سورية

تضمن أن تكون كل من إيران وروسيا ضامناً للطرفين … طهران تعلن عن مقترح لإخراج تركيا قواتها وتتعهد سورية بنشر قواتها على الحدود

| وكالات

كشفت إيران أمس أنها طرحت على سورية والإدارة التركية مقترحا بشأن أمن الحدود بين البلدين يتضمن أن تتعهد تركيا أولاً بإخراج قواتها العسكرية من سورية، ومن ثم أن تتعهد سورية بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرض للأراضي التركية، موضحة أن دمشق أكدت لطهران أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود السورية-التركية من داخل الأراضي السورية.
ونقلت صحيفة «الوفاق» الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله: إن الاهتمام بمحور المقاومة هو السياسة الأساسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكداً دعم إيران الدائم للمقاومة من أجل استقرار وأمن المنطقة ودفاعاً عن المظلومين والمستضعفين.
وحول آخر التطورات المتعلقة بسياسة إيران الخارجية في المنطقة والساحة الدولية، تطرق عبد اللهيان إلى القضية السورية موضحاً أن هذه القضية يوجد فيها ظاهرتان إحداها هي أن العالم العربي بموقفه الجديد تجاه سورية يفتح الأبواب أمامها ويعيدها إلى جامعة الدول العربية وأيضاً يستأنف العلاقات معها ويفتح السفارات مجدداً بالإضافة إلى إقامة تعاون على مختلف المستويات.
وتابع: «زعماء العالم العربي والدول الإسلامية والمنطقة يدركون موقف سورية جيداً، ويعلمون أن سورية ليست دولة يمكنهم إخراجها من المعادلات الإقليمية، ولكن بقدر ما تسارعت هذه الظاهرة الإيجابية في سورية فإن الناشطين الأجانب وأعداء سورية ومن بينهم الأميركيون يزيدون ضغوطهم على الشعب والحكومة السورية».
وأوضح عبد اللهيان أنه سمع من السلطات السورية خلال زيارته الأخيرة، أن القوات الأجنبية وأجهزة الأمن الأجنبية تسعى إلى إعادة بناء الجماعات الإرهابية في منطقة شرق الفرات وفي منطقة إدلب، لممارسة المزيد من الضغط على سورية، كما يسعى الجانب الأميركي أيضاً إلى تشديد العقوبات في مجال ما يسمى «قانون قيصر».
وبخصوص مسألة الحدود المشتركة وأمنها بين تركيا وسورية قال عبد اللهيان: الأمر الآخر المرتبط بسورية هو موضوع أمن الحدود المشتركة السورية- التركية، والسلطات السورية أكدت لنا أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود السورية-التركية من داخل الأراضي السورية وفي آخر جلسة من المباحثات الرباعية بين وزراء خارجية إيران وسورية وروسيا وتركيا في موسكو قمنا بطرح فكرة باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي أن تتفق سورية وتركيا على خروج القوات العسكرية التركية من سورية ولكن بالنهاية هذه المعادلة لديها طرفان الطرف الثاني هو أن تركيا يهمها أمن حدودها مع سورية وألا تتعرض للتهديد من المجموعات التي تهدد أمن المنطقة، وهذا أمر صحيح طرحته تركيا لذلك قمنا بطرح ما يلي في الاقتراح المعروض من الجمهورية الإسلامية وهو أن تتفق سورية وتركيا في هذه الجلسة الرباعية (المقبلة) على أن تتعهد تركيا أولاً بإخراج قواتها العسكرية من سورية وثانياً أن تتعهد سورية بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرض للأراضي التركية وتكون كل من إيران وروسيا بعنوان ضامن للطرفين.
وبشأن التقارير الصحفية عن محاولات واشنطن لإغلاق معبر البوكمال بين سورية والعراق أوضح أن التحقيقات التي أجرتها إيران تشير إلى أنه لم تحدث أي تحركات أو أحداث ميدانية من شأنها أن تؤكد تحقق هذا الرأي.
وأضاف عبد اللهيان: سواء كان الأميركيون يتطلعون في الوقت الراهن حقاً إلى قطع خطوط التواصل في هذه المنطقة أم لا، إلا أنهم كانوا في الماضي يطمحون إلى قطع خطوط التواصل في هذه المنطقة، مذكراً بأن تنظيم داعش الإرهابي كان تحت تصرف الأجهزة الأمنية الأميركية لإغلاق البوكمال عندما كان العراق وسورية في قتال ضد هذا التنظيم.
وأشار عبداللهيان إلى أن مدينة البوكمال هي الحدود الحقيقية للصداقة والتعاون الاقتصادي السوري-العراقي موضحاً أنه في الواقع وفي وقت من الأوقات مارست القوات الأميركية ضغوطاً كبيرة لإبقاء هذه الحدود مغلقة لكن تم إعادة فتحها بتصميم يتماشى مع المصالح المشتركة لسورية والعراق.
وأضاف: اليوم ليس هو الوقت المناسب الذي يستطيع فيه طرف واحد قطع الحدود وطرق التواصل بين الدول، مشيراً إلى أن هذا النقاش قد أثير أيضاً فيما يتعلق بممر زانغزور، حيث تم التوصل إلى مرحلة أنه يتم تشكيل خطط في منطقة القوقاز، وأن الطريق التاريخي لإيران إلى أرمينيا والعكس مغلق، لذلك أعلنا أننا لن نسمح بعرقلة أو تقييد المسار التاريخي لإيران مع هذه المنطقة من القوقاز تحت تأثير مخططات أخرى.
وأشار عبد اللهيان إلى أن هذا الأمر ينطبق على سورية والعراق أيضاً مضيفاً: إنه «حتى هذه اللحظة لم نر تأكيداً لعمليات نقل مادية بهدف إغلاق حدود البوكمال من الجانب الأميركي».
وفي الإطار نفسه، لفت عبد اللهيان إلى انتظار التطورات القادمة سواء كانت لدى الأميركيين مثل هذه النية أم اتخذوا بالفعل إجراء، وما إذا كانوا سيفعلون ذلك إذا أتيحت لهم مثل هذه الفرصة، موضحاً أن العراق وسورية لن يسمحا لأي جهة أو يخضعا لأي سلطة من أجل إغلاق الحدود.
کما أكد عبد اللهيان أن الاهتمام بمحور المقاومة هو السياسة الأساسية لإيران، مشدداً على دعم إيران الدائم للمقاومة من أجل استقرار وأمن المنطقة ودفاعاً عن المظلومين والمستضعفين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن