رام الله: إفلات الكيان يشجعه على الجرائم.. البرلمان العربي: اقتحام «الأقصى» يهدد الاستقرار … قوات الاحتلال الإسرائيلية تحول مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية
| وكالات
في وقت حولت فيه قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية بالتزامن مع اقتحام مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتدت على المرابطين فيه، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب، يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم، بحق شعبنا وأرضه ومقدساته، وبدوره صرح البرلمان العربي أن اقتحام المستوطنين للأقصى وإغلاق الحرم الإبراهيمي يهدد استقرار المنطقة.
وحسب وكالة «وفا»، أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي أمس الأحد، انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين الإرهابية المسلحة وممارساتهم المنظمة المستمرة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، كما يحصل في الاقتحامات الاستفزازية المتواصلة لعشرات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك وأدائهم لطقوس «تلمودية» والنفخ بالبوق في باحاته وفي عدد من أحياء وشوارع البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وإغلاق الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بحجة «الأعياد اليهودية».
وأضافت: إن استهداف المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي الشريف يأتي في إطار توظيف المناسبات والأعياد الدينية لخدمة أغراض استعمارية «احلالية»، وتندرج في إطار جرائم الضم التدريجي المتواصل للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وإغراقها بالمستوطنين، بما يؤدي إلى وأد أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض، وإفشال الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإحياء عملية السلام، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية أنها تتابع انتهاكات الاحتلال والمستوطنين اليومية مع الجهات والمحاكم الدولية كافة، وصولاً لمحاسبة ومحاكمة مرتكبيها، ولخلق أوسع جبهة دولية ضاغطة لإجبار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على وقف جميع إجراءاتها الأحادية الجانب غير القانونية وفي مقدمتها الاستيطان، وإجبارها أيضاً على الانخراط في عملية سياسية حقيقية تفضي لإنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين ضمن سقف زمني محدد.
بدوره قال البرلمان العربي، أمس: إن اقتحام المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، وإغلاق الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، يقوض فرص السلام، ويهدد الأمن، والاستقرار في المنطقة.
وأدان البرلمان العربي، في بيان، الاقتحام، والاعتداء على المرابطين بالأقصى، واعتقال عدد منهم، مثمناً أيضاً التضحيات التي يقدمها المرابطون. ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتهم لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، والحفاظ على حرية العبادة وحُرمة المسجد الأقصى، وعدم السماح بتدنيسه من قبل المستوطنين.
في غضون ذلك، حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، فيما اعتدت على الفلسطينيين في المسجد الأقصى المبارك واعتقلت آخرين، وذلك تزامناً مع اقتحام مئات المستوطنين لباحاته.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في باحاته تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي كثفت وجودها في محيطه، ومنعت الفلسطينيين من الدخول وقامت بإفراغه من المصلين والمعتكفين واعتدت على المرابطين عند منطقة باب السلسلة أحد أبواب المسجد، كما اعتقلت عدداً من الموجودين على أحد أبوابه وفي الباحات.
إلى ذلك شددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية في المدينة المقدسة لحماية المستوطنين الذين قاموا بجولات استفزازية في عدد من أحياء وشوارع البلدة القديمة وفي طريق الوادي أحد الطرق المؤدية للأقصى.
وأدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح إجراءات سلطات الاحتلال العنصرية ضد الفلسطينيين في مدينة القدس. وأوضح في بيان أن اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الشعب الفلسطيني ومقدساته أمام صمت المجتمع الدولي تعكس مدى عجز الأخير في ترجمة إداناته إلى إجراءات فعلية لوقف هذه الجرائم ما يجعله متواطئاً وشريكاً في التغطية عليها.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقاطع فيديو لاقتحام المستوطنين للمسجد، مشيرين إلى أن الاقتحامات تمت بقيادة عضو «الكنيست» السابق، يهودا غليك.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة في محيط الأقصى، وأعاقت وصول المصلين إليه، ودخول المواطنين وطلبة المدارس إلى باحاته، وأجرت تدقيقاً في هوياتهم وحقائبهم المدرسية، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال انتشرت في أحياء وبلدات المدينة المقدسة، ومنعت دخول من تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً.
وعملت قوات الاحتلال، على إفراغ ساحات المسجد الأقصى من المصلين المسلمين، ووفق المصادر المحلية، فقد تمّ إخراج العشرات من داخله، لتأمين اقتحام المستوطنين، حسبما أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابين من باحات الأقصى، ونقلتهما إلى جهة مجهولة.
وتأتي هذه الإجراءات القمعية، بالتزامن مع بدء «الأعياد اليهودية»، حيث تتعمد قوات الاحتلال تسهيل وصول المستوطنين إلى باحات المسجد، وتعرقل وتمنع دخول المسلمين إليه.
ودعا نشطاء مقدسيون ومرابطون مبعدون عن المسجد الأقصى، أول من أمس السبت، إلى الحشد وشدّ الرحال نحو المسجد الأقصى، والتصدّي لاقتحامات المستوطنين خلال أعيادهم التي بدأت أمس الأحد.