يقسم الناس إلى فئتين.. عشاق أيلول و… الآخرون، وكما يقول سارتر ويقول أعضاء حزب أيلول.. الآخرون هم الجحيم!!
العلاقة مع أيلول مثل أي علاقة حب بلا منطق.. ليست معادلة رياضية وليست قانوناً علمياً، هي بكل بساطة حالة جذب كما يقول الصوفيون.. هكذا يولد الإنسان من حزب أيلول.
في تلك اللحظات التي يجد «رشة» برد مع آخر الليل أو عندما يجد الصباح محتاراً بين الليل والنهار إلى أيهما ينتمي.. عندما يشعر أن الشمس رقيقة جداً وأن القمر قادم ليصافحه، هنا يعرف الإنسان أنه من هذا الحزب المسمى حزب أيلول الجميل.
يعجبني أهل الحضارات القديمة، كان لأيلول عندهم شأن عظيم معناه في أكثر من لغة.. الحصاد.. البدايات.. النداء، والأجمل هذا الرابط بين أيلول وعشتار باسمه إنانا.. أنين والمنتهى أيلول.
بعض الناس يصابون بشيء من الحزن في أيلول.. إن كان يعجبكم نزار قباني تعالوا انضموا إلى حزب أيلول.. نزار قال:
أتى أيلول يا أماه
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مواجعه وشكواه
ليس نزار فقط، هناك كثير من الشعراء من حزب أيلول، هذا إيليا أبو ماضي:
لله من «أيلول» شهر ساحر….. سبق الشّهور وإن أتى متأخّراً
الذين يعرفون أيلول يعرفون سحر لحظة الانتقال من حالة إلى أخرى.. عندما تشهد الطبيعة تحولاتها بكل أناقة يتغير مزاجها ولباسها وألوانها وهي تشرب قهوتها وتستمع لفيروز من دون أن يعكرها حر أو برد. هي تلك الساعة التي تقف فيها في مطار الطبيعة تنتظر طائرة تنقلك إلى من تحب أو تنتظر طائرة تأتي إليك بحبيب.
الأيلوليون.. مزيج متناغم من كل شيء.. في داخل كل منهم سجادة ملونة كل خيط فيها من مدينة لا تشبه جارتها.
الأيلوليون يعتقدون أن أيلول ليس شهراً، إنه طقس خاص تمتزج فيه المشاعر الجميلة فتخلق هالة تطوف على الأرض كلها.
لعل أبرز جماليات هذه الحالة ألوان ورق الشجر، ولحظات تعري الطبيعة كأنها تقول حان وقت أن تنظر للحياة عارية من كل زيف، وأنه حان وقت تساقط أمراض النفس ووقت البدايات.
أيلول في اللغة السريانية يعني الصراخ.. الطبيعة تصرخ بكم، هذا وقت التعري من كل المشاعر الميتة ليحل مكانها أوراق الخير في قلوب البشر.
لا بأس.. إلى أولئك الذين لم يدركوا بعد روعة هذا الطقس المميز.. ابدؤوا من جديد ربما لو استمعتم لوشوشات أيلول لأدركتم أنه يدعوكم لبدايات جديدة.
أقوال:
«أيلول» يمشي في الحقول وفي الربى…. والأرض في أيلول أحسن منظرا
شهر يوزّع في الطبيعة فنّه….. شجراً يصفّق أو سناً متفجّرا