من المعروف في السياسة الأميركية أن أغلب الشباب الأميركي عادة ما يدعمون الحزب الديمقراطي لأنه الحزب الأكثر انفتاحاً وتقدماً مقارنة بالحزب الجمهوري المحافظ، فهل سيدعم الشباب الأميركي جو بايدن هذه المرة أيضاً، مع إنهم في انتخابات ٢٠٢٠ دعموه فكان أكبر رئيس حكم البلاد، وكان لهم دور حاسم في فوزه في الانتخابات.
تشكل فئة الشباب أكبر فئة عمرية في انتخابات ٢٠٢٤ لذلك يجب أن يشعر بايدن والحزب الديمقراطي بالقلق بشأن أي انخفاض محتمل في دعم الشباب لهم، إذ يرى مراقبون أن عدم توجه الشباب بأعداد كبيرة للتصويت لمصلحة بايدن قد يؤدي لخسارته في الانتخابات.
على الرغم من أن عدداً لا بأس به من الشباب الأميركي ليسوا مقتنعين بجو بايدن إلا أنهم يريدون المشاركة في العملية السياسية، ولعل ما أدى إلى تزايد رغبة الشباب في المشاركة هو ما قام به الجمهوريون في السنوات القليلة الماضية حيث عطلوا بعض الحقوق الاجتماعية والفردية، كحق الإجهاض وحق التصويت في الانتخابات، وقد كانت المشاركة الكبيرة للشباب في الانتخابات النصفية للكونغرس عام ٢٠٢٢ خير دليل على رغبتهم في الانخراط بشكل فعلي في العملية الديمقراطية.
استفاد السياسيون البيض الكبار في السن من أصوات الشباب من قبل، خاصة في انتخابات الكونغرس، وقد يكون السيناتوران بيرني ساندرز وإد ماركي البالغان من العمر ٧٤ عاماً، خير مثال على ذلك، إذ أصبح إد ماركي رمزاً للجيل الجديد في سباقه لمجلس الشيوخ عام ٢٠٢٠.
يرى المراقبون أن جيل الشباب دعم الرجلين ليس فقط بسبب التزامهم بالعمل من أجل الأولويات التي تهم الشباب بل لأنهم التقوا بالشباب وتعاونوا معهم، كما أظهر كل من السيناتور ساندرز وماركي رفضهما التراجع عن قناعتهما على الرغم من عمرهما المتقدم، فهم أصبحوا يشبهون الأجداد المحبين الأقوياء، وهذا ما على بايدن فعله.
قام جو بايدن بتحقيق أهداف لا بأس بها في القضايا التي تهم الشباب، فعلى سبيل المثال من خلال قانون الحد من التضخم استثمر بايدن ٣٦٩ مليار دولار لمعالجة أزمة المناخ، وفيما يتعلق بالعنف المسلح، وهو السبب الرئيسي للوفيات بين الشباب، وقع بايدن على مشروع قانون لإصلاح امتلاك الأسلحة النارية في عام ٢٠٢٢، وهذا المشروع يعد أول تشريع رئيسي لإصلاح قانون امتلاك السلاح أقره الكونغرس منذ ٣٠ عاماً.
مع ذلك لا يزال هناك انفصال بين ما حققه بايدن والمواقف التي يشعر بها الشباب تجاه إدارته، فوفقاً لاستطلاع للرأي أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» فإن ٤٨ بالمئة فقط من الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ عاماً لديهم موقف إيجابي تجاه الرئيس، ما يعني أن بايدن خسر بمقدار ١٠ نقاط عن الاستطلاع الذي أجري العام الماضي.
يرجع المراقبون هذا التراجع في أرقام بايدن إلى عدم قدرة البيت الأبيض على التوصل إلى لغة واحدة مع جيل الشباب، وقد تكون أفضل طريقة للوصول إلى الجيل الجديد هو الابتعاد عن الإعلام التقليدي والتوجه نحو منصات التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها الشباب في الحصول على المعلومات مثل انستغرام وتيك توك ويوتيوب، بالإضافة إلى الاعتماد على المؤثرين (influencers) الذين يؤثرون في عقول الشباب، عدد كبير من المحليين يؤكد أن هذه الإجراءات قد تساعد بايدن في الحصول على أصوات الجيل الجديد.