بالتزامن مع استرداد إيران أموالها المجمدة.. واشنطن وطهران تتبادلان السجناء … رئيسي: التفاعل مع الدول والمنظمات الدولية من أركان سياستنا الخارجية
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن التفاعل مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية من أركان السياسة الخارجية للبلاد، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن الخطوات الأولى لتنفيذ اتفاق تبادل سجناء بين الولايات المتحدة وإيران، مع تأكيد قطر، التي توسطت في الاتفاق أن أموالاً إيرانية مجمدة جرى تحويلها إلى حسابات مصرفية في الدوحة، فضلاً عن إرسال طائرة قطرية إلى طهران نقلت السجناء الأميركيين.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» وفي تصريح له قبيل مغادرته إلى نيويورك فجر أمس للمشاركة في الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد رئيسي أنه سيكون خلال زيارته إلى نيويورك لسان الشعب الإيراني الناطق لتبيان الحقائق للحكومات والشعوب، معتبراً التفاعل مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية من أركان السياسة الخارجية للبلاد.
وقال رئيسي: إن إحدى ركائز سياسة الجمهورية الإسلامية هي التفاعل مع دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية. وأضاف: إيران عضو في منظمة الأمم المتحدة وتتوقع أن تلعب هذه المنظمة دوراً حاسماً في التنمية والأمن والسلام والعدالة في العالم. وينبغي أن تكون قرارات الأمم المتحدة بعيدة عن أي تمييز وظلم، ومن دون أن تخضع لتأثير القوى الكبرى.
وتابع رئيسي: إن مواجهة إمبراطورية العدو الإعلامية مدرجة على جدول الأعمال، وفي هذه الزيارة سأكون لسان الشعب الإيراني الناطق لتبيان الحقائق للحكومات والشعوب. وأردف بالقول: إن العلاقات الثنائية ستتعزز خلال هذه الزيارة وسنعقد لقاءات واجتماعات ثنائية مع رؤساء الدول المشاركة في اجتماع الجمعية العامة.
ومضى يقول: خلال هذه الزيارة ستكون لنا لقاءات مع وسائل الإعلام لشرح مواقف الجمهورية الإسلامية والإجابة عن أسئلة الصحفيين، كما سنعقد لقاء مع السياسيين، مضيفاً: أتمنى أن تكون هذه الزيارة فعالة في إنجاز المهمة التي أوكلها الشعب إلى الحكومة.
في الغضون، وبالتزامن مع تطبيق اتفاق الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة بين إيران والولايات المتحدة، غادر سجناء أميركيون سابقون إيران في طائرة قطرية باتجاه الدوحة، بينما وصل محتجزان إيرانيان سابقان في الولايات المتحدة إلى العاصمة القطرية، في إطار عملية تبادل سجناء بين واشنطن وطهران شملت تحويل أرصدة مجمّدة إلى الجمهورية الإسلامية، وذلك حسبما نقلت وكالة «فرانس برس».
ونص الاتفاق الذي أعلن عنه في العاشر من آب الماضي على أن تطلق إيران سراح خمسة أميركيين، بينما تفرج الولايات المتحدة عن خمسة سجناء إيرانيين، بوساطة من قطر.
وقال مصدر مطّلع على الملف في الدوحة لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم الكشف عن هويته: إن «طائرة قطرية أقلعت وعلى متنها السجناء الخمسة واثنان من أقربائهم برفقة السفير القطري» لدى طهران، متجهة نحو العاصمة القطرية.
وفي واشنطن، أكد مسؤول أميركي أن الأميركيين المفرج عنهم في إيران غادروا طهران بالفعل. وفي المقابل، وصل إيرانيان أفرجت عنهما الولايات المتحدة إلى الدوحة، حسبما ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية. وقالت إن «معتقلين إيرانيين هما مهرداد معين أنصاري ورضا سرهنك بور، تم إطلاق سراحهما في عملية تبادل السجناء الإيرانيين والأميركيين ويعتزمان التوجه إلى إيران، وصلا إلى الدوحة»، مشيرة إلى إطلاق سراح السجناء الثلاثة الآخرين أيضاً غير أنهم لا يريدون الذهاب إلى إيران.
وخلال مؤتمر صحفي أمس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن من بين مواطني طهران الخمسة «سيعود اثنان إلى إيران، وآخر سيذهب إلى بلد آخر بسبب وجود عائلته فيه، وسيبقى اثنان» في الولايات المتحدة.
تزامن ذلك مع الإفراج عن ستة مليارات دولار من أموال إيران التي كانت مجمدة في بنوك بعض الدول نتيجة الإجراءات القسرية الأميركية المفروضة على إيران، إذ قال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين قبل بدء عملية التبادل إن طهران تلقّت «رسالة رسمية من السلطات القطرية تشير إلى تفعيل حسابات ستة بنوك إيرانية»، مضيفاً: «تم اليوم إيداع ما يعادل 5.573.492.000 يورو في حسابات المصارف الإيرانية لدى مصرفين قطريين».
والأصول المفرج عنها من حسابات في سويسرا أموال مستحقة لإيران بموجب بيع نفط إلى كوريا الجنوبية. لكنّ سيئول جمّدتها مذ انسحبت الولايات المتحدة أحادياً في أيار من العام 2018 من الاتفاق بشأن ملف طهران النووي وأعادت فرض عقوبات على إيران.
في الدوحة، قالت مصادر مطّلعة على عملية التبادل إن المواطنين الأميركيين سيخضعون لفحص طبي في العاصمة القطرية قبل مغادرتهم قطر. ومن المقرّر أن يسافر أربعة من المفرج عنهم إلى واشنطن، في حين سيتوجه الخامس إلى دولة خليجية أخرى.
ومن المفرج عنهم رجل الأعمال سياماك نمازي الذي يمضي منذ العام 2016 عقوبة بالسجن عشر سنوات لإدانته بتهمة «التجسس» لحساب الولايات المتحدة. وتشمل أيضاً قائمة المفرج عنهم رجل الأعمال عماد شرقي المدان بالسجن عشرة أعوام لإدانته بتهمة بالتجسس، ومراد طهباز الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية وحكم عليه بالسجن 10 أعوام أيضاً بتهمة «التآمر مع الولايات المتحدة». وهؤلاء الثلاثة يحملون الجنسية المزدوجة، فيما فضّل الاثنان الآخران عدم كشف هويتهما.