بعد الإعصار والسيول التي أودت بحياة أكثر من 11 ألف مواطن، حسب مصادر أممية تظاهر المئات من الليبيين أمام منزل عميد بلدية درنة مطالبين بإسقاط مجلس النواب و«توحيد» ليبيا.
ووفقاً لمواقع ليبية تظاهر المئات من الليبيين أمام منزل عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي، وأضرموا النار فيه بعد اتهاماتٍ بالفساد وبإهمال تسبَّب بعدم إجراء الصيانة اللازمة للسدود وانتهى بالكارثة، وطالب المتظاهرون بإقالة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح.
وشهدت مناطق وسط مدينة درنة المنكوبة، أول من أمس الإثنين، تظاهرات نظّمها المئات من أهالي المدينة للمطالبة بإسقاط مجلس النواب وتوحيد ليبيا. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مسجد الصحابة وسط درنة هتافات من بينها «دم الشهداء ما يمشي هباء»، و«الشعب يريد إسقاط البرلمان» و«ليبيا، ليبيا، ليبيا، ليبيا».
تأتي هذه التظاهرات بعد إيقاف الحكومة المُكلّفه من البرلمان عميد بلدية درنة عبد المنعم الغيثي وتكليف نائبه لتسيير البلدية.
وقتل أو فقد 8 بالمئة من سكان مدينة درنة الليبية جراء الفيضانات، وكذلك مسح ربع أحيائها من الخريطة، وهو معدّل غير مسبوق عربياً، ولا حتّى عالمياً، وفق وكالات. لذا، اعتُبرت هذه الفيضانات الأسوأ في القرن الحادي والعشرين.
ويكشف هذا الرقم حجم الكارثة التي وقعت في درنة شمال شرقي ليبيا (1350 كيلومتراً شرق طرابلس)، والتي فاقت مأساة فيضانات «باب الــوادي» في الجزائـــر عــام 2001، وحتــى فيضانــات الهند عام 2013 التي توفي بسببها آلاف البشر. وتحتاج مدن محيطة بدرنة إلى المساعدات ومواد الإغاثة، على حين تسابق السلطات السياسية والعسكرية الزمن للوصول إلى المناطق المنكوبة.
وتعرضت منطقة الجبل الأخضر في شرق ليبيا يومي الأحد والإثنين من الأسبوع الماضي لموجاتٍ قاسية من الإعصار «دانيال»، ما سبّبَ أضراراً بشرية ومادية بالغة في مدن درنة والبيضاء وشحات والمرج وسوسة وتاكنس والبياضة ووردامة وتوكرة.
وإثر ذلك، أعلن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن هذه المدن «منطقة منكوبة»، مطالباً الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم الدعم في جهود الإنقاذ البحري لانتشال الضحايا والمساعدة في إنقاذ الناجين وتأمين الإمدادات الضرورية لهم.
وفي وقتٍ سابق، أفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «وال» بأن الفريق المكلف من حكومة «الوحدة» قدّر العدد الإجمالي للمباني المتضررة من السيول والفيضانات بنحو 1500 من إجمالي 6142 مبنى في المدنية.
وأوضح الفريق في إحصائية أولية أن عدد المباني المدمّرة بشكل كامل بلغ 891 مبنى، وبشكل جزئي 211، وأنّ نحو 398 مبنى غمره الوحل، وتقدّر المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة بـ 6 كيلومترات مربعة.
وبعد أسبوع على الفيضانات، التي اجتاحت مدينة درنة على سواحل شرق ليبيا، تواصل أجهزة الإسعاف الليبية، بمساندة فرق أجنبية، البحث عن آلاف القتلى والمفقودين من جراء الكارثة.
كذلك، تسببت الكارثة في نزوح 40 ألف شخص في شمال شرقي ليبيا، وفق ما أوردت المنظمة الدولية للهجرة.
وأعلنت الأمم المتحدة ارتفاع حصيلة وفيات فيضانات مدينة درنة إلى 11.300. بينما لا يزال آلاف الأشخاص في عداد المفقودين، استناداً إلى أرقام الهلال الأحمر الليبي.