موسكو حذرت من استمرار ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا وتوعدت بالرد على تعزيزات «ناتو» … رئيس كوريا الديمقراطية يختتم زيارة إلى روسيا وصفت بـ«الذروة الجديدة» في العلاقات
| وكالات
اختتم رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أمس الأحد زيارة إلى روسيا استمرت ستة أيام في وقت تحدثت فيه مصادر كورية عن «ذروة جديدة» في العلاقات بين الجانبين، في حين أعلنت موسكو من جهة ثانية أن الولايات المتحدة تدير الحرب في أوكرانيا وحذرت من استمرار الغرب في ضخ السلاح إلى أوكرانيا بينما توعدت بالرد على تعزيز حلف شمال الأطلسي «ناتو» وجوده العسكري في القطب الشمالي بمجموعة من التدابير.
وحسب وكالة «فرانس برس» غادر كيم جونغ أون أمس على متن قطاره المصفّح من شرق روسيا نحو حدود بلاده، مختتماً زيارة بدأها الثلاثاء التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوردت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أن «حفل وداع زعيم جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية أقيم في محطة أرتيوم-بريمورسكي-1 حيث كان القطار المصفّح لكيم جونغ أون»، مشيرة إلى أن القطار «اتجه نحو معبر خاسان الحدودي… المسافة تناهز 250 كم».
وأمضى كيم صباح أمس الأحد في منطقة بريمورسكي حيث تلقى من حاكمها أوليغ كويمياكو هدايا تذكارية، وفق «تاس».
وخلال محادثاتهما أكد بوتين وكيم عزمهما على «تعميق» العلاقات بين موسكو وبيونغ يانغ، بما يشمل المجال العسكري. وتبادل الرئيسان خلال لقائهما الخميس بندقية بعد اجتماعهما في شرق روسيا، وفق الكرملين.
وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية أشارت إلى أن كيم بحث أمس قبيل مغادرته مع وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، مسائل عملية لتعزيز التعاون العسكري، بينما وصفته بيونغ يانغ بأنه «ذروة جديدة» للعلاقات الثنائية بين البلدين.
واعتبرت الوكالة، أن زيارة زعيم كوريا الديمقراطية إلى روسيا، تأتي «كذروة جديدة للصداقة والتضامن والتعاون في تاريخ تطور العلاقات بين كوريا الديمقراطية وروسيا»، في حين أعلن سفير روسيا لدى بيونغ يانغ ألكسندر ماتسيغورا أن «كيم جونغ أون راضٍ عن زيارته».
وخلال زيارته إلى روسيا، تفقد كيم القاذفات الإستراتيجية الروسية ذات القدرة النووية، والصواريخ فرط الصوتية، والسفن الحربية، برفقة وزير الدفاع الروسي.
ووصل كيم إلى روسيا، الثلاثاء الماضي، في زيارة كانت الأولى منذ عام 2019، وأجرى محادثات مع الرئيس الروسي في مطار «فوستوتشني» الفضائي، وناقشا «مسائل عسكرية والحرب في أوكرانيا، وتعميق التعاون».
وفي الحادي والثلاثين من آب الماضي، تعهّدت روسيا بتطوير علاقاتها بكوريا الديمقراطية، واصفةً إيّاها بـ«الجارة المهمة»، بينما عبّرت واشنطن عن قلقها من مفاوضات تجري بين البلدين «لتزويد روسيا بكميات كبيرة من الأسلحة».
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة تدير الحرب في أوكرانيا وتزودها بالأسلحة والذخائر، وتدعمها بالمعلومات الاستخبارية عبر الأقمار الصناعية، محذراً من أن استمرار الغرب في ضخ السلاح إلى أوكرانيا وتأجيج الصراع يهدد بخطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية.
وتعليقاً على قرار واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى، قال لافروف في مقابلة تلفزيونية أمس وفقاً لوكالة «سبوتنيك»: «أميركا تُعد أوكرانيا منذ سنوات طويلة للقتال بالنيابة عنها لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، وإنهم يقودون الحرب ضدنا».
وشدد على أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح هدفاً مشروعاً لروسيا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «ناتو» متورطان بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا ليس عن طريق توريد الأسلحة فقط، بل أيضاً عبر تدريب العسكريين الأوكرانيين على أراضي بريطانيا وألمانيا ودول أخرى.
كما حذر لافروف من أن استمرار الغرب في ضخ السلاح إلى أوكرانيا وتأجيج الصراع يهدد بخطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية.
بدوره، صرح سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية نيقولاي كورشونوف بأن روسيا سترد على تعزيز «ناتو» وجوده العسكري في القطب الشمالي بمجموعة من التدابير. وقال: إن تزايد التوتر العسكري السياسي في القطب الشمالي هو نتيجة الخط غير البناء للولايات المتحدة وحلفائها، وخاصة على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن كورشونوف أن «تعزيز الإمكانات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في هذه المنطقة، وانضمام فنلندا إلى الحلف وإدراج السويد على قائمة الانضمام، تشير إلى اتساع سيناريوهات القوة في «ناتو» في الخطوط الشمالية على حساب أمن الدول الأخرى».
وحذر كورشونوف من أن موسكو سترد على هذه التحديات والتهديدات «بمجموعة من التدابير الضرورية، بما فيها الوقائية ضمن إطار المهام التي حددها الرئيس بوتين ضمن مفهوم السياسة الخارجية، وإستراتيجية تنمية منطقة القطب الشمالي الروسية».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 6 مسيّرات أوكرانية حاولت تنفيذ هجوم إرهابي قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم.
وقالت الوزارة في بيان: «تمكنت أنظمة الدفاع الجوي الروسية (أمس) من رصد محاولة من نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرات مسيّرة على أهداف في أراضي روسيا، وتمكنت من تدمير المسيّرات الست المهاجمة، أربع منها قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم الروسية».
وكثفت القوات الأوكرانية في الفترة الأخيرة هجماتها عبر الطائرات المسيّرة، في محاولة منها لاستهداف المنشآت الحيوية الروسية والمناطق المدنية وتشكيل خطر على الجبهة الداخلية الروسية.
في موضوع متصل، أعلنت الدفاع الروسية تدمير مصنع للدبابات كانت تستخدمه قوات كييف لإعادة تأهيل وصيانة الدبابات والمدرعات، ونقاط مراقبة وقيادة للجيش الأوكراني. وقالت: إن المدفعية الروسية دمرت محطتي رادار ««AN/TPQ-50 أميركيتي الصنع في منطقتي بيشانويه وبتروبافلوفكا في مقاطعة خاركوف.
وفي تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية في أوكرانيا أعلنت الدفاع الروسية مقتل نحو 625 عسكرياً أوكرانياً وإسقاط 28 مسيّرة للعدو بعمليات للقوات الروسية خلال يوم واحد.
وأعلنت الوزارة وفق «روسيا اليوم» القضاء على أكثر من 600 جندي أوكراني وإسقاط 28 مسيّرة أوكرانية، وقنبلتي «JDAM» موجهتين وصواريخ «HARM وHIMARS» أميركية على مختلف المحاور في أوكرانيا.
وأوضحت أنه على محور دونيتسك أحبطت القوات الروسية 3 هجمات أوكرانية وقضت على 180 جندياً، في حين على محور زابوروجيه كبدت القوات الروسية العدو 140 عسكرياً، وعلى محور كراسني ليمانسك صدت القوات الروسية هجومين وتم القضاء على 65 عسكرياً أوكرانياً.
وفي جنوب دونيتسك، أحبطت القوات الروسية ثلاث هجمات للقوات أوكرانية وكبدت العدو 170 عسكرياً أوكرانياً، وفق الدفاع الروسية التي أعلنت أنه في محور كوبيانسك بمقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا قضت القوات الروسية على 50 جندياً ودمرت مدفعين، وحسب الوزارة، تم على محور خيرسون القضاء على 20 عسكرياً أوكرانياً وتدمير مركز تحكم بالمسيّرات في منطقة قرية دنيبروفسكويه وفي مدينة خاركوف وجهت ضربة صاروخية لورشات صيانة المدعات، كما تم تدمير 28 مسيّرة أوكرانية في لوغانسك ودونيتسك ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون.