– إن الأدب هو لغة من لغات الجمال القويمة، وهو ذاك الشيء الترميزي الذي يحمل الكثير من المعاني الفاضلة، إذا أردنا التحدث عن منهج جماله التقويمي وعن فحوى كلّ فكرة أدبية وترميز معناها التنويري، معناها الجوهري الذي يتطلب محاكاة المنهج الأدبي وتقويم تميزه وبالتالي تقويم منهجه الجاد الواقعي ربّما. وهنا نقصد بالطبع البحث عن مفهوم التقويم الأدبي. تقويم الشيء الذي يراد أن يُصاغ أدبياً، وإبراز الكثير من علائمه، ذاك الشيء المميز الذي يترك أثراً فاعلاً ومنفعلاً في أي حركة، وبالتالي نرى عظيم فعله الجمالي يظهر في المشهد الثقافي، ويحاول صياغة مشهدية ثقافية تستطيع أن تفرض ذاتها كحركة ثقافية، وبالتالي تستطيع أن تبلور ذلك الوميض القزحي من أفكارها، أفكارها الزاهرة المستوحاة ربّما من روحانية التجدد الفكري والثقافي.
ذاك التجدد الثقافي الذي يسير إلينا ونسيرُ إليه عندما نستقرئ ماهية «التقويم الأدبي» وبالتالي نستطيع أن نعرف ماهية بنوده والمبادئ التي تخصّه، أي أن يكون هناك شيء من المبادئ الأصلية والقويمة التي تعمل على تقويم كلّ نشاز يظهر ويطرأ على هذه المعزوفة الأدبية أو تلك، وعلى توجيه الشيء الأدبي نحو العمق أي الجوهر، وبالتالي تجميل ما يُمكن له أن يُجمّل في طبيعة الحال الأدبي، وفي إنشاء لحن تقويمه أي تصحيح ما أُفسد بالفعل.
– قد يبدو الأدب كالبحر الزاجر، غني حدّ الذروة الجمالية العظمى، وحدّ ذاك السؤال الذي يجعلنا نسألُ: كيف نحافظُ على جمالية هذا البحر؟ وكيف تتم بلورة الشيء الذي يُراد أن يُتخذ منه منهج قويم؟ وكيف يصيغ تقويماً يضيء مدارات الأدب بمختلف جوانبها وفنونها الجميلة. كلّ هذا يجعلنا نسألُ عن فنون الأدب قاطبة.
– كيف يتم تصحيح ذلك المنهج أو ذاك الذي سيصبحُ بالتأكيد منهجاً أدبياً لاحقاً؟ وبالتالي كيف ننقي ما علق به من شوائب غير نقية؟ وهذا بطبيعة الحال يفرض علينا السؤال التالي: كيف نصحح ذاك المسار الأدبي ونصل إلى نهره العذب النقي الأصلي؟ وبالتالي كيف نصنع له نهجاً قويماً ونستدرك بعض الأمور ونرفد أنهر الأدب بماء عذب الإبداع، يكون جزيل العطايا الإبداعية قويم المُستدرك الأدبي، تُقرأ خصائله بعين الأدب، ويُقرأ وعده وماهية خاصيته، وبالتالي يزهرُ الجمال ولغاته بين سطوره، يزهرُ كمعزوفة تعزفُ لنا أدباً وتزرعُ أنغاماً وألحاناً بين روض الشعر ورياض الأدب وتلتحن من خلال بوصلة الأدب ولحنه القويم.