قضايا وآراء

عين الحلوة.. تجسيد للحالة الفلسطينية

| معتز خليل

ما جرى ولا يزال يجري في مخيم عين الحلوة هو تجسيد واضح للحالة الفلسطينية الصعبة، وهي الحالة التي يستحيل معها الوصول إلى أفق سياسي وحل يرضي جميع الأطراف.

حالياً يتقاتل في المخيم عدد من القوى الفلسطينية فضلاً عن قوى متشددة متحالفة مع بعض من هذه القوى، وقد بات واضحاً أن كلاً من حركتي حماس وفتح تحديداً هما الحركتان المركزيتان اللتان تتقاتلان في المخيم، وهو ما يظهر مع:

1- التحركات السياسية التي قام بها رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

2- التصريحات السياسية لبعض من قيادات حركة حماس، وعلى رأسها عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الذي تعهد خطيا لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بتسليم قتلة قائد الأمن في حركة فتح اللواء أبو أشرف العرموشي.

وقد سبق هذا بعض التغريدات للرجل تثير أيضاً ما يكفي من التساؤلات التي لا تبدي ارتياحاً لانتصار حركة فتح على المتشددين الذين يسيطرون على ثلاثة أحياء في المخيم.

وبعيداً عن هذه النقطة فقط أشير إلى التصريحات التي صدرت في قناة المنار اللبنانية في الكشف عن وثيقة تؤكد أن ما يحدث في عين الحلوة يرتبط بصراع فلسطيني فلسطيني بالسيطرة على المخيم وبقرار إقليمي لمصلحة أطراف فلسطينية ترتبط بها، وهو ما يزيد الكثير من التساؤلات الإستراتيجية الصعبة في هذه المرحلة.

تقارير فلسطينية تقول إن المجموعات المتطرفة التي تسيطر على حي حطين والرأس الأحمر وكذلك حي التعمير والطوارئ، والتي تتكتل تحت اسم «الشباب المسلم» هي بقايا «جند الشام» وبقايا «فتح الإسلام» التي هربت من نهر البارد، وبقايا أحمد الأسير وعبد اللـه عزام، وبقايا الضنية وبقايا معارك طرابلس، ومنهم فلسطينيون وسوريون وعراقيون ولبنانيون.

هنا بالضبط تتجسد المشكلة، حيث يرغب الجميع في الاسترزاق من وراء القضية الفلسطينية، ليكسب الجميع المال والجنسيات الأوروبية ومن ثم خسارة فلسطين.

الغريب أن هؤلاء المقاتلين ممن يتصارعون في عين الحلوة مطلوبون للدولة اللبنانية، غير أن هناك صمتاً واضحاً في هذه النقطة.

والحاصل فإن ما يجري يفرض بعضاً من التساؤلات ومنها: إذا كان الجيش اللبناني يحاصر المخيم ويتحكم بكل ما يدخل ويخرج فكيف يصل السلاح لهؤلاء المتطرفين؟

يبدو أن لديهم خطوط إمداد تكفي لمعارك تستمر بلا توقف أو خوف من نقصه، فسلوكهم وعنادهم يشي بذلك، فمن المسؤول عن هذه الخطوط؟

أتذكر جيداً حديثاً سابقاً أدلى به الرئيس بشار الأسد، حيث نبه إلى استغلال المرتزقة للأزمات في سورية، هؤلاء المرتزقة ممن دمروا قطاعات واسعة بالبلاد ونشروا الخراب وعاثوا فساداً، ولهذا كان التحرك سريعاً وحاسماً، وفرض تواصلاً مع مختلف الأطراف القادرة على مساعدة الدولة السورية وإنقاذها من براثن هذا الفخ من العمالة والاسترزاق.

بالفعل ما قامت به الدولة السورية كان إنقاذاً للشعب والوطن من مصير غامض مع وجود مصالح إقليمية ودولية مرتبطة بالقضية، وهو الارتباط الذي يدفع ثمنه الوطن والشعب من دون أي حل.

وبالعودة إلى عين الحلوة، لعل الاتفاق الأخير الذي تم تحت رعاية رئيس البرلمان اللبناني يكون مختلفاً عن سابقاته ويتم تسليم القتلة للقضاء، وهذا ما تعهدت به حركة حماس! ولكن الظاهرة هناك ينبغي حلها بعد أن تمكنت مصر من القضاء عليها في سيناء وتمكنت سورية من هزيمتها، ومن المعيب أن تجد لها مكاناً بين الفلسطينيين وخاصة أن تلك المجموعات الإرهابية لا علاقة لها بالصراع الفلسطيني على الإطلاق ولم تسجل في تاريخها أي شيء مخالف لإسرائيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن