قضايا وآراء

كيف تواجه أميركا «الحزام والطريق«

| هديل محي الدين علي

تطلق الولايات المتحدة الأميركية معركة جديدة من جملة معارك عديدة ضمن إطار عريض يدعى الحرب التجارية ضد الصين.

في هذه المرحلة تحاول واشنطن ضرب مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، التي قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في التاريخ.

المحاولة الأميركية تقوم على إنشاء طريق تجاري يربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط من خلال ممرات برية وبحرية شرقية وشمالية، وهدفها الجوهري سياسي، بغية إيقاف التمدد الصيني العالمي على كل المستويات، ولاسيما أنها تعمل على تفعيل التناقضات بين نيودلهي وبكين، وتم الإعلان عن الممر الجديد في قمة مجموعة العشرين التي تغيَّب عنها الزعيم الصيني.

وبما أن الدول المستفيدة من المشروع في الوقت الراهن هي الهند ودول الخليج العربي والأردن والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي، وبعد توقيع اتفاقية تعاون أولي بين الولايات المتحدة والإمارات والسعودية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، فالسؤال الذي ينبغي الجواب عليه حالياً هو ما مدى تأثير الخطة الأميركية الجديدة على مبادرة الحزام والطريق الصينية؟

الخطة الأميركية تعترضها العديد من العثرات وأولها الفاعلية الاقتصادية للمشروع، والتي تبدو متواضعة بالمقارنة مع منافع مشروع «الحزام والطريق» إضافة إلى العدد الكبير للدول المتضررة منه وهي دول وسط آسيا وغربها التي تعد من ضمن مشروع «الحزام والطريق» والصين وتركيا لكونها تخطط لأن تكون عقدة تجارية دولية، على حين أن مصر أكبر المتضررين لأن المشروع سيؤثر سلباً في قناة السويس، فهو يوفر نحو 40 بالمئة من الوقت المعتاد، كما أن هذا المشروع الأميركي يكتسب أهمية سياسية من وجهة نظر واشنطن لأنه يعمل على تسريع وتيرة التطبيع ما بين الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج.

إن اختيار الهند لتكون رأس حربة لاستهداف الصين اقتصادياً هو اختيار خبيث، وخاصة بعد قمة بريكس التي تراها واشنطن تهديداً حقيقياً لهيمنتها، وبالتالي إذا تحقق المشروع الأميركي، وهو أمر مستبعد على المستوى الإقليمي لكونه يستبعد قوى إقليمية نافذة، فإن جغرافيا المنطقة السياسية سوف تتغير باتجاه سلبي لا تحمد عقباه، فكيف ستتحرك الصين لمواجهة هذا المشروع والرد على منفذيه؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن