت اللعبة على فجر جديد وانتقل اللاعبون من الشوارع إلى السهول الخضراء وإلى أماكن خاصة بها وانتشرت في المدن والمدارس وأخذت كل مدينة ومدرسة تضع لها القوانين الخاصة التي تلائم أوضاعها ومحيطها وفي عام 1863 ظهر أول اتحاد كرة القدم في العالم وهو الاتحاد الإنكليزي، وبرزت الأندية تتبارى مع بعض وفق أحكام موحدة.

وفي منتصف ذلك القرن استقلت كرة القدم بشكلها السائد اليوم بعد استبعاد صلتها باستخدام اليد، حتى إن بعض الفرق كان تلبس القفازات البيضاء في يد اللاعبين للدلالة على أن ليس لليد مجال في اللعبة.

وقد سيطر اتحاد كرة القدم على اللعبة وجعل الأندية كلها مقيدة بقوانين، وبعد ذلك استهوت اللعبة بلاداً أخرى فأقبلت عليها تمارسها وتأخذ بطرائقها وقد دل تاريخها على ما كان لها من شأن لدى الجنود في البر والبحر، فلما جالت فرق الأندية ومنتخباتها ولعبت هنا وهناك وتبارت، برزت اتحادات جديدة في كل مكان وأدى هذا النمو والشمول إلى تكوين الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكان ذلك في عام 1904 معتمداً على 7 اتحادات ثم ازداد هذا الرقم وأحاط باتحادات أخرى حتى صار اتحاداً دولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن